الجمعة، 3 يونيو 2016

أرنوب يتحدي أشبول


حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤلف، ولا يجوز الطبع أو النشر أو التبادل بأي وسيلة دون الرجوع للمؤلف.



أرنوب يتحدى أشبول
                     
مسرحية أطفال



                         تأليف   
السيد فهيم






شخصيات المسرحية حسب الظهور  :
أرنوب          ( صغير الأرنب )
فلفول         ( صغير الفيل )
غزولة        ( صغيرة الغزال )
أشبول          ( الشبل - صغير الأسد )
ثعلوب          ( صغير الثعلب )
الأرنبة الأم 
الأرنب الأب
جحوش        ( الجحش - صغير الحمار )
بلبلة          ( صغير البلبل )
هدهود        ( صغير الهدهد )
الثور الأبيض                 خيال ظل
الثور الأحمر                  خيال ظل
الثور الأسود                  خيال ظل
الأسد                          خيال ظل وعروسة
اللبؤة








المشهد الأول
المنظر :-
غابة بأشجارها الوارفة ، وحشائشها الخضراء المبسوطة . فى الخلفية يظهر نهرٌ صغيرٌ يشق الغابة . تدخل مجموعة من صغار الحيوانات تلعب وتغنى فى مرح . بينهم الأرنبُ الصغير أرنوب والفيلُ الصغير فلفول وغزولة صغيرة الغزال .
أرنوب : هيا يا أصدقاء ... لنبدأ السباق.
فلفول : دائما تصرُ على سباق الجرى يا أرنوب .. لنلعب اليوم لعبة أخرى.
أرنوب : لأنك ثقيل الوزن وضخم الجسم يا فلفول، ولا تستطيع مجاراتى أنا وغزولة فى سباق
          الجرى.
غزولة : يمكنك أن تلعب دور الحكم فى السباق يا فلفول .. وأنا وأرنوب نتسابق.
فلفول : أنا موافق .. لكن بشرط.
أرنوب : ما هو يا فلفول ؟!
فلفول : بعد أن تنهيا سباق الجرى نلعبُ لعبة أخرى نتشارك فيها جميعا .. فانا لا أحب أن
          ألعب دور الحكم كل مرة.
غزولة : اتفقنا ... سنلعبُ اللعبة التى تقترحها أنت .. هيا يا أرنوب لنبدا السباق.
أرنوب : هيا يا غزولة .. فلنبدأ ... هيا يا فلفول قم بدورك فى اللعبة.
فلفول : حسنا .. فلنرسم خطا للبداية .. وسأعد إلى ثلاثة ... ثم تنطلقا ... نهاية السباق عند
         حافة النهر ثم تعودان مرة أخرى إلى خط البداية ... الفائزُ من يصل إلىّ أولا ... هيا يا
        أرنوب ... هيا يا غزولة..
( يقف أرنوب وغزولة عن خط البداية وفلفول يعد )
فلفول : واحد ... اثنان ... ثلا...
( فجأة يظهر أشبول وبرفقته ثعلوب يتحدثان فى غرور وتعالى )
أشبول : انتظروا ..
( يبدو على غزولة الفزع .. تختبىء خلف فلفول )
فلفول : أشبول؟!
غزولة : كل يوم يأتى ليفسد لعبنا ..
أرنوب : ( بشجاعة ) ماذ تريدُ يا أشبول؟!
أشبول : أريدُ أن ألعبَ معكم.
ثعلوب : وأنا أيضا..
فلفول : هذا سباقٌ بين أرنوب وغزولة .
أشبول : فليكن سباق بين ثلاثتنا..
ثعلوب : وأنا أيضا.
أرنوب : أنتما تعرفان أننا لا نلعب مع أبناء الحيوانات المفترسة.
غزولة : نعم .. أمى الغزالة حذرتنى من اللعب معكما.
ثعلوب : (فى مكر ودهاء ) نحن صغارٌ يا غزولة ... لازلنا نشربُ اللبن .. ولم تنبت لنا أنيابٌ
           تمزق اللحم.
فلفول : وهل سننتظر حتى تنبت أنيابكم ... لابد أن نسمع تحذيرات أمهاتنا ... نحن نأكل
          العشبَ وأنتم تاكلون اللحوم.
غزولة : لحومنا.
ثعلوب : لا تخافى يا غزولة.
أرنوب : ابتعد عنها .. حذار أن تقترب منها يا ثعلوب.
ثعلوب : انظر يا سيدى أشبول ... إنهم يرفضون اللعب معنا ... يهينون أشبول ابن ملك الغابة
           .. وصديقه الصدوق ثعلوب.
غزولة : آه منك أيها الماكر ... لم تنبت أنيابك بعد ... لكن تمارس حيلك الماكرة كأبيك الثعلب
          المكار.
ثعلوب : انظر يا سيدى الأمير ... إنها تهيننى فى حضرتك يا ولى العهد ووارث الملك بعد أبيك
         .. حينما تكبر وتصبح ملكا لكل حيوانات الغابة سيذكر الجميع أننى أهنتُ فى حضرتك
          ومُنعت معك من المشاركة فى لعبة مع آكلى العشب والحشائش.
أرنوب : كف عن ألاعيبك يا ثعلوب.
فلفول  : نحن لم نقصد إهانة.
أشبول : إذن دعونا نلعب معكم .
غزولة : أنا لا أريد اللعب معكما .. سأعود إلى البيت.
أرنوب : وأنا أيضا .. هيا يا فلفول .. وليلعبا وحدهما.
ثعلوب : إذن فانتم خائفون من منافستنا ؟!
فلفول : بل نخاف من أنيابكم.
أشبول : جبناء ..
أرنوب : لسنا جبناء .. أمى دوما تخبرنى انى أسرعُ حيوانات الغابة .. وأنى أكثرها حركة
          ونشاطا .. وذكاء.
أشبول : ما علاقة كل ذلك بالشجاعة ؟!! ... انتم تخافون منافسة أشبول .. ابن ملك الغابة.
أرنوب : الذكاءُ والنشاطُ سمة الأبطال الشجعان.
ثعلوب : هاهاها ... انظروا من يتكلم؟! ... أصغرنا حجما وأضعفنا جسما وأقلنا وزنا.
أرنوب : اسكت أنت يا ثعلوب ... كلامى مع أشبول وليس معك.
غزولة : احذر من مكره يا أرنوب ... يريد أن يوقعك فى فخ .
ثعلوب : إذن تتجاسر وتجرؤ على تحدى مولاى الأمير أشبول؟!
غزولة : احذر يا أرنوب.
ثعلوب : يالها من نكتة ... الأرنبُ الصغيرُ يتحدى الأسد !
أرنوب : أسد؟! ... لازال شبلا صغيرا يرضعُ من ثدى أمه.
فلفول : لا تتمادى يا ثعلوب ... لا تلتفت لكلامه يا أرنوب وهيا نعود للبيت.
ثعلوب : أعلمُ أنه أجبن من أن ينافس سيده أشبول .
أرنوب : ( محتدا ) سيدك أنت .. أما أنا،  فأرنبٌ حر.
ثعلوب : انظر يا سيدى .. إنه يتعمد إهانتك وإهانة أبيك سيدى وسيد حيوانات الغابة.
فلفول : هو لا يقصد ذلك ... هيا يا أرنوب.
أشبول : ( فى غضب ) لو علم أبى لتغذى اليوم بعائلتك كلها ... هل تجرؤ على مثل هذا يا  
            أرنوب؟!
غزولة : كفى شجارا بالله عليكما .. كم حذرتك يا أرنوب.
أرنوب : هيا نرحل يا أصدقائى .
ثعلوب : ألم اقل لكم جبان؟
أرنوب : لست جبانا يا ثعلبان..
اشبول : لماذا تهرب إذن؟!   
أرنوب : ليس هروبا .. بل منعا للمشاكل .
أشبول : لا تجرؤ على منافستى .
أرنوب : بل أقدر ..
أشبول : أستطيع هزيمتك الآن ..
أرنوب : هيا نتسابقُ حتى النهر
أشبول : هيا .. وسأهزمك شر هزيمة.
( يتهيآن للسباق لكن ثعلوب يتدخل مخاطبا اشبول فى مكر وخبث )
ثعلوب : لا يا مولاى .. بل يجب أن تشهد الغابة كلها تلك الهزيمة .. وترى كيف يكون عقاب
          من يجرؤ على إهانة أشبول .. حتى لا يتجاسر أحدٌ بعد ذلك على تكرارها .
أشبول : ماذا تقترح يا صديقى المخلص؟
ثعلوب : غدا فى نفس الموعد وفى نفس المكان ندعو كل حيوانات الغابة لمشاهدة مباراة بينك
          وبين أرنوب.
أشبول : سباق فى الجرى ؟
ثعلوب : لا .. بل مصارعة.
غزولة وفلفول : ( فى فزع ) ماذا؟!
ثعلوب : والفائزُ يأكلُ الخسران ... ( ثم يضحك فى شماتة ) ها ها ها
أرنوب : وأنا قبلتُ التحدى.
غزولة : أرنوب ؟!
فلفول : أنت متهور .. سيأكلك أشبول.
أرنوب : بل أنا من سيلتهم لحمه بأسنانى ..
غزولة : الأرانبُ لا تأكل اللحمَ يا أرنوب.
أشبول : أما الأسُودُ ... فتأكل اللحوم .. ها ها ها ..
ثعلوب : لا تنسى .. يا أرنوب .. غدا فى مثل هذا الموعد .. وفى نفس المكان.
أشبول : غدا سأهزمك ... وساتنازلُ وألتهمُ لحمَك الشهىَ ..  أيها الأرنبُ المغرور.

إظلام
















المشهد الثانى
المنظر:-
فى بيت أرنوب – جحر ضيق فى غابة – الأرنبة الأم والأرنب الأب ومعهما أرنوب .
الأم  : ماذا فعلت يا أرنوب؟! ... تتحدى الأسد؟!
أرنوب : أسد ؟! ... إنه مجرد شبل صغير يا أمى ... يشرب اللبن مثل كل صغار الغابة.
الأب : لكنه من الحيوانات المفترسة يا أرنوب .. وكم حذرناك من اللعب مع صغار الحيوانات
        المفترسة.
أرنوب : هو الذى تعرض لنا .. وبدأ بالتحدى .. ولو أننى رفضت مصارعته لاتهمنى الجميعُ
           بالجبن.
الام  : أنت لن تستطيع هزيمة الشبل .. جسدك صغيرٌ وضعيفٌ ، أما هو فضخمٌ وقوى.
أرنوب : لكنك يا أمى أخبرتينى أن القوة ليست فى الجسد فقط .. ولكن فى الذكاء وحسن
          التصرف.
الأم  : وأنت بتحديك للشبل لم تحسن التصرف ... هذا تهور يا أرنوب.
الأب  : كم حذرتك يا أم أرنوب من حكاياتك عن الأرانب الخارقة والبطولات الأسطورية
         الزائفة.
أرنوب : ماذا تقصد يا أبى؟! .. حكايت أمى عن الأرانب وشجاعتها ليست حقيقية؟!
الأب  :  مجرد حكايات للتسلية يا أرنوب ... لا طاقة للأرانب بمصارعة الأسود.
أرنوب : هل هذا صحيحٌ يا أمى؟!
الأم  : نعم يا أرنوب .. إنما أردت أن تكون شجاعا واثقا من نفسك وقدرتك بين أصحابك.
أرنوب : وأنا كذلك يا أمى .. لازلت شجاعا واثقا من نفسى.
الأب : غدا سيأكلك أشبول ... وسيأكلنا أبوه الأسد كلنا ..
أرنوب : وما العمل يا أبى ؟!
الأم : لابد أن تعلن انسحابك ... وتعتذر للشبل .
ارنوب : لا أستطيع يا أمى .. لا أستطيع.
الأب : أرجوك يا أرنوب ... من أجل انقاذ حياتك وحياتنا أنا وأمك وإخوتك الصغار.
أرنوب : وهل تريد يا أبى أن أعيش جبانا ؟! .. سأكون أضحوكة كل أصحابى ومثار سخريتهم
الأم   : ليس هناك حل آخر ... فلن تستطيع مصارعة أسد .
أرنوب : قد أكون حقا ضعيفا ... لكننى لست جبانا .
الأب  :  هذه ليست شجاعة ... إنه جنون يا أرنوب .. أن تصارع أسدا فهو الجنون بعينه.
أرنوب : سأهزمه يا أبى .
الأم    : كيف تهزمه وأنت أرنبٌ صغيرٌ ضعيف؟!
أرنوب : سأهزم أشبول يا أمى ... ليس بقوة جسدى وعضلاتى .. لكن بقوة حيلتى وذكائى ..
          إنها معركة من أجل البقاء .. إن كان هو أشبولَ القوى .. فأنا أرنوب ..  الماهرُ
          الذكى.

إظلام











المشهد الثالث
( نفسُ المنظر الأول – فى الغابة – صغار الحيوانات والطيور مع أرنوب )
جحوش : ( ينهق ) هاء .. هاء .. هاااء ..  ماذا نسمع يا أرنوب ؟! ... هل حقا ستصارع
            أشبول؟!
أرنوب : نعم يا جحوش ... سأصارعه وأهزمه شر هزيمة.
بلبلة : كيف يا أرنوب ؟! .. هل أصابك الجنون؟!
أرنوب : لا يا بلبلة ... لا زالت بكامل عقلى .
فلفول : كيف يا أرنوب؟! .. إذا كنت أنا الفيل الضخم لا أستطيع هزيمة أسد ولو كان شبلا
          صغيرا !!
أرنوب : هذا لأنك ضعيف الحيلة .. صغير العقل .. محدود التدبير .. رغم جسمك الضخم.
( يضحكون )
فلفول : أنا صديقك وأريد نصحك وأنت تهزأ بى .. ماذا أصابك يا أرنوب؟!
غزولة : لا تغضب يا فلفول ... هو لا يقصد ذلك ..
جحوش : يبدو أن مباراة الغد أفقدتك صوابك  يا أرنوب.
أرنوب : لا تغضب منى يا فلفول ... فأنت صديقى الوفى ..
فلفول : لست غاضبا منك ...
جحوش : نحن نخشى عليك من أنياب الشبل المفترسة.
أرنوب : لا تخف .. لم تنبت أنيابه بعد.
غزولة : إن لم يفترسك بأنيابه ..سيمزقك بمخالبه الحادة.
أرنوب : لا تخافوا ... لن يمس شعرة من فروتى.
هدهود : أنت متهور .. لاتدرك ما يتربص بك من خطر.
أرنوب :  حتى أنت يا هدهود .. انتم جميعكم متشائمون.
غزولة : نحن أصدقاؤك ونخاف عليك يا أرنوب .
أرنوب : ولهذا جمعتكم يا أصدقاء .. فالمعركة غدا ليست بينى وبين أشبول فقط كما تعتقدون.
          بل هى معركتنا جميعا.
فلفول : ماذا تقصد ؟!
أرنوب :  أنا سأكون مجرد البداية .. وسيأتى دوركم لا محالة .. حينما يعتادُ صغيرُ السبع على
            أكل لحوم الحيوانات الأليفة .
جحوش : لا أفهم يا أرنوب !! ..  كيف تكون معركتنا جميعا .. وأنت من ورطت نفسك فى
             مصارعة الشبل ؟!
فلفول : جحوش محق يا أرنوب ... كيف تكون معركتنا جميعا ؟!
أرنوب : يبدو أنكم لا تعرفون حكاية الثيران الثلاثة ..
الجميع : الثيرانُ الثلاثة؟!
أرنوب : نعم .. أمى حكتها لى كثيرا .. سأحكيها لكم .
الجميع : نعم .. نعم يا أرنوب ... قصها علينا.
( يبدأ أرنوب فى رواية قصته التى يمكن تجسيدها على شاشة خيال الظل )
أرنوب : يُحكى أن ثلاثة ثيران .. ثورٌ أبيض ، وثورٌ أحمر ، وثورٌ أسود .. كانوا يعيشون فى
        ركن قصى من الغابة فى أمان وسلام ..
( يظهر الثيران الثلاثة خلف شاشة خيال الظل يأكلون ويلعبون فى سعادة )
أرنوب : وذات يوم رآهم الأسدُ وكان يتضور جوعا فأعجبه منظر الثيران وسال لعابه للحمهم
               الشهى .. فقال فى نفسه :
( يظهرُ الأسدُ يراقب الثيران فى تلصص )
الأسد :  اه ... ما ألذ وأشهى لحم هذه الثيران ... سأهجمُ عليهم فجاة وافتك بهم
           وألتهم أحدهم .. هم هم هم ..
جحوش : يا للهول.. 
أرنوب : وبالفعل .. هجم عليهم الأسد .. لكن الثيران الثلاثة اجتمعوا عليه وهزموه بقوة
         وحدتهم وتعاونهم فى معركتهم الشرسة .
غزولة : أحسنوا صنعا ..
( تدورُ معركة ضارية بين الأسد والثيران الثلاثة تنتهى بهزيمة الأسد )
هدهود : هيا اهزموه ..
بلبلة  : الكثرة تغلب الشجاعة ..
فلفول : ثلاثة ضد واحد .. اهزموه ..
أرنوب : فلم يستطع الأسدُ أن ينالَ منهم شيئا ، وعاد مهزوما خائبا جوعانا .. لكنه جلس
          يحادث نفسه مفكرا فى حيلة ليصطاد أحد الثيران الثلاثة .. فقال لنفسه:
الأسد : هؤلاء الثيران قوتهم تكمن فى اتحادهم وتعاونهم ... سأحاول أن أنفرد بأحدهم ... لكن
         كيف؟!.. إنهم أصدقاءٌ لا يفترقون أبدا .. ماذا أفعلُ لأفرق جمعهم .. وأشتت وحدتهم؟! 
         آه ... لابد من حيلة.
أرنوب : واتجه الأسدُ إلى الثورين الأحمر والأسود وقال لهما ملاطفا :
( يظهر الأسدُ مع الثورين ملاطفا فى خبث )
الأسد : يا صديقىّ العزيزين ... لم هاجمتمانى وأنا لا خلاف لى معكما ؟! ... إنما أنا صديقكما
          وحامى حمى الغابة من الغرباء واللصوص .. انما أردت ان آكل الثور الأبيض الذى
          يتباهى بلونه ويغتر بمظهره ولحمه السمين ... أما أنتما فليس لى بكما حاجة وأنتما
          تعلمان أننى استطيع أن أفتك بكم جميعا وأمزقكم بأنيابى ... لكن ليس من طبعى الغدر
         بأصدقائى .. لهذا جئتُ إليكما لتتركا لى ذلك الثورَ الأبيض أسدُ به جوعى .. وأعدكما
        ألا أتعرض لكما بسوء مطلقا.
جحوش : لا تصدقاه .. إنه يخدعكما ..
أرنوب : واختلا الثوران يتدبران أمرهما فقال الثورُ الأحمر:
الثور الأحمر : يا صديقى الثور الأسود .. ما رأيك فى كلام الأسد؟!
الثور الأسود : أرى أن الأسد يستطيع الفتك بنا لو أراد ... ونحن هزمناه مرة .. ولا نضمن أن
                 نهزمه فى المرات القادمة ... فلا طاقة لنا بمصارعة الأسود ..
الثور الأحمر : لكن الثور الأبيض صديقنا منذ الصغر.
غزولة  : نعم .. نعم ..
الثور الأسود : لو خُير بين حياته وحياتنا ربما ضحى بنا نحن الاثنين معا .
الثور الأحمر : هذا رأيك؟!
الثور الأسود : فلنتق شرالأسد ، ونسلم له الثور الأبيض ونعيش نحنُ فى أمان وسلام .
الثور الأحمر : كما تريد ..
فلفول : والصداقة ؟!! ... والعِشرة ؟!
هدهود : لا أصدق ما أسمع!!  
أرنوب : واتفق الثوران مع الأسد الجوعان أن يتصنعا الغفلة بينما يهجمُ هو على الثور
          الأبيض الذى أخذ يصرخ مستغيثا بهما وهما لا يتحركان لانقاذه .
الثور الأبيض:  يا صديقىّ ... أدركانى ... النجدة يا أصدقاء العمر ... أنقذانى يا شريكاى فى
                 كل شىء .. الأسدُ سيفتك بى ... لا أستطيع هزيمته وحدى ... أدركانى ..
بلبلة   : مسكين ..
غزولة : يا للخسارة ..
( تجسيد خيال ظل للأسد يفترس الثور الأبيض )
أرنوب : والتهم الأسدُ الثور الأبيض وأكل وشبع وشكر الثورين .. وعاد إلى عرينه سعيدا
         فرحا بما حققه بمكره وحيلته .. وعاش الثوران عدة أيام فى سلام وهدوء ... لكنهما
         كانا حزينين على صديقهما الذى أُكِل تحت سمعهما وبصرهما ..
فلفول : وقت لا ينفعُ الندم ..
جحوش : هل يعقل هذا؟! ... يضحيان بصديقهما ؟!
( يظهر الثوران يأكلان فى سلام )
أرنوب : ومضت أيامٌ وشعر الأسدُ بالجوع مرة أخرى .. وتذكر مذاق لحم الثور الأبيض فعاد
           إلى الثورين يدفعه الجوع وهجم عليهما مرة أخرى فصداه بقوة واتحدا عليه فهزماه
           شر هزيمة ..
هدهود : نعم .. نعم .. اثنان ضد واحد ..
أرنوب :  وعاد الأسدُ مهزوما متألما من خسارته للمرة الثانية ... فتذكر حيلته القديمة
            وذهب إلى الثور الأسود وقال له فى تودد :
الأسد   : أيها الثورُ الأسود ... لماذا هاجمتنى بكل تلك القسوة وأنا لم أقصد سوى الثور
             الأحمر ؟!
بلبلة : ثانى؟!  ... ألا تتعلم الثيران؟!
أرنوب : فأجابه الثورُ الأسودُ فى ريبة وخوف :
الثور الأسود : لقد قلت هذا عندما أكلت الثور الأبيض؟! 
الأسد    : ويحك .. أنت تعرفُ قوتى وأننى قادرٌ على هزيمتكما معا، لكنك صديقى وأنا لا أحب
             ذلك الثور الأحمر فلونه يزعجنى .. ولو أخبرته بذلك منذ البداية لعارضنى ومنعنى
             من أكل الثور الأبيض .. دعنى آكله وأعدك أن أتركك تعيش فى سلام وأمان ..
            وترتع فى مرعاك وحدك دون أن يشاركك فيه أحد ... أليس هذا أفضل لك .. ولى؟!
الثور الأسود : أخشى أن تغدر بى  كما غدرت بهما ؟!
الأسد : لا تخف يا صديقى .
جحوش : لا تصدقه أيها الأحمق ...
أرنوب : وتركه الثورُ الأسود يلتهم الثور الأحمر ... وتغافل عن نداءاته وصراخه..
( يظهر الثور الأحمر بين فكى الأسد وهو يصرخ مستنجدا )  
الثور الأحمر : أنقذنى يا صديقى ... أدركنى يا رفيقى ... النجدة .. النجدة ..
غزولة : مسكينٌ هو أيضا..
أرنوب : والتهم الأسدُ الثور الأحمر وامتلأت معدته وعاد شبعانا إلى عرينه .. وظل الثور
          الأسود يرتع فى مرعاه وحده عدة أيام فى سلام وأمان ... حتى عاود الأسد كرته ..
          وقرصه الجوعُ من جديد فهجم على الثور الأسود الذى أصبح وحيدا ضعيفا لا يجد
           من ينقذه أو يعينه على محاربة الأسد فصرخ مستسلما :-
الثور الأسود :  أُكلتُ يوم أكِل الثورُ الأبيض.
أرنوب : فقال الأسد فى دهشة:
الأسد : لماذا الثور الأبيض؟! .. لماذا لم تقل الثور الأحمر، فقد صرت وحيدا بعدما أكلته ؟
الثور الأسود : لأننى منذ ذلك الحين تنازلت عن المبدأ الذى كان يحمينا معا .. ومن يتنازل
                  مرة يتنازل كل مرة ، وحينما أعطيتك الفرصة لأكل أولنا .. إنما كنت أعطيك
                 تصريحا لأكلى أنا.
( الأسد يلتهم الثور وسط خواره وأنينه )
فلفول  : حكاية مؤثرة
غزولة : ومرعبة
جحوش : لم أفهم شيئا ... ما علاقة تلك الحكاية بمباراتك مع أشبول؟!
بلبلة  : أنا فهمت ..
هدهود : وأنا أيضا ..
فلفول : ( بادى الدهشة ) تقصد أن نتعاون جميعا ونشاركك فى مصارعة أشبول؟!
جحوش : فهمت .. فهمت ... أنا سأرفسه بحافرى .. وأعضه بأسنانى ..
فلفول  : وانا سأضربه بخرطومى الطويل على مؤخرته حتى يفر هاربا.
هدهود : وأنا أنقره بمنقارى فى رقبته وأطير بعيدا .. ثم أعاود الكرة حتى نهزمه.
بلبلة : وانا أيضا .. منقارى حاد ومؤلم..
أرنوب : لا .. لا يا أصدقائى ... ليس هذا ما أقصد.
غزولة : ما هى خطتك إذن يا أرنوب.
أرنوب : سنهزم أشبول بتعاوننا واتحادنا .. لكن دون أن نتورط معه فى معركة.
فلفول : كيف؟!
أرنوب : سنهزمه بالحيلة .
الجميع : الحيلة ؟!
أرنوب : هو يتباهى بقوته وعضلاته .. ونحن نملكُ وحدتنا وذكاءنا.
جحوش : أنا لا أفهمُ شيئا..
أرنوب : سندبرُ حيلة تجعلنا نهزم أشبول ونتقى شره هو وكل الحيوانات المفترسة .. دون أن
           نتورط معهم فى معارك وحروب.
غزولة : كيف؟!
أرنوب : أمى دوما تحكى لى عن الأرانب الخارقة وبطولاتها الأسطورية ..
هدهود : أرانب خارقة؟!
بلبلة : هل سنقضى الليل نسمع حكايات وحواديت يا أرنوب ؟! ... الوقت يمر ولقاؤك مع
         أشبول يقترب .  
أرنوب : أعلم يا بلبلة ... لذلك يجب أن نبدأ حيلتنا فورا.
فلفول : أية حيلة؟!
جحوش : هاء هاء هاااء .. أنا لا أفهمُ شيئا.
أرنوب : لا تتعجل يا جحوش .. ستفهم كل شىء.. انصتوا إلى جيدا .. هذه هى خطتنا.
( يجمع أرنوب أصدقاءه حوله ويشرح لهم حيلته فى حذر )
أرنوب : سنشيعُ فى الغابة أن أرنوب الصغير يملكُ قوة خارقة، وأنه يملكُ طاقة أسطورية
          جبارة ..  فلا يستطيعُ أحدٌ هزيمته أو التغلب عليه.
غزولة : نكذب يا أرنوب؟!
فلفول : لا .. لا .. الكذبُ حرام.
أرنوب : فى حالة الحرب لا بأس من الحيلة والخداع ..
جحوش : ونحنُ فى حالة حرب مع الحيوانات المفترسة .. أليس كذلك؟!
هدهود : وما العملُ لو فشلت حيلتنا .. واكتشف الأسدُ أمرنا ؟!
أرنوب : هى حربٌ من أجل البقاء .. ولابد أن نجرب كل الحيل ..
هدهود  :  سنساعدك لأنك صديقنا ..
فلفول : ولن نتخلى عنك مثلما تخلى الثوران عن صديقهما الثور الأبيض.
غزولة : أحسنت يا فلفول.
أرنوب : اتفقنا ... فلنوزع الأدوار.
هدهود : أنا أستطيع أن أنشر الخبر فى أنحاء الغابة وأطرافها فى سرعة وخفة .. سأبدأ
           الطيران فورا .
( يخرج هدهود مرفرفا بجناحيه )
بلبلة : وأنا أيضا .. أستطيع الطيران بعيدا والتحليق عاليا ... سأخبر كل الطيور وصغار
         القرود وسكان الأشجار العالية .               
( تخرج بلبلة )
جحوش : وانا سأخبر باقى الحيوانات الاليفة أنا وغزولة ... فنحن نجيد الجرى بسرعة شديدة
            .. هيا يا غزولة ..
غزولة : هيا يا جحوش.
( يخرج جحوش بصحبة غزولة )
فلفول : أما انا فلا أجيد الجرى ولا أستطيع الطيران ... فما هو دورى ؟!
أرنوب : أنت من سيثبت صحة الشائعة ... ويؤكدها للجميع .
فلفول :  كيف ؟!
أرنوب : الفيلُ الصغير فلفول سيكونُ أول فريسة  للأرنب الخارق أرنوب.
فلفول : ماذا تعنى؟!
أرنوب : سأمزقك بأسنانى الحادة .. واقتلعُ خرطومك بعضلاتى القوية ...
 ( يكشر أرنوب عن أسنانه ويمثل الهجوم على فلفول الذى يصرخُ مستنجدا )
فلفول : لا .. لا .. أنا صديقك يا أرنوب .. انقذونى .. أنقذونى ... النجدة .. آااه .

إظلام














المشهد الرابع
( فى الغابة - نفسُ المنظر السابق - يظهر ثعلوب وأشبول )
ثعلوب : أسمعت يا سيدى ما يشيع فى الغابة عن الآرنب الصغير أرنوب؟!
أشبول : هل تصدق هذه الخرافات يا ثعلوب؟!
ثعلوب : الجميع يتحدث عما أصاب أرنوب وعن قدراته الأسطورية الخارقة.
أشبول : مجرد كلام .. الأرانب الصغيرة تؤكل فقط .. هكذا علمنى أبى ملك الغابة.
ثعلوب : يقولون أنه عثر على ترياق القوة وشربه دفعة واحدة.
أشبول : مجرد خرافات .. يبدو أنه من شدة خوفه من لقاء الغد أصيب بالجنون.
ثعلوب : لا يجب أن نستهين بالأمر يا سيدى ... فالشائعات تملأ الغابة.
أشبول : أنت قلتها بلسانك ... شائعات .. غدا سيعلمُ الجميعُ من يمتلك القوة الحقيقية.  
ثعلوب : أنصت يا مولاى الأمير ... هناك أصوات قادمة من تلك الناحية .
أشبول : ومالك تبدو خائفا ؟!
ثعلوب : إنهم أصدقاء أرنوب المقربون ... هيا نختبىء خلف تلك الشجرة الكبيرة حتى نطلع
          على سرهم ونعرف حقيقة خبرهم .
أشبول : لازلت تصدق ذلك التخريف؟!
ثعلوب : لن نخسر شيئا يا مولاى ... لنعرف ما يدبره خصمنا .. هيا .. هيا .. قبل أن يلمحنا
          أحد.
( يظهر فلفول وقد ربط رأسه بضمادة وظهرت على وجهه آثار جروح ودماء وهمية -  يلتف حوله أصدقاؤه من الحيوانت والطيور الأليفة – يسرع اشبول و ثعلوب للإختباء خلف شجرة يستمعا لحديثهم فى شغف.)
فلفول  : آآآه ... جسدى يؤلمنى ... رأسى .. آآه يا رأسى .
غزولة : ماذا أصابك يا فلفول؟!
جحوش : من فعل بك هذا ؟!
فلفول : أرنوب .. لا أدرى ماذا أصابه .. لقد كنا نلعبُ كعادتنا بالقرب من النهر وفجاة ..
الجميع : هاااااا
فلفول : فجأة كأنما تحول إلى وحش أسطورى..
جحوش : أرنوب ؟!
فلفول : نعم .. فجأة تحول هذا الأرنب الصغير اللطيف إلى وحش مخيف .
غزولة : كيف يا فلفول؟!
فلفول : رأيت الشرر يتطاير من عينيه .. وأسنانه تصطك بقوة وقد نبتت له أنيابٌ طويلة
          مخيفة  تلمعُ تحت ضوء القمر ... وبرزت له عضلات هائلة وقد تضخم جسده وطالت  
          قامته حتى كاد يصل بأذنيه الطويلتين إلى السحاب ..
الجميع : ياللهول !!
جحوش : أنا لا أصدق ما أسمع ... أرنوب ؟!
فلفول : ألا ترون ما أصابنى من جراح وإصابات ... آآآه يا رأسى .. آآه يا عينى
هدهود : لقد رأيته بالأمس يجلس قرب النهر وينطق بكلام غريب ... كأنه تعويذة سحرية ..
           وفجأة لمع ضوء هائل فى السماء وفارت مياه النهر وهبت ريح عاصفة هزت
           أغصان الأشجار بقوة مخيفة .. فطرتُ بعيدا وقد تملكنى الخوف والفزع .
بلبلة : وأنا رأيته قرب الجبل الشاهق يحك أسنانه فى ضخوره القوية حتى لمعت كنصل
          سكين حاد ولما سألته أخبرنى أنه يسن أسنانه استعدادا للمعركة المنتظرة بينه وبين
         أشبول .
جحوش : وهناك شائعة تقول أنه يسخر الجن لمساعدته فى هزيمة أشبول.
غزولة : الجن؟! .. مسكين الشبل الصغير سيهزم غدا شر هزيمة .
ثعلوب : أسمعت يا مولاى؟!
أشبول : اصمت يا ثعلوب ... حتى لا ينتبهون إلينا.
هدهود : انظروا ... ها هو أرنوب قادم من جهة النهر .
جحوش : لابد أنه كان يستدعى أصدقاءه من الجن الساكنين فى أعماق النهر.
بلبلة : هيا نهربُ يا أصدقاء قبل أن يصيبنا بسوء .
الجميع : هيا .. هيا .. فلنهرب .. بسرعة ..
( يظهر أرنوب فى هيئة جديدة وقد حاول أن يفرد صدره ويبرز عضلاته الضعيفة وقد ارتدى عباءة حمراء تظهره كمخلوق خارق – يتدافع الحيوانات امامه فى فزع -  يهتف فى أصدقائه  )
أرنوب : انتظروا يا أصدقاء.. لا تخافوا ... لا تخافوا 
جحوش : لا تؤذنى يا أرنوب .. أنا جحش صغيرٌ مسالم .. أرجوك لا تؤذنى
غزولة : وأنا أيضا ... غزالة ضعيفة ... لا تؤذنى يا أرنوب ..
أرنوب : لا تخافى يا غزولة ... لا تخافوا يا أصدقائى ..
فلفول : أصدقاؤك؟! ..
أرنوب : نعم يا فلفول .. أنتم أصدقائى المقربون.
فلفول : آآه يا ظهرى .. آآه يا رأسى ..
غزولة : والدليل ما فعلته بفلفول .. أليس كذلك؟!
هدهود : الأصدقاء لا يؤذون أصدقاءهم يا أرنوب .
أرنوب : صدقت يا هدهود .. لكن فلفول هو من أثار غضبى ..
فلفول : أنا؟!
أرنوب : نعم .. لقد استهنت بقوتى وسخرت من قدراتى الخارقة .
فلفول : لم أكن أصدق أنك تملك هذه القوة الخارقة .. كان خطأى .. أعترف أنى غلطان.
أرنوب : وأنا أيضا أعترف أنى أخطأتُ فى حق أعز أصحابى .. سامحنى يا فلفول .. لن أؤذيك
           مرة اخرى ... انت وكل من عاش معنا فى سلام  ووئام .
فلفول : سامحتك يا أرنوب .. سامحتك يا صديقى .. لكن ابق بعيدا عنى.
جحوش : قص علينا يا أرنوب حكاية الجن الذى يساعدك .
أرنوب : جن؟! .. ( بخطورة ) تلك أسرار يا جحوش .. اصمت والا سخطوك نملة.
جحوش : ( فى خوف ) نملة ؟! .. لا .. ( ينهق فى رعب ) هاء ها ءهااااء .... سأصمت ..
             سأصمت .. لن أفتح فمى ...
غزولة : وماذا عن قوتك الخارقة .. وقدراتك الأسطورية يا أرنوب ؟!
أرنوب : غدا سترون بأعينكم ... ستشاهدون ما سأفعله بالشبل الرضيع .. سأمزقه بأسنانى ..
       وأعتصره بعضلاتى القوية .
بلبلة  : مسكينٌ أشبول ..
هدهود : الأشبالُ لا طاقة لها بصراع الأرانب الخارقة .
أرنوب : سأجعله يندم على اليوم الذى تعرض فيه لأرنوب الخارق .. قاهر الأسود.
الجميع : ( يهتفون ) عاش أرنوب الخارق .. عاش أرنوب قاهر الأسود.
جحوش : لو انتصرت غدا على أشبول سنعينك علينا ملكا للغابة .
فلفول  : نعم .. وتكونُ الأرانبُ الخارقة ملوكا للغابة ..
أرنوب : هيا يا أصدقائى ... لابد أن أستعد لمباراة الغد .. بقسط وافر من النوم .. وكمية وافية
           من الطعام .  
غزولة :  ولا تنس التمرين والتدريب يا أرنوب .
أرنوب : أصبت يا غزولة .. فليس لدى وقت أضيعه .. لابد أن أستعد للمعركة.
( يتحرك أرنوب منصرفا ويشيعه الحيوانات فى هتاف )
الجميع : عاش أرنوب العظيم ... عاش أرنوب ملك الغابة  .. عاش قاهر الأسود.
( يختفى ارنوب وأصدقاؤه ويظهر أشبول وثعلوب من مخبأهما يرتجفان )
ثعلوب : أسمعت يا أشبول ؟!
أشبول : سمعت يا ثعلوب ..
ثعلوب : وما العمل الآن؟!
أشبول : تسألنى ما العمل وأنت من ورطنى فى هذه المباراة؟!
ثعلوب : لم أكن أعلم يا سيدى ... حسبته أرنبا ضعيفا مثل كل الأرانب .. ولقد طمعت أن
          ينالنى من لحمه نصيب.
أشبول : بل سينالك من غضبته نصيب .
ثعلوب : وما ذنبى أنا يا أشبول .. أنا ثعلب صغيرٌ مسكين.
أشبول : هل ستتخلى عنى الآن يا ثعلوب؟!
ثعلوب : وهل عندك حل آخر ؟!
أشبول :  ألست صديقى الصدوق؟! .. فلنهرب .. نهرب سويا يا ثعلوب .
ثعلوب : أهرب أنت .. أما أنا فلا خصومة بينى وبين سيدى أرنوب .
أشبول : ( فى دهشة ) سيدك؟!
ثعلوب : نعم .. سيدى .. وسيد كل الحيوانات ..
( ثم هاتفا وهو يخرج متبعا مجموعة الحيوانات تاركا أشبول فى خوفه وحيرته )
ثعلوب : عاش أرنوب قاهر الأسود ... عاش أرنوب الخارق ملك الغابة ..
أشبول : ( يهتف فى طفولية ) يا ماما ...      

إظلام
















المشهد الخامس
( بيت أشبول - الأسد مع اللبؤة وابنهما أشبول لازال يرتعد فى خوف )
اللبؤة : اهدأ يا أشبول .. لماذا ترتجف هكذا؟!
أشبول : خائف يا أمى .
الأسد : ( يزأر فى غضب ) خائف؟! .. ابن ملك الغابة يخاف ؟!
أشبول : أخشى أن يلتهمنى أرنوب غدا .
اللبؤة : الأرانبُ لا تاكلُ اللحم يا أشبول .. الأرانب تأكل الأعشاب والنباتات.
أشبول : أرنوب يملك قوة خارقة .. سيهزمنى غدا ويصيرُ ملكا للغابة.
الأسد : ما هذا الهُراء ؟!! ... أرنبٌ يحكم الغابة ؟!
اللبؤة : لن يحدث هذا يا أشبول .. من أدخل هذه الخرافات فى عقلك؟
أشبول : الغابة كلها تتحدث عن الأرنب الصغير وقدراته الخارقة .
الأسد : قلت لك لا ترتجف مثل عصفور ضعيف ... أنت أسدٌ يا أشبول .. وأبوك ملك الغابة
        وسيدها .. لا تخف من أرنبٍ صغير ضعيف.
أشبول : ليس ضعيفا يا أبى ..  لقد سمعتُ بأذنى ورأيت بعينى ..
اللبؤة : كن واثقا فى قوتك يا أشبول .
أشبول : لا .. لا أستطيع مصارعة أرنوب.
الأسد : ما هذا السخف؟! .. أسدٌ يرتجفُ خوفا من أرنبٍ صغير؟!
أشبول : سيهزمنى يا أبى ..
الأسد : لن أسمح له بهزيمتك .. وإلا صرت أضحوكة الغابة ومثار استهزاء الحيوانات.
أشبول : لا أستطيع .. أنا شبلٌ صغير لازلتُ أشرب اللبن ..
الأسد : وهو أيضا أرنبٌ صغيرٌ يأكل الخس والجزر .
أشبول : لكنه يسن أسنانه طوال الليل ويُسخر الجن لخدمته ... ليس أرنبا عاديا يا أبى.
الأسد : ( يزمجر غاضبا ) أشبول .. لا تثر غضبى.
اللبؤة : إهدأ يا ملك الغابة ... فلازال شبلا صغيرا .
الأسد :  سيفضحنا أمام الحيوانات ... ستضيعُ هيبتنا بسبب خوفه وجبنه.
أشبول : لقد تخلى عنى الجميعُ حتى ثعلوب .. ذهب يهتف باسم الملك الجديد.
الأسد : خوفك من سمح له بذلك .. لقد استطاع الأرنبُ الخبيثُ أن يوقعك فى فخه ويهزمك
          بحيلته .
أشبول : ولو ... لن أصارع الأرانب الخارقة ... سأعلن انسحابى من معركة الغد.
اللبؤة : حذار يا أشبول .. ستضيعُ هيبتنا إلى الأبد. 
أشبول : خيرٌ لى من أن أؤكل ويُصنع من لحمى وليمة للأرانب.
الأسد : الأرانب اللعينة .
اللبؤة : لقد ارسلتُ فى طلب أمه وأبيه .
أشبول : ( فى خوف ) هنا ... لا .. لا .. سأختبىء قبل أن يفترسونا.
( يسرع بالاختباء – يبدو الضيق والغضب على الأسد  )
الأسد : أشبول !! .. لا تكن جبانا .. قلت لك لا تثر غضبى .. الأرانب لا تأكل الأسود.
اللبؤة : لقد حضر الأرنب والأرنبة يا مولاى .. لابد من معاجة الأمر بحكمة وروية .
الأسد : فليدخلا العرين فى أمان .
( يدخل الأرنب الأب والأرنبة الأم فى خوف يمثلان أمام الأسد وهما يرتجفان )
الأب : مولاى الملك المبجل .. لقد طلبتنا لمقابلتك .. فجئنا على الفور.
الأم : خير يا ملكنا العظيم ؟!
الأسد : خير؟! .. الا تعلمان ما يثيره ابنكما أرنوب فى الغابة؟!
الأب : أرنوب؟! . ماذا فعل يا مولاى؟!
الأسد : إنه يثيرُ الفوضى فى الغابة ويكدرُ السلم العام بين الحيوانات .
الأب : أرنوب ؟! ... إنه لازال صغيرا يا مولاى .. لا يدرك شيئا من ذلك.
اللبؤة : ألم يجمع صغارَ الحيوانات ويجعلهم يهتفون باسمه كأنه ملك الغابة؟!
الأم  : لعب صغار يا مولاتى ... مجرد لعب صغار.
الأسد : وماذا عن تحديه للأمير أشبول ؟!
الأرنب : تهور وجنون يا سيدى .. معك كل الحق فى غضبك.
الأم  : سنعتذر بالنيابة عنه للأمير أشبول  .. سامحنا يا مولاى .. سامحينا يا مولاتى.
الأرنب : ونعدك يا مولاى ألا يتكرر ذلك أبدا.
الأسد : سأمنحكما فرصة وحيدة .. سيأتى أرنوب غدا يعتذرُ أمام الجميع لسيده أشبول ..
        ويعلن انسحابه من المعركة .
الأب : أمرك يا سيدى .. سنجبره على المجىء والاعتذار لمولاى الأمير أشبول .
الأسد : انصرفا الآن .. ونفذا ما أمرتكما به .. وإلا ستؤكلا أنتما وكل أرانب الغابة غدا.
         غدا أيها الأرانبُ التعسة.
الأب والأم : ( ينصرفان فى خوف ) أمرك .. أمرك يا مولاى .. أمرك يا مولاى .

إظلام

المشهد السادس
( بيت أرنوب – أرنوب يقف غاضبا أمام أبيه وأمه )
أرنوب : لا يا أمى .. لا يا أبى .. لا يمكن أبدا أن أذهب وأعتذر لأشبول.
الأب : وستعلن انسحابك أيضا من المباراة.
أرنوب : هذا ظلم .
الأم  : هذا أفضل من أن تؤكل يا أرنوب.
أرنوب : خيرٌ لى أن أؤكل .. من أن أوصم بالجبن والاستسلام.
الأب  : اسمع الكلام يا أرنوب .. نحنُ أدرى بمصلحتك.
الأم  : لقد منحنا الأسدُ فرصة أخيرة وإلا أكل كل أرانب الغابة .
أرنوب : وهل تعتقدين أننى لو استسلمتُ لأشبول لن نؤكلُ غدا أو بعد غد ؟! 
           الأرانبُ تؤكل كل يوم يا أمى.
الأب  : لقد وعدنا الأسدُ بالأمان ..
أرنوب : آكلى اللحوم ليس لهم عهدٌ يا أبى.
الأب  : لا تكن عنيدا يا أرنوب ..
أرنوب : ليس عنادا يا أبى .
الأم   : وليست شجاعة .. أنت تريد أن تهلكنا جميعا باندفاعك وتهورك.
أرنوب : يا أمى الحبيبة .. يا أبى الحبيب .. استمعا إلى جيدا .. أليست دعوة الأسدِ لكما أكبرَ
         دليل على نجاح حيلتى ومقدرتى على بث الرعب والخوف فى قلب أشبول.
الأب  : أنت تخيف شبل الأسد؟!
أرنوب : نعم .. ولهذا أراد أبوه الأسد استغلال سطوته كملك للغابة كى ينقذ شبله من الفضيحة
         غدا .. لقد انبأنى الهدهد بخبرهم .. وأكد لى ثعلوب ذلك حينما انضم إلى صفى .
الأم : الثعلبُ الصغيرُ فى صفك؟!
أرنوب : ونَمُور .. صغير النمر .. وفَهُود والذئبُ الصغير وكثيرُ من صغار الضوارى ..
            الجميع اليوم يخشانى ويحسب الف حساب لقدراتى الخارقة.
الأب  : أنت تعلم جيدا أنك أرنبٌ صغير ضعيف لا تملك أية قدرات خارقة.
أرنوب : أنا أرنبٌ صغير .. لكن لستُ ضعيفا .. أنا قوىٌ بذكائى وعقلى ، وبمعاونة أصدقائى
           ومحبتهم وإخلاصهم لى .
الأم : أخافُ عليك يا أرنوب.
أرنوب : لا تخافى يا أمى .. غدا ستشهدُ الغابة أن الأرانب الذكية لا يمكن أبدا أن تؤكل.
          غدا يا أمى .. غدا يا أبى ستفخران بما فعله أرنوبُ الصغير.

إظلام








المشهد السابع
( الغابة – بالقرب من النهر كما فى المشهد الأول – الأسدُ يقفُ فى الصدارة وإلى جواره اللبؤة كملك وملكة وإلى جوارهما أشبول يرتعد خائفا – مجموعة من الحيوانات فى انتظار وترقب )
 الأسد : كف عن الارتجاف يا أشبول ..
أشبول : لا أستطيع يا أبى .. لا أستطيع.
اللبؤة : حيواناتُ الغابة يراقبونك يا أشبول .. لا ينبغى لأمير أن يرتجف هكذا .
أشبول : خائفٌ يا أمى .. أريدُ أن أعود للبيت.
الأسد : شبلٌ خائف؟! .. يا للفضيحة.. سيأتى الأرنبُ الآن يتوسلُ إليك لتصفح عنه.
أشبول : صفحتُ عنه قبل أن يأتى .. فلو رآنى لالتهمنى بأسنانه الحادة .. أو سخر عفريتا 
           من الجن ليسخطنى جحشا أو عنزة .. أرجوك يا أبى دعنى أعود إلى البيت.
اللبؤة : كف عن صراخك يا أشبول .. فها هو أرنوب قادم فى موكب ..
الأسد : ( غاضبا ) موكب؟!
أشبول : ألم أخبرك يا أبى؟! .. كل الحيوانات تحيط به وتهتفُ باسمه.
الأسد : سألقنهم جميعا درسا قاسيا .. لكن بعد أن أفرغ من أمر ذلك الأرنب اللعين.
( يدخل أرنوب وحوله أبوه وأمه وأصدقاؤه من حيوانات الغابة فلفول وغزولة وجحوش وهدهود وبلبلة وثعلوب أيضا يحملون رايات وزينات ويهتفون باسم أرنوب  )
الجميع : عاش أرنوب قاهر الأسود  .. عاش أرنوب العظيم .. عاش أرنوب الخارق .. عاش
           أرنوب ملك الغابة.. عاش أرنوب..
الأسد : ( يزأر غاضبا ) ما هذا الهراء ؟! .. الأرانبُ تحكم الغابة؟!!
اللبؤة : هذا جنون .
أشبول : أريد العودة للبيت ..
الأسد : اسكت يا أشبول.
أشبول : أريدُ دخول الحمام.
اللبؤة : هل هذا وقته ؟!
ثعلوب : عاش أرنوب الخارق .. عاش صديقنا الشجاع.
أشبول : ثعلوب الماكر ..
جحوش : ( ينهق ويرفس برجليه فى حماس ممثلا دور المذيع  ) هاء هاء هااااااء ... سيداتى
            آنساتى سادتى .. الآن ننقل لكم اللقاء التاريخى بين البطل الخارق .. قاهر الأسود
           والفارس الشجاع .. والنجم الموهوب أرنوب .. وبين الشبل الرضيع الأمير الصغير
             أشبول... هاء هاء هاااااء .
الأسد : ( فى ضيق ) حمار.
جحوش : ( مصححا فى رهبة  ) جحش يا سيدى ...
اللبؤة  : ألم تجدوا غير الجحش للتعليق على المباراة؟!   
الأسد : أية مباراة ؟! .. لا توجد مباراة ... لغيناها .
جحوش : ( مندفعا ) هاء هاء هااااء ... وفى مفاجأة مثيرة أيها الإخوة المشاهدون .. مفاجأة
           من العيار الثقيل .. أعلن الأسدُ المبجلُ إلغاء المباراة .. معلنا انسحاب الأمير أشبول.
الجميع : ( يصفقون بما فيهم أشبول  ) هييييييييييييييييييييييييييه .  
الأسد : اسكت يا جحش .. من قال أن الأمير انسحب؟!
أرنوب : انت يا مولاى الملك .. ألم تعلن من لحظات إلغاء المباراة؟!
الأسد : نعم .. لكن ليس السبب هو انسحاب الأمير أشبول .. بل انسحابك أنت يا صغير
         الأرانب.
أرنوب : ومن قال أنى سأنسحب؟!
الأسد : ( يزمجر ) وهل ستجرؤ على مصارعة الأمير أشبول؟!
أرنوب : عفوا يا سيدى .. ليس تطاولا منى .. لكن أشبول هو من طلب ذلك .
          أليس كذلك يا أشبول؟!
أشبول : ثعلوب الماكر هو من دفعنى  لمنافستك وعدائك .. ثم تخلى عنى ..
أرنوب : أسمعت يا سيدى ؟! .. هو من طلب مباراتى .. وأنا قبلت؟!
الأسدُ : لكنك ستنسحب من المباراة .
اللبؤة : وستعتذرُ لأشبول .
أرنوب : أنا لم أخطىء فى حقه لأعتذر .. هو من تعرض لى أنا واصدقائى الطيبين وأفسد
          علينا لعبنا هو وثعلوب .
ثعلوب :  لم أكن أقصد إهانتك يا مولاى الأرنوب .. وقد تقدمت لك بأسفى واعتذارى ..
أرنوب : وأنا قبلت اعتذارك .. خاصة بعد انضمامك لفريق الأصدقاء.
الأسدُ : ستعلنُ انسحابك فورا وإلا ..
أرنوب : وإلا ماذا يا ملك الغابة وحاميها ... هل تخش على ولى عهدك من الهزيمة؟!
اللبؤة : لم يكن هذا اتفاقنا.
أرنوب : أى اتفاق ؟!
الأسد : أين الأرنبُ والأرنبة .. أين أبوى هذا الصغير المغرور؟!
الأب : نحنُ هنا يا سيدى الملك .. تحت سمعك وبصرك .. ورهن إشارتك.
الأسد : تخدعاننى أيها الشقيان؟! .. أهذا ما اتفقنا عليه؟!
الأم : لقد حاولنا معه يا مولاى ولم يستجب .
اللبؤة : كيف ؟! .. لابد أن يسمع كلام أمه وأبيه ... تلك هى الأخلاق.
الأسد : نعم .. نعم .. تلك هى الأخلاق ..
أرنوب : وهل من الأخلاق أن تهددا أمى وأبى ليجبرانى على الانسحاب والاعتذار على جرم لم
           أرتكبه؟!
الأب : أرنوب؟!
أرنوب : لا تخف يا يا أبى ... فلو كان قدرنا أن نؤكل فسنؤكل فى كل الأحوال .
الأسدُ : لا تتعجل الموت أيها الشقى ... سأمزقك بأنيابى الآن.
أرنوب : مهلا يا مولاى الملك العظيم .. ملك الغابة .. هل تكلفُ نفسك وتتنازلُ من أجل التهام
           أرنب صغير رضيع .. هل هذا يليقُ بمقامك .
اللبؤة : ساتكفلُ أنا بهذه المهمة التافهة وأمزقك بانيابى.
أرنوب : ولا أنت يا مولاتى الملكة .. ألم تفكرا ماذا سيقول سكانُ الغابة بعدما تفترسانى؟!
اللبؤة : ماذا سيقولون ؟! ..  أرنبٌ أكلته السباع .
أرنوب : إجابة خاطئة ... عفوا يا مولاتى .
الأسد : هذا الأرنب المغرور .
أرنوب : لا تغضب يا مولاى .. واستمع للإجابة الصحيحة .. سيقولون أن أرنبا صغيرا تحداه
        الشبلُ  القوى فقبل التحدى، لكن الشبل خاف من الأرنب الخارق وخشى مصارعته فلجأ
        أبواه لاستخدام نفوذهما لاجبار الآرنب الصغيرعلى الانسحاب.
الأسد   : وستنسحبُ الآن .. وإلا أكلتك أنت وكلُ أرانب الغابة .
أرنوب : إذا كان الأمرُ كذلك .. فانا مضطرٌ يا سيدى أن ..
الجميع : ( فى ترقب ) هاااااا ؟!
أرنوب : أن أعلن ..
الجميع : هاااااا ؟!
أرنوب : أن أعلن إصرارى على خوض المباراة .
( الأسدُ يزأر فى غضب والجميع فى دهشة وخوف وترقب )
الأسد : ماذا؟!
أرنوب :  لم الدهشة يا سيدى؟! ... ألا تثق فى قدرات ابنك أشبول ؟!
الأسد : بلا شك .. أثق فى قدرته على تمزيقك إربا .
أرنوب : وأنا أيضا أثقُ فى قدرتى على هزيمته وسحقه .. فأنا أرنوبُ الخارق.
ثعلوب : صدقه يا مولاى .. فهو لا يقهر.
اللبؤة : كلام فارغ ..
جحوش : عضة واحدة من أسنانه المصقولة ستفتك بالشبل المسكين .
الأسد : هراء ..
غزولة : اسألا الفيل الصغير عما أصابه من أرنوب الخارق؟!
فلفول : آااه يا رأسى ... آاااه يا جسدى .. آااااه يا عينى .
هدهود : انا لمحته يخاطب ماردا من الجن قرب شاطىء النهر
بلبلة : وانا رأيته يسابق الريح بلا جناحين .. عند أطراف الغابة.
أشبول : أرايتما ؟! .. أسمعتما ؟! .. أريد العودة للمنزل.
اللبؤة : تخريف .. كل هذا تخريف.
الأسد : إنك تضيع وقتنا يا أرنوب .. يجبُ عليك الاستسلام فورا.
أرنوب : لن استسلم يا مولاى .. لكن يمكننى أن أعقدُ اتفاقا يرضى جميع الأطراف.
الأسد : أى اتفاق؟!
أرنوب : سأصارع أشبول .. فإذا هزمنى يأكلنى ..
أشبول : لا .. لا أريد .. لا أريد .. لا أحبُ لحم الأرانب.
الأسد : ( مترددا وقد أقلقه موقف اشبول ) وإذا هزمته انت؟!
أرنوب : ( متصنعا الشراسة ) بإمكانى أن أمزقه بأسنانى .. (ثم بهدوء ) لكننى لا أحبُ لحم
           الأسود .. لذلك أطلب من مولاى الملك أن يعطينى كلمة .. وكلمة الملوك لا ترد.
الأسد : أية كلمة؟!
أرنوب : الأمان .. لى ولكل أرانب الغابة .
غزولة : والغزلان أيضا.
جحوش : والحمير وصغار الحمير هاء هاء هااااء
فلفول : والأفيلة .. خاصة الصغار .
الأسد : وماذا ستأكل الأسود؟!
جحوش : البرسيم ..
اللبؤة : اسكت يا حمار
أرنوب : فلتأكلُ الأسود من أى غابة أخرى .
الأسد : أرنبٌ أنت أم ثعلبٌ ماكر؟!
أرنوب : ماذا قلت يا مولاى ؟!
اللبؤة : اعطه الأمان .. فلن يستطيع هزيمة أشبول على كل حال.
الأسد : الم تسمعى ما يشاعُ فى الغابة ؟!
اللبؤة : هل تصدق تلك الخرافات ؟.. إنها تخاريفُ الصغار وخيالهم الخصب.
أرنوب : ماذا قلت يا مولاى؟!
اللبؤة : موافق ..
الأسد : موافق .. ولكم الأمان ..
أرنوب : لى ولكل الحيوانات الأليفة
الأسد : موافق .. إن استطعت هزيمة أشبول .. لك الامان أنت وكل حيوانات الغابة.
الجميع : ( يهللون فى سعادة ) هيييييييييييه
جحوش : وهكذا أيها الإخوة المشاهدون ستبدأ مباراتنا التاريخية ولقاؤنا المرتقب بين الخارق
          أرنوب والأسد الصغير أشبول .
( يتهيا أرنوب للمباراة بينما يتراجع أشبول فى خوف – تحاول اللبؤة تشجيعه بينما يحاول ثعلوب اخافته )
اللبؤة : هيا يا أشبول ... تستطيع هزيمته.
أشبول : لا أستطيع .. لا أستطيع.
ثعلوب : أنصحك أن تهرب بجلدك يا صديقى ... لن تقدر على هزيمة الأرنب الخارق.
أرنوب : سأمزققك بأسنانى ..
غزولة : اسحقه يا أرنوب .
فلفول : هيا يا قاهر الأسود . 
بلبلة : هيا يا أرنوب .
هدهود : عاش أرنوب .. عاش أرنوب .
( يلتف الحيوانات مشجعين أرنوب بينما يقف أشبول وحيدا يرتعد فى رعب وخوف تدفعه أمه وأبوه فى غضب )
اللبؤة : تقدم يا أشبول ... لا تخف.
الأسد  : اهجم عليه يا أشبول .. هجمة واحدة من أجل أبيك.
ثعلوب : مسكين .. شبلٌ صغير .
جحوش : هيا يا أرنوب .. اهجم عليه .. مزقه.
اللبؤة : هيا يا أشبول .. أنت الأقوى.
الأم : هيا يا أرنوب .. أنت الشجاع.
( يقفان فى مواجهة بعضهما – يكشر أرنوبُ عن أسنانه فيهوى أشبول مستسلما فى رعب )
أشبول : لا .. لا أستطيع .. سأنسحب .. سأنسحب .. لا أقدرُ على مصارعة الأرانب الخارقة
         لا اقدرُ على مصارعة الأرانب الخارقة.
( يفر أشبول هاربا -  تتبعه اللبؤة فى غضب )
اللبؤة : أشبول .. ارجع يا ولدى.. انتظر يا أشبول.
الأسد : ارجع يا جبان .
جحوش : هاء هاء هااااء ... وهكذا انتهت المباراة بفرار الشبل الجبان وفوز أرنوب
        الشجاع ..  قاهر الأسود والسباع .
الجميع : هيييييييييييييييييه. .. عاش أرنوبُ الخارق..
الأسد : ( يهجم على ارنوب فى غضب ) سأمزقك أيها الأرنبُ اللعين
أرنوب : لا تنس يا مولاى الملك .. لقد أعطيتنا كلمة ..
الجميع : ( يحيطون بالأسد فى رهبة ) وكلمة الملوك لا ترد .
أرنوب : أعطيتنا الأمان .. وأنا انتصرت على أشبول .. وجاء دورك لتفى بعهدك.
الأسد : لكنك لم تهزمه فى مباراة .. لم تهزمه.
أرنوب : لقد هزمه خوفه .. وانتصرتُ أنا بشجاعتى .
الأسدُ :  أيها الأرنبُ الماكرُ .. أيها الصغيرُ الشقى.
أرنوب : قد أكون صغير الجسم حقا .. لكننى أملك عقلا وذكاء .. فالقوة ليست بالعضلات..
           القوة الحقيقية تكمن فى العقل والحكمة .
 الأسد : صدقت أيها الأرنبُ الصغير .. لذلك تستحق أن أمنحك فرصة للحياة .. أنت وكل
           أصدقائك .. لكم الأمان .. لكم كلكم الأمان .. بفضل شجاعة وحكمة هذا الأرنب
            الصغير.
( ثم يخرج الأسد ويبقى أرنوب محاطا بالحيوانات التى تهتف فى سعادة  )
الجميع : هييييييييييييييييييييه ..
( ثم يغنون ويرقصون فى سعادة وحبور محتفلين ببطلهم الشجاع أرنوب )


النهاية