الخميس، 26 مايو 2016

مسرحية الشرنقة





الشرنقة
مسرحية



تأليف

السيد فهيم





شخصيات المسرحية:

          راشد :       رجل أعمال في الأربعين من عمره.
          وفاء  :        زوجته شابة جميلة .
         عوض :        الخادم
          سالي  :    سكرتيرة حسناء.
    عبده المقاوح :      المحامي .
         مشيرة  :     فتاة حسناء.
        سعدية  :      الدادة.
         سامي :        صديق راشد شاب خفيف الظل .
         صالح :        شقيق راشد  في الخمسين
         نافع  :     الطبيب .
       المقنع :  
وشخصيات أخرى مقنعة.




















 

الفصل الأول
















المشهد الأول


حجرة نوم راشد
السرير فى صدارة المسرح - راشد ممدد على السرير مغطيا جسده بملاءة شفافة - الإضاءة شاحبة - دخان كثيف يكاد  يحجب الرؤية حيث تبدو الشخصيات كأشباح .
الرجل الُمقنع يقف عند رأس السرير فى صمت وجمود كالتمثال .
دقات عنيفة على  باب الحجرة وعلى الجدران .. صرخات - تشنجات .. ينتفض راشد مفزوعا من نومه ..  يتلفت يمينا ويسارا فى قلق .

راشد : (في ترقب وحذر) مين ؟! .. مين ؟!
(تتصاعد الدقات رويدا رويدا)
راشد : (صارخا) مين ؟!!
المقنع : (لازال جامدا) مسكين ..  مسكين يا راشد .
راشد : (يقفز فى رعب ) مين ؟ .. انت مين ؟
(تزداد الدقات عنفا)
راشد : (فى هلع) عايزين مني ايه؟ .. سيبونى فى حالى.
المقنع : مسكين .. مسكين يا راشد .
(تبلغ الأصوات ذروتها تهتز الأبواب والجدران بشدة يقتحم الحجرة عدد كبير من الشخصيات المقنعة التى تخترق الباب و الجدران بأقنعة مخيفة وملابس عجيبة رجالا ونساء يدورون حول راشد فى وحشية ويرقصون فى جنون يحاولون الفتك به )
راشد : (يحاول الإفلات منهم) لأ.. لأ .. ابعدوا عنى .. سيبوني .. ياخونة .. يا أندال. 
(يحاول اللوذ بالفراش لكنهم يلحقون به ويحاصرونه )
المقنع : (لازال في مكانه) مسكين .. مسكين يا راشد.
(ينقضون على راشد فى وحشية)
راشد : (يصرخ فى ألم)  آآآه .. آآه ..
(يظلم المسرح فجأة ولازلنا نسمع صوت المقنع كالفحيح مختلطا بصرخات راشد)
المقنع : مسكين .. مسكين يا راشد.
راشد : خونة .. أندال .. كفاية .. حرام عليكم .. سيبونى فى حالى .. آآآه ..
( يضاء المسرح بغتة على منظر حجرة النوم السابق - الجدران والباب كل شىء يبدو سليما وكأن شيئا لم يكن - لا أثر  لأى مقنعين - راشد نائم فى سريره وقد هب توا من النوم فى رعب )
راشد : (فزعا) لأ .. لأ  ..  سيبونى .. ابعدوا عنى .
(تدخل وفاء قلقة وقد استيقظت على صوت راشد)
وفاء : (فى قلق) راشد !! .. مالك يا راشد ؟ .. فى ايه؟
راشد: (يدور بعينيه في الغرفة ذهلا.. لا يتكلم )
وفاء : راشد.
راشد: (يحدق في وجهها كأنه انتبه لوجودها)  ..  وفاء ؟!
وفاء : أيوه يا راشد .. وفاء .. مراتك .. حبيبتك.
(يدخل عوض مندفعا بملابس نومه البسيطة المكونة من سروال واسع وصديرى .. يمسك بيده مقشة فى تأهب لمعركة)
عوض: فى ايه يا راشد بيه ؟ .. بتزعق كده ليه يا سعادة البيه؟
وفاء  : (مستنكرة) عوض ؟!
عوض: خدامك ياست هانم0
وفاء   :  ايه اللى فى ايدك ده؟
عوض :  مقشة يا وفاء هانم0
وفاء   :  ليه؟ .. وايه اللى انت لابسه ده؟!
عوض :  (فى حرج) لامؤاخذة يا ست هانم .. أصلى اتخضيت على راشد بيه .. مالحقتش
            ألبس هدومى.
وفاء  :  طب روح دلوقتى.
عوض :  وسعادة البيه؟
وفاء  :  مفيش حاجة .. روح كمل نومك.
راشد :  (يلتقط أنفاسه بصعوبة) مية .. عايز مية.
وفاء : كباية مية بسرعة يا عوض0
عوض: حاضر ياهانم0                                  (يخرج مسرعا)
وفاء : مالك ياراشد ؟ .. في ايه ؟
راشد: فظيع .. فظيع يا وفاء .. بشع.
وفاء : هو ايه ده يا راشد؟! .. قلقتنى.
راشد : كابوس فظيع .. فظيع.
وفاء : تاني يا راشد ؟
راشد : كل مرة بيزيد بشاعة .. المرة دى قدروا يوصلولى  فعلا .. وهنا فى بيتى .. فى
         سريرى .. اخترقوا كل الحواجز .. مافيش حاجة قدرت تمنعهم .. وانا كنت لواحدى      
          .. مفيش حد جنبى يحمينى منهم.
وفاء :  هما مين دول يا راشد؟
راشد : مش عارف .. بيطاردونى فى كل مكان .. كانوا هنا .. فى كل حتة ..فى كل ركن
      فى الدولاب .. ع السرير .. على الأرض .. ع الحيطان  .. في السقف .. فى كل حتة.
وفاء : طب اهدا يا راشد .. ده مجرد كابوس.
راشد : كنت الأول يادوب باحس بيهم .. شامم ريحتهم .. حاسس بأنفاسهم .. بعد كدة بدأت                اسمعهم .. سيبت لهم أوضة نومي .. مافيش فايدة .. صوتهم بدأ يعلى .. ويعلى ..                    ما بقيتش قادر أطيقه .. حتى لو سديت ودانى ..كنت باحس انهم جايين من جوة .. من           من جوة وداني نفسها .. أو من جوايا أنا نفسي .. بس ما كنتش باشوفهم ..              النهاردة شوفتهم .. قدروا يوصلولي يا وفاء ..أروح منهم فين قوليلي؟!
وفاء : ماانت مش عايز تسمع كلامى .. ياما قولت لك ارجع نام فى مكانك ..
         (يرمقها بنظرة عتاب 00تتردد..  ثم  تحاول تغيير دفة الحديث  )
وفاء : وبعدين فيها ايه لما تعرض نفسك على ..
راشد : (مقاطعا في حدة) على دكتور نفسانى ..مش كدة ؟
وفاء  : وفيها ايه يا راشد؟
راشد : قولت لك ميت مرة أنا مش عيان 0
وفاء : والكوابيس اللي كل ليلة دى ؟
راشد : هو كل من شاف كابوس بقي مجنون يا وفاء؟
وفاء : ومين قال ان كل من راح لدكتور نفساني مجنون ؟.. مش أنت اللى تفكر بالشكل ده.
راشد : أرجوكي .. كفاية كلام في الموضوع ده ..أنا ما صدقت فقت من الكابوس0
وفاء : اعذرني يا راشد .. أنا خايفة عليك0
راشد : ما تخافيش أنا كويس .. كويس جدا0
وفاء : طب بلاش عشان خاطري .. عشان خاطر سامح .. ابننا .. فيها ايه لما  نطمن؟!
         مش يمكن نلاقي حل للكوابس دى عند الدكتور؟
راشد : تانى يا وفاء؟.. إنسي الموضوع ده خالص، أنا مش رايح لدكاترة .. مش رايح لدكاترة0
وفاء : طب وطي صوتك .. أحسن الولد يصحي .. ده أنا ماصدقت راح في النوم0
راشد : امال الدادة بتاعته فين؟
وفاء : سعدية؟ .. ما انت عارف ان سمعها تقيل00 زمانها فى سابع نومة0
راشد: مش عارف سر تمسكك بيها!!.. ما الدادات كتير0
وفاء : كفاية ان الولد بيحبها00 وهى بتحبه00(صوت بكاء طفل) أهو صحى ، هاروح
        اطمن عليه 0                    (تخرج مسرعة)
راشد : (يبتلع ريقه بصعوبة) مية00 كباية مية 00 عوض 00 انت يا عوض0
(يدخل عوض مسرعا وقد ارتدي ملابسه كاملة حاملا صينية عليها كوب ماء)
عوض : أمرك ياسعادة البيه 00 أصلي كنت بالبس هدومي 00ألف سلامة يا بيه0
راشد : (غاضبا) أنا مش عيان0
عوض : وهيه السلامة  وحشة ؟!
راشد : قولت لك أنا مش عيان يا عوض0
عوض : بس باين عليك ياسعادة البيه0
راشد : هو إيه ده اللي باين عليا؟
عوض : العيا 0
 راشد : يوووه .. أنا ناقصك أنت كمان!.. أنت إيه اللي جابك دلوقتي؟ .. روح  شوف شغلك0
عوض : والمية ؟
راشد :  مية إيه؟!
عوض : عشان تبل ريقك بعد السرعة اللى اتسرعتها00 اتفضل يا سعادة البيه0
(راشد يتأمل كوب الماء وينظر لعوض فى ريبة)
راشد : اشربـها أنت يا عوض 0
عوض : مش عطشان يابيه0
راشد : (فى إصرار) اشربـها يا عوض0
عوض : مايصحش يابيه0
راشد : قولت لك اشربـها 00 اشرب0
عوض : حاضر 00 أمرك يا سعادة البيه0
(يتناول الكوب00 يقربه من فمه فى بطء وراشد يراقبه فى حذر وتوجس 00 لا يكاد عوض يتجرع جرعة واحدة حتى يخطف راشد الكوب من يده ويفرغ مافيه من ماء فى فمه فى جرعة واحدة)
عوض : (فى دهشة) إحنا فينا من كدا؟
راشد : (يعيد الكوب الفارغ ببرود)  بتقول إيه؟
عوض : باقول بالهنا والشفا يابيه0
راشد : قولت لك ميت مرة أنا مش عيان0
عوض : وماله يا بيه ،الشفا حلو برضه00 ربنا يشفينا ويشفي كل مريض0
راشد : أنا عايز أعرف مين اللي فهمك أنى عيان ؟! 00 الهانم ،مش كدا؟
عوض : لأ يا بيه مش كدة00 الست هانم ما قالتش حاجة 00 دى حتى كل ما أسالها
         عن سعادتك 00 تزعق لى وتقولى مالكش دعوة0
راشد : امال جالك منين أني متهبب عيان0
عوض : وشك بيقول كل حاجة يابيه00 لونك مصفر00 وعينك حمرا 00والعرق بيشر
         من جبينك 00 ودايما زهقان ومش طايق حد00 وبتقوم كل ليلة من النوم مفزوع
          وبتصرخ زى العيل الصغير0
راشد : أنا عيل ؟!
 عوض : لا سمح الله يابيه 000 أنا قولت زى العيل0
راشد : وكمان بتكررها !!000 أنت قليل الأدب0
عوض : وماله يابيه 00 مقبولة منك 00 بس روق دمك كدا 00 الزعل مش حلو عشانك0
راشد : انت عايز تجنني ؟
عوض : بعد الشر عليك يابيه0
راشد : اطلع بره 00 غور من وشى0
عوض : (فى هدوء) ربنا يزيح عنك يابيه 00 تحب أجيب لك دكتور؟
راشد : انت هاتعييني بالعافية !00 غور من وشى قولت لك00مش عايز أشوف وشك
         خالص0
عوض : (خارجا بخوف) حاضر يابيه 00 بس هدى  أعصابك00 ده انت حالتك صعبة
            خالص 00ربنا يشفيك يابيه0             (يخرج)
راشد : (فى ثورة) أنا مش عيان 00 قول للى مسلطاك عليا ان أنا مش عيان 00مش
        مجنون 00 ومش هاروح لدكاترة 00 ايه يعني شوية كوابيس بتجيلي ؟ 00
        ما الناس كلها بتشوف كوابيس وما حدش بيقول عليهم مجانين00 اشمعني انا ؟!00 
        طب مش نايم يا وفاء00 هافضل صاحي ليل ونهارعشان ما اشوفش كوابيس0
(تغير مفاجئ في الإضاءة حتى تصبح اقرب لجو الكابوس نسمع صوت المقنع عميق ومسبوق بضحكة سخرية)
ص0 المقنع :  ولو00 حتى لو فضلت صاحى00 مسكين0
    راشد  :  (مأخوذا) ايه ده ؟00 الصوت ده جاى منين؟
ص0المقنع :  مسكين يا راشد0
    راشد :  انت مين؟ 00 الصوت ده سمعته قبل كدا00 الصوت ده كان فى الكابوس0
(تبدأ الدقات والصرخات والأصوات فى الظهور)
ص0المقنع : مسكين 00 مسكين يا راشد0
    راشد : (فىرعب) لأ00 أنا مش خلاص صحيت!!00 المفروض انى دلوقتى صاحى00
              (ينادى) عوض00 انت يا زفت00 عوض0
(تتغير الأضاءة بغتة لتعود الى الاضاءة العادية)
عوض : (قادما بسرعة) خير يا سعادة البيه ؟00النوبة جت تانى؟
 راشد : نوبة إيه أنت كمان؟
 عوض: امال حضرتك كنت بتصرخ ليه؟
 راشد : أنا صرخت ؟!
عوض : آه .. دى باينها اشتغلت..جايز أنا بأه كان بيتهيألى واللا حاجة.. تصبح على خير يابيه0
راشد : رايح فين 0
عوض : هاروح أنام يا بيه0
راشد : الهانم فين؟
عوض : (فى بساطة) بتنيم البيه0
راشد : بيه !!00 بيه مين؟!
عوض : البيه الصغير 00 سى سامح بيه 00 ربنا يخليه لكم يا بيه 00 ده الخالق الناطق
         سعادتك 00 ده حتى بيصحى من النوم يصرخ زى جنابك تمام 00 تكونشى دى
         وراثة يابيه؟
راشد :  وبعدين معاك بأه! 00 روح00 روح كمل نومك0
عوض : أمرك يابيه 00 انت الشافى يا رب0                                        (يخرج)
(فور خروجه يفاجأ راشد بصوت المقنع وتغير سريع في الاضاءة)
ص0المقنع : مسكين 00مسكين يا راشد0
راشد : (صارخا) عوض0
عوض : (يعود مسرعا) أيوه يابيه0
راشد : سيبتنى ليه ؟ 00 قصدى 00 انت رحت فين؟
عوض: مش سعادتك قولتلى روح نام!!
راشد : لأ استنى هنا 00 ما تسيبنيش 00 قصدى يعنى 00
عوض: أونسك يعنى0
راشد : أيوه 00خليك معايا شوية00 اقعد0
عوض: مايصحش يا سعادة البيه0
راشد : قلت لك اقعد0
عوض: حاضر (يجلس علي الأرض)000 مالك ياسعادة البيه؟!  00فى حاجة قالقاك؟
راشد : اسمع يا عوض 00 افرض انك00  مثلا 00  يعنى 00 كنت نايم0
عوض : ايوه كدا يابيه فضفض 00خلى الهم ينزاح0
راشد : وبعدين معاك ؟!
عوض : حاضر يابيه 00هافرض انى كنت نايم0                       (ينام)
راشد : مش انت 00 اى واحد0
عوض : حضرتك مثلا0
راشد : (حانقا) اى حد 00 كان نايم 00 وبعدين شاف حلم مزعج حبتين0
عوض : كابوس يعنى 0
راشد : كابوس 00 وبعدين صحى منه0
عوض : يتف يمينه00 ويتف شماله 00 ويحمد ربنا ويقول اللهم اجعله خير0
راشد : ماهى المصيبة انه مش عارف0
عوض: مش عارف ايه ؟
راشد : مش عارف اذا كان صحى فعلا واللا لسه نايم0
عوض: مش فاهم ولا مؤاخذة يابيه!!
راشد : مش متأكد اذا كان صحى وفاق 00واللا لسه عايش فى الكابوس 00 يعرف
        ازاى إنه صحى ؟
عوض : بسيطة 00 يسأل اللى حواليه0
راشد : واذا كان ما فيش حد؟
عوض : ايه عايش لوحده ؟!
راشد : تقريبا0
عوض : يبقى ينـزل الشارع يدور على أى حد يسأله0
راشد : واذا ما لاقاش؟
عوض: يشاور لأى اتوبيس زحمة وينحشر وسط الركاب 00 ماتقوليش بأه مالقاش ركاب!!
راشد : مالقاش0
عوض : ازاى بأه ؟00 مش الأتوبيس ماشى ؟
راشد : بأقصى سرعة 0
عوض : يبقى لازم يكون له سواق0
 راشد : مافيش0
عوض : ايه ؟!00 فى أتوبيس يمشى لواحده كدا 00 من غير سواق؟!
راشد : ما فيش حد خالص 0
عوض : لا يا بيه 00 فى الحالة دى بأه 00 يبقى كابوس رسمى0         (مشيرا للجنون)
راشد : ويصحى ازاى  يا عوض ؟
عوض : لازم حد يصحيه 00 يقرصه 00 يضربه 00 أى حاجة تفوقه من نومه0
راشد : (فى حزم) عوض0
عوض : أيوه ياسعادة البيه ؟
راشد : (يمد له ذراعه) اقرصنى يا عوض0
عوض : تنقطع ايدى يا بيه0
راشد : قلت لك اقرصنى 00عايز اتأكد انى فعلا صحيت00 انى فعلا فوقت من الكابوس0
عوض : ربنا يشفيك يابيه0
راشد : قلت لك اقرصنى 00 مستنى ايه؟
عوض : حاضر يابيه 00 بس من غير زعل0
 (ينقض على ذراع راشد بتلقائية ينهشها بأسنانه)
راشد  : (فى ألم) آه 00 باقولك اقرصنى 00 مش افترسنى0
عوض : زيادة توكيد يابيه00 دى حالتك متأخرة قوى0
راشد : يعنى ايه ؟ 00انا صاحى ؟! 00 فايق ؟!
عوض : ما انت لو سألتنى م الأول كنت قولت لك00بس برضه ما كنتش ها تصدقنى 0
راشد : ولما أنا صاحى 00 امال ايه اللى بيحصلى ده ؟
عوض : ربنا يزيح عنك يابيه00 اروح أنا بأه؟
راشد : روح 0
عوض : (خارجا) حاضر 00 ربنا 000
راشد : (فى وعيد غاضب) ها00
عوض : (مكملا فى خوف) يشفينى يا بيه00                                (يخرج)
راشد : يعنى طلعت صاحى أهه يا راشد .. امال واهم نفسك ليه !!.. اعقل بأه .. ايه اعقل دى ؟
       هو أنا مجنون؟ .. قصدى فوق .. ده مجرد ارهاق ..أهم حاجة شيل الأوهام دى من دماغك
         أحسن بعدين تصدق 00 كله من وفاء، عايزة تقنعنى انى مش طبيعى0
(فجأة تتغير الاضاءة مع ظهور صوت المقنع)
ص0المقنع : مسكين 00 مسكين يا راشد0
    راشد : (فزعا) ايه ده بأه؟!00 عوض 00 يا عوض00
(يدخل عوض مسرعا يحمل عصا غليظة )
عوض : أمرك يا سعادة البيه 00 المرة دى عامل حسابى0
(يضرب راشد على رأسه بالعصا يسقط راشد مغشيا عليه)
عوض :  ها ؟ 00 اتأكدت انك صاحى؟ 00 يابيه !! 00 راشد بيه !!00 اصحى يابيه    
          00 فوق يا سعادة البيه 00 يابيه 0


إظلام









المشهد الثانى


شركة استثمارية - مكتب راشد - الأثاث فخم ينم عن وجاهة وذوق رفيع - راشد جالس على مكتبه في إرهاق باد يطالع بعض الأوراق أمامه - طرقات لطيفة على الباب ثم تدخل سالى وهى سكرتيرة حسناء0

راشد : ايوه يا سالي 00 في حاجة؟
سالي : الأستاذ عبده المقاوح يا فندم 0
راشد : مقاوح؟!
سالي : ايوه يافندم 00 المحامى الجديد0
راشد : آه 00(ينظر في ساعته) 00 خليه يتفضل 0
(تنسحب سالى فى هدوء تفسح الطريق لعبده )
عبده : متشكر 00                                                                       (يدخل)
راشد : أهلا وسهلا00 شرفت يا أستاذ عبده0
عبده : (فى أدب واحترام مبالغ فيه) أنا آسف 00 آسف جدا 00 أنا فى غاية الأسف والله0
راشد : آسف ؟ 00 علي إيه ؟
عبده : أنا عارف إن سعادتك بتحب الالتزام بالمواعيد جدا .. وعارف الدقة المتناهية فى ظبط
       ساعة جنابك .. وأنا آسف فعلا عن تأخرى عن الموعد المحدد بيننا ..  لكن ده كان غصب
         عنى والله .. ظرف طارئ سعادتك .
راشد : لا تأخير ولاحاجة .. اتفضل اقعد ..
عبده :  (بإصرار ) لا يا فندم ..أنا فعلا اتأخرت .. عشر ثواني ..
راشد : مش هاتفرق كتير .. اقعد .
عبده : لأ تفرق .. الثانية ممكن تنقذ بنى آدم يا فندم .. أنا دلوقتى ضحيت بعشر بنى آدمين..
        الثانية سعادتك ممكن تفرق فى حالة تلبس .. ممكن تسمح لمجرم يهرب بجريمته ..
        الثانية سعادتك ..
راشد : خلاص يا أستاذ .. ما حصلش حاجة .
عبده : وأنا لسه هاستنى لما يحصل ؟! .. دول عشر ثوانى يا عالم .
راشد : المهم انك وصلت بالسلامة .. اتفضل اقعد بأه عشان نشوف الشغل .
عبده : مش قبل ما سعادتك تغفرلى التأخير ده ..وتأكد لى .. وتبرهن لى انك فعلا سامحتني
              سعادتك ..وغفرت لى ..
راشد : (مقاطعا ) سعادتك ..
عبده : خصوصا إن ده أول لقاء بينى وبين سعادتك .
راشد : والله مسامحك .. بس اقعد .
عبده : لا..لا .. دى مجاملة .. مش طالعة من قلب سعادتك .. سعادتك خايف تكسفنى وتحرجنى
     عشان دى أول مرة .. بس أنا مش عايز سعادتك تاخد عنى فكرة غلط .. ده أنا مثال للالتزام
       .. نموذج فى الدقة .. آية فى التحبيك .. ده أنا محبكها خالص .. على الآخر سعادتك .
راشد : (فاقد الصبر ) يا أستاذ مقاوح .. ممكن تتفضل تقعد ..أنا عارف انك مثال للدقة والالتزام
         عشان كدة اتصلت بيك .. لأنى اكتشفت ان المحامى اللى كنت باتعامل معاه كانت بتفوته
         بعض التفاصيل ..وبصراحة بدأت أقلق منه ..انت سيد العارفين .
عبده : ما هو عشان كدة أنا مصر انك تغفرلى تأخيرى .. دى مسألة سمعة سعادتك .
راشد : مسامحك يا سيدى .. بس خلينا نشوف الشغل .
عبده : أنا تحت أمر سعادتك .. بس أولا وقبل أى شئ .. تسمح سعادتك تطلع على المذكرة دى.
(يخرج ورقة من حقيبته .. يقدمها لراشد الذى يتأملها بدهشة )
راشد : إيه دى ؟!
عبده : دى مذكرة تفصيلية عن سبب تأخيرى سعادتك .
راشد : مذكرة عشان اتأخرت عشر ثوانى ؟! .. امال لو ما جيتش خالص كنت عملت ايه ؟!
عبده : كنت قدمت المذكرة دى فى القسم سعادتك .
راشد : لأ ده انت الظاهر عليك فعلا محامى قره زى ما سمعت عنك ..بصراحة لما اتأخرت عليا
         شوية بدأت أشك فى كدة ..انما انت اثبت انك فعلا أهل للثقة .
عبده : دى شهادة أعتز بيها سعادتك .
راشد : ممكن بأه نشوف شغلنا ؟!
عبده : قوى ..قوى .. بس لما سعادتك توقع على المذكرة دى بالعلم .
راشد : بسيطة .. هات .. ( ينظر لعبده بريبة ثم يضع المذكرة جانبا ) .. واللا أقولك سيبها
         دلوقتى .. لما أقراها بالتفصيل .
عبده : اللى تشوفه سعادتك .
راشد : ( يتناول أوراقا أمامه ) أولا ..أنا عايز آخد رأيك فى الشيك ده .. فيدنى بخبرتك.
عبده : ( يتناول الشيك ..يفحصه بدقة مبالغ فيها ) سعاتك شاكك إنه ممكن يكون مضروب ؟!
         .. اطمن سعادتك الشيك سليم مية المية .
راشد : ما أنا عارف انه سليم .. ده ممضى قدام عنيا ..
عبده  : (ينتفض غاضبا ) ايه ده يا راشد بيه؟ .. كنت بتختبرني؟ ..  سعادتك  بتشكك فى قدراتي؟
راشد : اقعد يا مقاوح .. ماتفهمنيش غلط .. انا مش عايز أعرف انه سليم واللا لأ .. أنا عايزك
         تتأكد لي من الرصيد 00 خصوصا ان المبلغ اللى قدامك مش قليل0
عبده : طبعا يا راشد بيه00 خمسين ألف جنيه مبلغ مش قليل0
راشد : (يخطف الشيك بدهشة شديدة) انت قولت كام ؟!.. دقق كويس يا أستاذ .. اتأكد من المبلغ.
عبده : (يعيد النظر) أيوه .. أيوه .. آسف .. الأصفار لخبطتنى .. قصدى أقول خمسميت ألف
        جنيه وده طبعا مبلغ كبير .. نص مليون .. عندك حق سعادتك .. لازم نتأكد من الرصيد0
راشد : نص مليون ايه ؟!.. بص كويس يا مقاوح وعد الأصفار اللى قدامك0
عبده : بصراحة .. أصل أنا مش متعود على الأرقام دى قوى .. بس التفقيط يحل  المشكلة.. آه
        خمسة مليون جنيه .. فعلا ..انا آسف0
راشد : يا أستاذ .. الشيك اللى فى ايدك بخمسين مليون جنيه .. والتفقيط بيقول كدة كمان0
عبده : ما انا قولت لسعادتك .. أنا ما ليش فى حكاية الأرقام دى 0
راشد : ما علينا 00 عايزك تتأكد من الرصيد ده0
عبده : أمر سعادتك 00 دى مسألة بسيطة جدا 0
(يدس الشيك فى حقيبته راشد يعترضه)
راشد : لأ 00 لو سمحت هات الشيك0
عبده : امال هاستعلم عنه ازاى سعادتك ؟
راشد : انقل بياناته عندك 00 جرى ايه يا أستاذ مقاوح!!
عبده : عند سعادتك حق 00(ينقل بياناته) ده حتى يبقى تقيل ع الشنطة00 (يضحك ببلاهة)
راشد : (يأخذ الشيك) ده كان أولا 00ثانيا 00 في حتة أرض عايز أشتريها 00ودى صورة من
         عقد ملكيتها  للمالك الحالى 00 اللى المفروض انى هاشتريها منه 00 عايزك بأه00
عبده : (مقاطعا) معلوم 00معلوم 00 سعادتك طبعا عايزنى أتأكد من صحة ملكية الشخص ده
          للأرض 00 مش كدة سعادتك ؟
راشد : تمام .. بالإضافة لكدة .. عايزك تتأكد لى من البيانات الشخصية للمالك  .. يعنى الاسم
         رباعى 00تاريخ الميلاد .. الرقم القومى .. العنوان 0
عبده : دى مسألة بسيطة خالص .. لكن ماتآخذنيش سعادتك .. ده مش حرص من سعادتك
        مبالغ فيه حبتين ؟!
راشد : الاحتياط واجب يا أستاذ .. وانت سيد العارفين0
عبده : طبعا 00 طبعا 00 دقة سعادتك طلعت أكتر مما توقعت بمراحل يا راشد بيه 00ده انا
        اللى بيقولوا عليا مقاوح وكهين 00ما جيش في دماغ سعادتك حاجة 0
راشد : سوء الظن من خير الفطن 0
عبده : عند سعادتك حق 00 تؤمر بحاجة تانية سعادتك ؟
راشد : بالنسبة للورثة0
عبده : ورثة سعادتك ؟
راشد : لأ يا أستاذ 00 ورثة مالك الأرض0
عبده : لكن ده لسه على قيد الحياة سعادتك 0
راشد : زيادة اطمئنان 00 مش جايز يكون كاتب لحد منهم حاجة واللا  محتاجة 00خصوصا
           الأرض دى0
عبده : انا أول مرة أشوف حد فى حرص سعادتك 0
راشد : ده اسلوبى في الشغل0
عبده : وأنا تحت أمر سعادتك 00 ما عليا الا التنفيذ0
راشد : فى حاجة أخيرة 0
عبده : أؤمر سعادتك!!
راشد : يا ريت تجيبلى مستخرج رسمى من شهادة ميلاد المالك 00
عبده : بسيطة 0
راشد : وشهادة ميلاد أبوه 00 ويا ريت أمه كمان0
عبده : (فاغرا فاه) ليه سعادتك ؟! 00 حضرتك شاكك فى بنوته؟!
راشد : وأنا دخلي إيه ببنوته ؟
عبده : أمال لزومها إيه شهادة ميلاد أبوه ؟! 00 واللا أمه دى كمان ؟!
راشد : للتأكد من اسمه الرباعي 00 وبعدين اسم الأم أحيانا بيثبت حاجات كتير0
عبده : يخرب بيت دماغ سعادتك 0
راشد : ايه ؟
عبده : لامؤاخذة يا باشا 000 أصلك عقدتنى سعادتك 0
راشد : لو مش هاتقدر 00بلاش 00أشوف محامى تانى0
عبده : وليه سعادتك ؟ .. وحياة شرف المهنة .. ما ابقاش عبده المقاوح إن ما جبت لك قراره
         لو عايزنى أجيب لسعادتك شهادة ميلاد الداية اللي سحبته .. اجيبهالك سعادتك0
راشد : مش للدرجة دى .. بس ياريت الحاجات اللي طلبتها  تكون جاهزة فى أقرب وقت0
عبده : اطمن سعادتك 00 أنت تؤمر واحنا ننفذ 0
راشد : شرفت يا أستاذ 00 مع السلامة0
عبده : (فى خروج) الله يسلم سعادتك .. ويباركلنا فى دماغ سعادتك .. والمخ اللى جوه دماغ
         سعادتك 00 يا سلام على دقة سعادتك 00 وحرص سعادتك0
راشد : أما نشوف آخرة سعادتك 0
(صوت جلبة بالخارج 00 مشيرة في حوار بالغ الحدة مع سالي)
مشيرة : يعنى إيه ما ينفعش ؟
سالي : قولت لحضرتك ماينفعش تقابليه دلوقتى 00
مشيرة : أنا مش جاية أشحت منه 00 هوه فاكر نفسه إيه ؟
سالي : لو سمحتي ما تعليش صوتك 0
مشيرة : ما هو لازم يسمعنى0
سالي : مش كدا يا آنسة0
مشيرة : (تقتحم المكتب) وسعى كدا 00 بكرة الدور ييجى عليكى انتى كمان0
سالي : مايصحش كدا يا آنسة 0
راشد : إيه ده ؟ 00فى إيه؟
سالي : سوري يا راشد بيه00 هيه اللي 00
راشد : مشيرة ؟! 00 انتى ازاى تتهجمي عليا بالشكل ده ؟!
سالي : حاولت أمنعها يا فندم .. بس هيه اللى ..
مشيرة : (مقاطعة) تمنعي مين يا ماما .. يعني هادخل الجنة ؟!                     
راشد : لو سمحتى يا مشيرة .. اتفضلى من غير مطرود.
مشيرة : ومن غير مطرود ليه ؟! .. ماانت سبق وطردتني.
راشد : وايه اللي رجعك تاني ؟
مشيرة : عشان أفهم .. من حقى أعرف ايه اللى عملته يستحق انى انطرد من شغلى كده من
          غيرأى مقدمات ولا سابق انذار !!.. ممكن حضرتك تقولى أنا غلط فى إيه بالظبط؟!
راشد : ما غلطيش يا مشيرة 00
مشيرة : امال ايه اللي حصل ؟!
راشد : استغنينا عن خدماتك يا ستى 0
مشيرة : كدا بكل بساطة ؟.. والسنين اللي قضيتها في خدمة الشركة !.. وتعبى .. واخلاصى ..
           كل ده راح فين ؟!
راشد : كنتي بتاخدي مرتب مفيش بنت في سنك تحلم بيه .. مابخلتش عليكي بأي حاجة0
مشيرة : وانا كمان مابخلتش علي الشركة بأي مجهود.
راشد : خلاص ..  نبقي خالصين.   
مشيرة : لأ يا راشد بيه.. انت عارف  كويس اني كان قدامى عروض كتيرة أفضل بكتير،  
           ورفضتها عشان مصلحة الشركة0 
راشد : ومستنية ايه ؟000 شوفى مصلحتك0
مشيرة : فرق كبير قوى لما أكون سايبة الشركة بمزاجى وبإرادتى ، ولما أكون مطرودة منها..
            أنت ضيعت مستقبلي يا راشد بيه0 
راشد : بس كدا .. سالي.
سالي : أمرك يا راشد بيه0
راشد : اعملي للآنسة شهادة خبرة  ، وبالصيغة اللي هي عايزاها0 
مشيرة : هوه دا في رأيك تمن إخلاصي للشركة ؟!
راشد : هاتي م الآخر يا مشيرة .. عايزة كام ؟
مشيرة : كام ؟!.. لاهو انت فاكرني جاية أساومك ، واللا عايزة منك فلوس؟!
راشد : أمال جاية ليه ؟.. وما تقوليليش إخلاصى للشركة والكلام الفاضي ده .. كل واحد
         إخلاصه لنفسه .. نفسه وبس0
مشيرة : مش جديدة عليك.. طول عمرك ما تحبش غير نفسك .. مصلحتك فوق كل شيء0 
راشد : لأ !! .. انتى زودتيها خالص..
مشيرة : انت لسه شوفت حاجة ؟ 00 أنا بأه هاخليك تمشي تكلم نفسك 00 هاخليك تنام وعنيك
         مفتوحة .. مش هاتدوق طعم النوم .. صدقني يا راشد .. هاتندم .. هاتندم يا راشد.
 
 
إظلام


المشهد الثالث
ردهة أو حجرة استقبال في فيلا راشد - باب يؤدى إلى الحديقة, وعدة أبواب تؤدى إلى باقي أجزاء الفيلا  - وفاء في حوار مع سعدية التي تحمل الطفل في حنان0
وفاء   : مش هاوصيكي يا سعدية.. خدي بالك من سامح0
سعدية : (يبدو أن سمعها ثقيل) مش فالح ؟!.. ليه ياستي كفا الله الشر!! .. ربنا يجعله ولد ويملا
          بلد .. قادر يا كريم0
وفاء  : مش فالح إيه يا دادة !.. (ترفع صوتها)  باقولك خدى بالك من سامح .. سامح.
سعدية : سامح ؟! ... ده في عنيا يا ست هانم0
وفاء   : علي العموم أنا مش هاتأخر 0
سعدية : يتبخر !!.. دا أنا أحطه في نني عنيا .. اخبيه جوا قلبي .. آل يتبخر آل..
          (تداعب الطفل)   يا أختي اسم الله .. اسم الله0                        (تخرج)
(يظهر راشد خارجا من حجرة المكتب)
وفاء  : صاحى بدري يعني !!
راشد : الكلام دا لو كنت نمت اصلا .. انتي خارجة واللا إيه ؟
وفاء  : ايوه 00 رايحة لماما0
راشد : سلميلي عليها0
وفاء  : دي نفسها تشوفك أوي 00 ماتيجي معايا نزورها0
راشد : بعدين يا وفاء 00 انتي عارفة اني مشغول اليومين دول 0
وفاء : ما أنت علي طول  مشغول يا حبيبي000 باي بأه عشان الحق ارجع بسرعة0
راشد : مع السلامة0                                                  
 (تخرج وفاء  يدخل عوض)
عوض : سامي بيه عايز يقابل حضرتك يا سعادة البيه0
راشد : سامى ؟!.. ابن حلال ..  خليه يتفضل .
سامى : (قادما من الخارج ) مش قولتلك ؟!..أهو قالك خليه يتفضل ..البيت بيتى .. فهمت يا بنى
       آدم؟ .. يرضيك كده يا سى راشد؟ .. أقوله راشد موجود ؟!.. يقول  لى استنى لحظة أبلغه
      يمكن مش عايز يقابلك .. ما داهية لتكون مش عايز تقابلنى بصحيح؟!..ايه ده يا راشد ؟!
       من امتى وأنا باستأذن فى الدخول عندك !!
راشد : ما علش يا سامى ..دى اجراءت أمن جديدة أنا اللى منبه على عوض ما يدخلش أى
         مخلوق الفيلا من غير اذن .
عوض : صدقتنى بأه يا سامى بيه ؟!.. أنا عبد المأمور .
سامى : مأمور .. عسكرى أنا القوانين دى ماتمشيش عليا .. راشد ده أخويا .. فاهم  يعنى ايه
          أخويا ؟!
راشد : وأكتر كمان يا سامى ..الصداقة اللى بينا أكتر من الاخوة ميت مرة .
سامى : ما أنا عارف يا راشد .. عشان كدة جايلك النهاردة أتخانق معاك .
راشد : ليه كده بس يا سامى .. أنا عملت فيك ايه ؟!
سامى : بقى يا راجل يا ندل ما تسألش فيا الفترة اللى فاتت دى كلها ولا تعبرنى ولا بمسد  كول   
        حتى .. لا ..لا ..اخص على دى صداقة .. الله ..انت ما طلبتليش حاجة اشربها لحد دلوقتى
        ليه ؟! اجرى يا واد يا عوض اسمع كلام البيه وهات لى حاجة ساقعة .. واللا أقولك
       خليها شاى .. خليهم اتنين شاى ..
عوض : أمرك يا سامى بيه.                                                               (يخرج )
سامى : شايف طلعت أجدع منك ازاى ؟! .. طلبت لك شاى معايا .
راشد : شكرا يا سيدى .. بس اتفضل اقعد الأول عشان نعرف نتكلم .. انت ابن حلال .. جيت فى
          وقتك .
سامى : ليه ؟! .. انتو ناويين تتغدوا بدرى النهاردة ؟!
راشد : يا أخى انت مش هاتبطل هزار أبدا ؟!
سامى :  أنا ما باهزرش .. انتوا ناويين تغدونى النهاردة واللا لأ ؟
راشد : بطل هزار بقه وخلينا نتكلم جد..
 (يخرج علبة سجائره يتناول سيجارة يبحث عن القداحة على المنضدة أمامه ينادى)
راشد : عوض.. يا عوض0
سامي : ايه .. بتنادي عليه ليه ؟ .. ماتسيبه يعمل الشاي ولا ناوى تلغيه زى الغدا؟!
عوض : (من الداخل ) أيوه يا سعادة البيه ؟!
راشد : فين الولاعة الدهب اللى كانت هنا ؟!
عوض : هنا فين يا بيه ؟!
راشد : هنا ..على الترابيزة دى ؟! ..
عوض : ما خدتش بالي يابيه00 وأنا باروق ماشوفتهاش0
راشد : دي كانت هنا دلوقتي0
عوض : افتكر كويس يا سعادة البيه0
راشد : تقصد ايه؟!
عوض : يعني ..  يمكن تكون تهيؤات0
 راشد : اخرس0
 عوض : الله !!000 وأنا قولت حاجة يابيه؟!
سامي : ما تدور كويس يا راشد يعني هاتكون راحت فين؟
راشد : أنا متأكد انها كانت على الترابيزة دى .. جنب علبة السجاير .. أنا لسه مولع بيها
         سيجارة من شوية 0
عوض : عدم المؤاخذة يا سعادة البيه ، حضرتك ما دخنتش النهاردة سجاير خالص .. دى أول
           سيجارة حضرتك تولعها0
راشد : انت بتقول ايه؟ .. انت بتراقبني؟!
عوض : اراقبك ايه يا سعادة البيه؟!
راشد : أمال عرفت ازاى إن دي أول سيجارة؟! 00 فعلا علبة السجاير كاملة0
عوض : من الطفاية ياسعادة البيه .. ما فيهاش ولا عقب سيجارة واحد من ساعة ما نضفتها
           بنفسي الصبح0
سامي : (يفحص الطفاية) فعلا يا راشد .. الطفاية نضيفة .. باقولك ايه .. دور كويس علي
         الولاعة وسيب الراجل يروح يعمل لنا كباية الشاي .
راشد : (يبحث في جيوبه بضجر) أنا متأكد يا سامي .. أنا عمرى ما حطيت الــ..
 (يبتر جملته فجأة وتتسمر يده داخل جيبه ويخرجها ببطء ممسكة بالقداحة)
عوض : (مهللا) الله أكبر .. ظهر الحق .. جالك كلامي يابيه؟
سامي : ظلمت الراجل يا راشد .. روح يا عوض جهز لنا الغدا0
عوض : مش كان شاي من شوية ؟!    
راشد : حاجة غريبة !!
عوض : ولا يهمك ياسعادة البيه .. أنا برضه مسامحك .. مهما كان انت سعادة البيه وأنا
           خدامك عوض .. ما اقدرش أقولك غير.. ربنا يشفيك يا سعادة البيه0 (وينطلق خارجا)
راشد : (غاضبا) قولت لك ميت مرة أنا مش عيان .. شايف يا سامي ؟!.. كله من وفاء ..
          هيه اللي مفهماهم انى عيان0
سامي : وايه يعنى!.. هو العيا عيب؟!
راشد : دول فاهمين اني مجنون0
سامي : مجنون ؟!.. لا يا راشد .. أنت مكبر الحكاية قوي .. بقي مراتك هاتقول الكلام ده ؟
       أنت مش هاتبطل العادة الهباب دى؟ .. طول عمرك سيئ الظن بالناس.  (كمن تذكر  شيئا)    
         آه صحيح 00فكرتني ، إيه حكاية مشيرة بأه؟!
راشد : هيه كلمتك ؟!
سامي : أيوه يا فقرى.. بأه ياراجل حد يضيع كنز زى ده من ايده ؟.. دى البت زى لهطة
           القشطة.
راشد :  خلاص شغلها معاك 0
سامي : ياريت 00 بس هيه ترضى00 وأهو كله سياحة0
راشد : بصراحة البنت ممتازة وأثبتت كفائتها0
سامي : ولما هي ممتازة ومالية دماغك أوي كدة 00طردتها ليه؟
راشد : عشان غبية00نسيت حدودها واتعدت الخط الأحمر00وقربت زيادة عن اللزوم.
سامي : مش باقولك فقري .. ما تقرب..  ياريت يا خويا تقرب كمان وكمان .. من بكرة الصبح
        هاعينها عندى سكرتيرة خاصة00 خاصة جدا .
راشد : علي فكرة 00 مشيرة ما لهاش في الكلام الفاضي اللي في دماغك ده0
سامي : والله العظيم أنت حيرتني معاك00 برضه هاشغلها0
راشد : سيبك من مشيرة دلوقتي وخليك معايا00 انا عايزك في موضوع مهم0
سامي : خير؟!
راشد : انت الوحيد اللي أقدر أقوله الكلام ده .. حتي وفاء ..هاتقول عليا مجنون.
سامي : في ايه يا راشد ؟!.. قلقتني .
راشد : مش عارف0
سامي : نعم يا خويا ؟!
راشد : ماهي دي المصيبة يا سامي 00 انا فعلا مش عارف0
سامي : مش عارف ايه بالظبط ؟
راشد : بس حاسس .. حاسس دايما بالقلق .. حاسس إن فى حاجة خطيرة بتحصل .. أو
         هاتحصل .. حاسس دايما إن فى حد بيدبرلى حاجة0
 سامي : حاجة ايه؟
راشد : ما أنا قولت لك مش عارف0
سامي : ما تعقل بأه ياراشد .. ايه التخريف ده !!
راشد : حتى انت ياسامي ؟!
سامي : ماهو لو تفهمنى إيه اللي مضايقك بالظبط .. كنت عرفت أرد عليك كويس .. إنما إيه
      اللى مش عارف .. وحاسس .. فهمت أنا ايه دلوقتى غير مش عارف؟!
راشد : بأه أنا قولت مافيش غيرك هايفهمنى ويقف جنبى.
سامي : اقف جنبك دى سهلة .. انما أفهمك !! .. صعبة أوى دى.
راشد : أنا قلقان أوى يا سامي0
سامي : مش جديدة عليك .. ما انت طول عمرك قلقان وموسوس.
 راشد : متهيألى دايما إن فى حد بيراقبنى.. إن فى عيون كتير متربصالى فى كل مكان أروحه0
سامي : أيوه.. أيوه .. ومتوقع فى أى لحظة قنبلة تنفجر جنبك .. واللا رصاصة تنشك مش كدا؟
راشد : تمام كدا0
سامي : شوفته 0
راشد : هو ايه دا ؟
 سامي: الفيلم اللى انت بتحكيه0
راشد : سامي !!.. انا باتكلم جد .. انا حاسس ان في حد بيدبرلي حاجة خطيرة..
سامي : حد مين ؟!
راشد : ما انت  عارف ان أعدائي كتير .. والطمعانين فيا أكتر.
سامي : انت  اللي مكبرها حبتين.
راشد : انا إحساسى عمره ماخيب ياسامي.
سامي : ماتقلقش يا راشد .. زى ما لك اعداء .. برضه لك أصدقاء وناس كتير بتحبك 00احنا
          جنبك على طول، بس انت اللى الشغل لاهيك حبتين ..  (يرن تليفونه المحمول- يرد)
          آلو .. أيوه يا شريف ..الجروب وصل ؟.. نص ساعة بالكتير وأكون عندك .. باى
          ماعلش ياراشد .. عندي شغل مهم ..هاعدي عليك بعدين.
راشد : مش قولت هاتتغدي معايا ؟
سامي : حظك وحش .. مالكش نصيب تضايفني النهاردة .. سلام. 
راشد : مع السلامة.. ابقي اتصل0
سامي : أكيد.. (كمن تذكر شيئا) آه 00 نسيت أقولك حاجة مهمة جدا0
راشد : إيه هيه ؟!
سامي : يا ريت تعرض نفسك علي دكتور.                     (يخرج)
راشد : (غاضبا) إيه ؟!
إظلام

المشهد الرابع

نفس المنظر السابق راشد خارجا مندفعا من حجرة جانبية وخلفه وفاء بملابس المنزل0
راشد : (في ثورة) كفاية بأه يا وفاء .. أرجوكي .. كفاية حرام عليكي.
وفاء  : انت اللي حرام عليك اللي بتعمله في نفسك ده0
راشد : وانا كنت اشتكيت يا وفاء؟
وفاء  : أنا حاسة بيك يا راشد .. وعارفة انك بقالك أكتر من أسبوع ما دقتش طعم النوم ..
         والدليل انك كل ليلة تنام فى مكان مختلف0
راشد : ما هو مرواح لدكاترة أنا مش رايح0
وفاء  : ليه يا راشد ؟
راشد : عشان أنا مش عيان يا وفاء0
وفاء  : طب عشان خاطري .. خدني علي قد عقلي .. هاودني يا أخي .. ريحني.
راشد : والناس تقول عليا ايه؟ .. انتى عايزة تفضحيني يا وفاء؟
وفاء  : أنا يا راشد ؟ 00 الله يسامحك00 بأه عشان قلبى عليك 00 وعايزاك ترتاح 00
        انت ليه مش عايز تفهمني ؟!
راشد : فاهمك يا وفاء 00 صدقيني فاهمك 00 بس مش عايز اتعبك معايا 00وانت مش
         راضية تريحي نفسك وتريحيني0
وفاء : كل ده عشان عايزاك تروح لدكتور يطمنا عليك !!
راشد : قولتلك ميت مرة ده مجرد أرق 00 ارهاق ذهنى 00 عشان في حاجات كتير
          شاغلانى 00 وتاعبة دماغي 0
وفاء  : طب ما تشركني معاك 00 شاركني في همومك0
راشد : مش عايز أشغلك معايا يا وفاء 00 دي هموم شغل 00 امال سامح فين ؟
وفاء  : نايم يا سيدي 00 انت مشغول عنه بالشركة 00 وهو مشغول عنك بالنوم0
راشد : يعني مش هاعرف ألاعبه الليلادى00 يللا00 الصباح رباح0
وفاء : مش هاتطلع تنام؟
راشد : لأ 00 انا هاسهر شوية 0
وفاء  : راشد 00 أرجوك ما تسهرش للصبح زي كل ليلة0
راشد : حاضر ياوفاء 00 هاحاول أنام 00 تصبحي علي خير0
وفاء : (في صعود للسلم)  وانت من أهله0
(راشد يستلقي علي أحد المقاعد في اجهاد 00 يمسك جبهته في ارهاق 00يسترخي بجسده حتي يكاد ينعس لكنه ينتفض فجأة كأنه يقاوم النوم00يتلفت يمينا ويسارا في قلق 00 ينهض كي يطفيء بعض الأنوار حتي تصبح الاضاءة خافتة00 يدير جهاز كاسيت علي موسيقي هادئة ثم يجلس في استرخاء 00 لحظات 00 يداعب النوم عينيه 00 تصمت الموسيقي بغتة ويضاء المسرح اضاءة كاملة00 يفيق راشد ويدور ببصره في دهشة حيث لايوجد أحد0)
راشد : ايه ده ؟ 00 مين اللي قفل الكاسيت؟! 00 مين اللي قاد النور؟!00 (مناديا)
        00عوض !!00 انت صحيت يا عوض ؟ 00 سعدية ؟!!00 وفاء !!00
(ينهض بقلق متجها نحو الكاسيت 00 يفاجأ بالاضاءة كما كانت عليه00 وينبعث صوت الموسيقي من جديد 00 يرتد راشد فزعا 00 يهز رأسه بشدة كمن يريد أن يفيق  00 يتلفت في خوف وقلق)
راشد : غريبة !!.. مش معقول كل ده يبقى تهيؤات !!.. أنا كنت باحلم واللا ايه؟!.. معقول
         هاتحرك وأنا نايم ؟!
(يعود الي المقعد ثانية ويتخذ وضع الاسترخاء من جديد تستمر الموسيقي برهة دون انقطاع وفجأة تبدأ تدريجيا في التغير إلى دقات ترتفع رويدا رويدا ثم لاتلبث أن تصحبها بعض الصرخات)
راشد : (ينتفض فزعا) إيه ده بأه ؟! .. الأصوات دى مش معقول تكون متسجلة على الشريط !!
(يندفع نحو الكاسيت ولكن قبل ان يصل اليه تنقطع الأصوات وتعود الموسيقي الهادئة من جديد)
راشد : لأ بأه 00دا أكيد هزار 00 عوض 00 يا عوض 00 وفاء 00 مين اللي هنا ؟!0
        00 معقول اللي بيحصل دا ؟!!
(يعود الي مقعده في قلق لايلبث ان يغلبه النعاس تتغير الاضاءة فجأة الي جو اشبه بالحلم)
صوت المقنع : (في سخرية) مسكين 00 مسكين يا راشد0
      راشد  :    مين ؟! 00 انت مين ؟!00 انت فين ؟!00 مين دا اللي بيتكلم؟!
ص0 المقنع  : مسكين 000 مسكين0
      راشد : انت مين ؟00 المهزلة دى لازم تنتهي فورا00 أنا لازم اعرف انت مين
              وعايز مني ايه؟
(يتجه إلى مفتاح الإضاءة بعصبية ينطفئ النور تماما حتى يعم الظلام- تعلو أصوات الصرخات والدقات والاستغاثات- راشد يصرخ بغضب )
راشد : انت مين ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍00 انا عارف الصوت دا كويس 00 ولازم اعرف انت مين؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍  (اضاءة خافتة تظهر أشخاص مقنعة تطارد راشد كما كان في الكابوس )
راشد : (في هيستيرية) انتوا مين ؟‍‍‍‍‍‍‍00 ‌‌‌‌ودخلتوا هنا ازاي ؟000 ‍أنا متأكد ان انا دلوقتي
        صاحي 00 وبكامل وعيى 00 وهاكشفكم يا مجرمين 00 عايزين توهموني اني
       اتجننت000 لكن دا بعدكم 00 انا لازم اكشف الأقنعة دي 000 لازم اكشفكم
         واحد واحد0
(يظهر المقنع في عمق المسرح)
المقنع : مسكين 00 مسكين يا راشد0
راشد : وانت ؟‍‍00 لازم أعرف انت مين 00 اكيد انت اللي جايبهم 00 انت السبب فى
        دا كله0
المقنع : مسكين 00 مسكين يا راشد0
راشد : لازم اكشف قناعك انت الأول 000 انت مفتاح اللغز0
(يحاول الوصول الي المقنع ولكن الباقين يمنعونه - يحاصرونه في دائرة محكمة يحاول الافلات منهم دون جدوي)
راشد : سيبوني 00 ابعدوا عني 00 عايزين مني ايه ؟00 حرام عليكم 00 سيبوني في
         حالي 00 (ينقضون عليه يصرخ بألم) لأ00 لأ00 آآآه0
(اظلام سريع لحظات وتعود الاضاءة الخافتة كما كانت وصوت الموسيقي الهادئة ينبعث من جديد- راشد ملقي علي المقعد ينتفض جسده في ألم وكأن وحوشا ضارية تنهش جسده- لا أثر للمقنعين)
راشد : حرام عليكم00 سيبوني بأه00 عايزين مني ايه؟!00 آآه00 (يستيقظ فجأة كمن
         كان في حلم)00 ايه دا ؟!!000 مستحيل 00 انا متأكد اني كنت صاحي 00
          ايوه متأكد00 مستحيل اكون نمت!00 اللي شوفته كان حقيقة مش كابوس0
           (يتجه الي الكاسيت- يضيء المكان اضاءة كاملة- يفحص الكاسيت كما
           يتفحص الشريط الموجود به)000 كل شيء تمام 00 كل حاجة طبيعية00
          الظاهر اني فعلا مرهق من قلة النوم00 لازم اطلع انام شوية احسن كدا ممكن
           اتجنن فعلا0
(يطفيء النور ويتجه الي الطابق العلوي حيث حجرة نومه - وسط الظلام نسمع أصوات حركة مبهمة - حديث هامس نميز صوت مشيرة وصالح في زي المقنع )
صالح : برافو عليكم 00 أهو طلع عشان ينام0
رجل1: احنا تحت أمرك يا باشا0
مشيرة : ماتضيعوش وقت 00 يللا اوام0
صالح  : هاتوا الأوراق من المكتب بسرعة 0
رجل2: حاضر يا باشا0
صالح  : خدوا بالكم 00 مش عايز أي غلطة ورايا0
رجل1: عيب يا باشا 00 هيه دي أول مرة !  (يدخلون حجرة المكتب)
صالح  : انتى متأكدة ان الأوراق دى هنا في المكتب ؟
مشيرة : أكيد 00 عمره ما كان بيشيل أوراق زي دي في الشركة0
صالح  : أنا مش عارف من غيرك كنت هاعمل ايه يا مشيرة0
مشيرة : بالعكس 00 دا انت اللي خدمتني 00 انا مستعدة أعمل أي حاجة تقلق نومه
         وتقل راحته 000 لازم يندم عاللي عمله معايا0
صالح : هما اتأخروا ليه جوه ؟!
مشيرة : هادخل اطمن عليهم0
(تفاجأ براشد عند باب المكتب)
راشد : اطمني 00 انا قافل عليهم كويس0 
مشيرة : (بدهشة) انت ؟!
صالح :  انت لسه ما نمتش؟!
راشد : مش قولت لك قبل كدا00 مش هانام 00 مش هانام خالص عشان ماأشوفش
        كوابيس0
مشيرة : وانت فاكر انك دلوقتي صاحي ؟!00 فاكر انك فوقت من الكابوس؟
راشد : العبوا غيرها 00 ماخلاص 00 لعبتكم انكشفت00 انا سمعت كل حاجة0
صالح : (بهدوء عجيب) سمعت ايه؟
راشد : كل اللي قولته انت و الهانم 00ورجالتك اللي انا حابسهم جوا00لحد ما أبلغ
         البوليس طبعا 000 بس مش قبل ماأعرف الأول 00 انت مين؟! 00 وعايز مني
         ايه بالظبط؟!
صالح : (يضحك بسخرية) مسكين 00 مسكين يا راشد0
راشد : كفاية 000 كفاية بأه أوهام00
مشيرة : مش قولت لك هاتندم يا راشد بيه ؟!
راشد : كان عندي حق يوم ما طردتك من الشركة 00 جاية تطعنيني في ضهري يا
          مشيرة؟00 ومين دا اللي انتي بعتيني عشانه ؟
صالح : انت اللي بعت الدنيا كلها بحبك لنفسك0
راشد : انت مين؟!00 (يهجم علي صالح فجأة) انا لازم اعرف انت مين00 لازم
        أكشف القناع ده 00 لازم اعرف مين اللي مستخبي وراه 00 لازم0
(صالح يحاول المقاومة ، لكن راشد يتمكن منه وينزع القناع عن وجهه ليري وجهه)
راشد : (يرتد بدهشة بالغة) مين ؟!!000 صالح ؟!!00 مستحيل!!
صالح : ايوه صالح0
راشد : طب ليه ؟!!000 ليه يا صالح ؟ 000فهمنى .. عملت لك ايه عشان تعمل فيا كدا ؟!
          دا أنا أخوك 00أخوك يا صالح0
صالح : أخويا ؟00 كنت عملت ليا إيه عشان أبقي عليك ؟!00 أخويا وسايبني مرمي أنا
        وعيالي بناكل في طوب الأرض من الجوع؟00 وأنت هنا ولاداري بأي حاجة00
        مرتاح واحنا شقيانين 00شبعان واحنا ميتين م الجوع 00 دفيان واحنا عريانين0
راشد : مش ذنبي اني غني وانت فقير0
صالح : انت عارف كويس قوي ان انا ليا النص في كل اللي عندك 00 بعد ما نهبت
        حقي في شركة ابونا الله يرحمه0
راشد : انت ناسي ان انا اللي كنت شايل الشركة كلها علي كتافي 00 وانت رحت
         اتجوزت واتلهيت في مراتك وعيالك وسبت كل حاجة؟!
صالح : عشان ما عجبنيش اسلوبك في الشغل 00 وصفقاتك المشبوهة0
راشد : ودلوقتي عاجباك ثروتي !!00 بعد ماعملت الملايين دي كلها 000 جاي انت
         طمعان فيها000 وعايز تنهبها عالجاهز0
صالح : انا جاي آخد حقي وحق ولادي في مال ابويا00 اللي انت استوليت عليه0
راشد : وكنت فين من زمان ؟ 00 ايه اللي جد دلوقتي ؟
صالح : (بتأثر) ولادي هايضيعوا مني يا راشد0
راشد : تقوم تسرق أخوك؟!
صالح : ما فيش حد بيسرق حقه00
راشد : (يتناول سماعة الهاتف ) والله البوليس هو اللي يقدر يفتينا في الحكاية دي 00
        ياتري هايقول كدا لما أبلغه انك اتهجمت عليا في فيلتي وفي نص الليل انت وشوية
        مجرمين مأجرهم ؟!!
صالح : (يخطف الهتف من يده) مش هاتلحق يا راشد 00 لأني هاخلص عليك دلوقتي 0
(يهجم عليه - يتعاركان بشراسة - يفتح باب المكتب فجأة اثر محاولة من أعوان صالح لفتحه - يخرج الرجال ويتحدون مع صالح ضد راشد الذي يسقط اثر ضربة علي رأسه )
صالح : (يضحك بسخرية) مسكين 00 مسكين يا راشد0

 

إظلام






















المشهد الخامس

نفس المنظر السابق - راشد ملقي علي المقعد -  الوقت مبكر- يستيقظ راشد فجأة يتلفت يمينا ويسارا بدهشة  -يمسك رأسه بألم)
راشد : وفاء !! .. ياوفاء !! عوض ..
(تظهر سعدية حاملة الرضيع)
سعدية : (تهدهده) ياتى كميلة .. انجغة  ..انجغة.
راشد : سعدية .. سعدية (يلوح بيديه في ضيق) يا سعدية0
سعدية : (تنتبه لوجوده) انت هنا ياسعادة البيه ؟
راشد : أيوه .. فين وفاء هانم ؟!
سعدية : سمير غانم ؟!
راشد : يووه .. انا ناقصك انتي كمان؟
سعدية : هو مين دا اللى راح اللومان؟
راشد : لومان ايه .. (ينادي بعصبية) عوض .. ياعوض0
سعدية : والله ما انا فاهمة حاجة                             (تخرج وهي تلاعب الرضيع)
عوض : (قادما من الداخل) أيوه يا سعادة البيه .. خير ؟! .. في حاجة؟!
راشد : الهانم فين ؟
عوض : لسة نايمة يا سعادة البيه .. تحب أصحيها لحضرتك؟!
وفاء : (من الطابق الثاني) ما لوش لزوم يا عوض .. انا صحيت.
عوض : أى أوامر تانية يابيه؟
راشد : اعملى فنجان قهوة بسرعة0
عوض : حاضر يا سعادة البيه..  (يخرج)
وفاء  : ايه دا يا راشد ؟! .. انت برضه نمت هنا ؟!!
راشد: تقريبا .. ما انا كان لازم اعرف الحقيقة0
وفاء : حقيقة ايه؟
راشد: اللى كان بيحصلى .. الكوابيس و الأحلام المرعبة ..
وفاء : أنا مش فاهمة حاجة .. انت شوفت كابوس تانى ؟!
راشد : المرة دى حقيقة .. مش كابوس .. اقعدى بس وأنا أقولك كل حاجة ..
 (وفاء تجلس على أقرب مقعد بينما يتحدث راشد بحماس وانفعال )
راشد : انتى عارفة الحاجات اللى كنت باشوفها فى الكوابيس دى .. الوجوه والأقنعة
          والصرخات .. كل ده كان حقيقى .. مش حلم .
وفاء  : حقيقى ؟! ..ازاى اذا كنت انت وحدك اللى بتسمعها ؟!
راشد : كانت خدعة .. حيلة دنيئة لابتزاز أموالى و نهبها .
وفاء : تقصد ان حد كان قصده يوهمك بالحاجات دى ؟!.. بس ازاى .. دى حاجات
       بنشوفها فى الأفلام و بس يا راشد .
راشد : بس ده اللى حصل بالفعل .. أنا ليلة امبارح اتأكدت من كل حاجة .. سمعتهم
        بودانى دول .. وكشفت لعبتهم الدنيئة .
وفاء : الكلام ده كان هنا ؟!
راشد : فى نفس المكان اللى أنا فيه ده ..
وفاء : وهما راحوا فين دلوقتى ؟!
راشد : هربوا المجرمين بعد ما ضربونى على دماغى ، فاأغمى عليا .
وفاء : ( تفحص رأسه بقلق) ضربوك؟! .. ورينى راسك كدا .. وانت دلوقتى عامل ايه؟!
         حاسس بحاجة؟ .. لازم نطلب دكتور يا راشد .
راشد : أنا كويس جدا .. المهم أبلغ البوليس الأول قبل ما المجرم ده يهرب .
وفاء : انت عرفت شخصيتهم ؟!
راشد : مش هاتصدقى يا وفاء .. آخر شخص يخطر على بالك .
وفاء : مين ؟!
راشد : أخويا ..
وفاء : ( بدهشة بالغة ) مين ؟!
راشد : صالح أ خويا .
وفاء : ( بدهشة ) انت بتقول مين يا راشد ؟!
راشد : مش قولتلك مش هاتصدقى ؟! .. آخر واحد كنت أتوقع انه يحقد عليا ويطمع
        فيا .. تخيلى يا وفاء انه متفق عليا هو ومشيرة 00 البنت اللي كانت عندي في
        الشركة00 و جايب شوية بلطجية عشان يساعدوه فى سرقتى ..وابتزاز أموالى ..
        بس أنا حبستهم فى المكتب ده .. بس للأسف قدر يكسروا القفل بتاع الباب
       وهاجمونى كلهم على خوانة ( أثناء حديثه يتجه الى باب المكتب ) .. مش ممكن
       !! .. مستحيل ؟! .. أنا ما شوفتش مجرمين بالدقة دى .. تخيلى يا وفاء انهم ما
      كسروش قفل الباب ؟! .. بس ازاى قدروا يفتحوه ..
( وفاء متسمرة فى مكانها  بدهشة )
راشد : وفاء ؟! .. مالك يا وفاء ؟!ما بترديش ليه ؟! ..
وفاء : راشد ؟! .. انت واعى للكلام اللى بتقوله ده ؟!
راشد : باقولك متأكد .. أنا عارف انك بتعزى صالح قوى .. بس للأسف هيه دى الحقيقة .
وفاء : انت متأكد ان اللى شوفته كان صالح أخوك .. مش حد يشبهه مثلا ؟!
راشد : جرالك ايه يا وفاء ؟! ..أنا هاتوه عن صالح ؟! .. يا ريت كان حد تانى .. (بألم)
        تخيلى يا وفاء .. كان عايز يقتلنى ..واحتمال كبير يكون افتكرنى مت فعلا لما
        ضربونى على راسى ووقعت مغمى عليا .. أنا لازم أبلغ البوليس .
وفاء : بلاش ياراشد .. عشان خاطرى .
راشد : ( يتناول سماعة الهاتف ) بقولك كان عايز يقتلنى يا وفاء .. أى نعم هوه أخويا
        شقيقى .. بس مش معنى كده انى أسيبه يكمل جريمته .. لازم البوليس يتصرف
       معاه .. على الأقل يحمينى منه .
وفاء : أرجوك يا راشد .. بلاش .
راشد : الله ؟!.. جرالك ايه يا وفاء ؟! ..أنا عارف يا حبيبتى ان قلبك كبير ورقيق بس
         فى حالة زى دى لازم قرار صارم .
وفاء : طب أجل موضوع البوليس ده شوية يا راشد ...عشان خاطرى .
راشد : أنا مش فاهم انتى رافضة ليه أتصل بالبوليس ؟! ..  حد عارف هوه بيفكرلى فى ايه
        دلوقتى ؟!
وفاء : مفيش لزوم للبوليس يا راشد00 أرجوك0
راشد : أنا فهمت قصدك يا حبيبتى .. انتى بتفكرى فى أولاده .. مش كده ؟! .. بس احنا مش
         هانكون باقيين عليه وقلبنا على أولاده اكتر منه .. أنا داخل المكتب أشوف يمكن يكونوا
          خدوا ورق أو مستندات مهمة واللا حاجة .
( يخرج الى حجرة المكتب )
وفاء : ( لازالت فى ذهولها ) مش ممكن .. مستحيل .. أعمل ايه ؟!.. أتصرف ازاى
       دلوقتى ؟! .. يا رب
( صوت الجرس يظهر عوض من المطبخ حاملا القهوة )
وفاء : حط القهوة هنا و شوف مين يا عوض .
عوض : أمرك يا هانم ..  ( يخرج حيث الباب الرئيسى- يعود بعد لحظات ) ده سامى بيه .
وفاء : خليه يتفضل .
سامى : (يدخللعوض ) مش قولتلك .. أنا مش عايز اذن .. صباح الخير يا وفاء .
وفاء : صباح الخير يا سامى  .. اتفضل .. جيت فى وقتك .
سامى : انتوا ايه حكايتكم معايا اليومين دول ؟! .. هوه أنا دايما جاى فى وقتى كده ؟!
عوض : أى أوامر تانية يا وفاء هانم ؟!
وفاء  : شوف سامى بيه يشرب ايه ؟!
سامى : لأ متشكر .. ملوش لزوم .. أنا هاشرب القهوة دى .
عوض : بس دى بتاعة راشد بيه .
سامى : ابقى اعمله غيرها يا أخى .. ما البن عندكوا كتير .
وفاء  : روح انت دلوقت يا عوض .
عوض : أمرك يا هانم .                                                            (يخرج )
سامى : أمال فين راشد ؟!
وفاء   : جوه فى المكتب .. سامى  ، أنا عايزاك فى موضوع مهم جدا .
سامى : خير  ؟! .. أكيد بخصوص راشد .
وفاء  : ( بحزن ) أيوه .
سامى : ما أنا عارف .. ما هو قاللى امبارح .
وفاء  : قالك ايه ؟!
سامى : كلام فارغ ..انتى عارفة راشد طول عمره شكاك وسئ الظن .. دايما يكبرالمسائل
         ويحورها فى سكة تانية خالص .. يعنى مثلا فنجان القهوة اللى أنا شربته بداله ده..
         دلوقتى يعمل عليه حكاية .
وفاء  : و ما كلمكش عن حكاية الكوابيس ؟‍‍‍‍‍‍‍!‍
سامى : يووه .. هيه دى أول مرة ؟!  .. لو ده اللى قالقك ما تشغليش بالك.. أزمة و هاتعدى .
وفاء : الموضوع أخطر من كدة بكتير يا سامى .. راشد ما بقاش طبيعى خالص ..عقله بقى
         يصورله حاجات غريبة جدا .. وكل ما أقوله روح لدكتور .. يتضايق  و يزعل منى .
سامى : أنا رأيى تسبيه على راحته  .. كل رجال الأعمال كده .. النجاح سبب لهم داء اسمه
           الوسواس القهرى .. يعنى إيه؟!.. مش عارف بس أنا سمعت كده .
وفاء  : أرجوك ياسامى .. انت أقرب واحد لراشد .. ما فيش حد فى الدنيا بيثق فيه
         ويطمن له قدك .. أنا عايزاك تسمعنى كويس و أرجوك حاول تساعدنى .  (تبكى)
سامى : ياه للدرجة دى ؟!.. الظاهر الموضوع كبر قوى .. قوليلى يا وفاء .. بصراحة ..
         .. راشد بيشك فيكى انت كمان ؟!
وفاء : (مستنكرة) لأ طبعا .. ايه الكلام ده يا سامى؟!
سامى : امال ايه الحكاية ؟!..
وفاء : راشد عايز يتصل بالبوليس ويبلغهم إن فى حد عايز يقتله و يسرق ثروته .. وبيأكد
        انه شافه ليلة امبارح و قامت بينهم معركة كمان.
سامى : برافوا عليه انه قدر يكشف المجرم ده .
وفاء  : انت عارف المجرم ده يبقى مين ؟!
سامى : أيا كان .. لازم ياخد جزاؤه مين ؟!
وفاء  : ( مواجهة لسامى كمن يلقى بقنبلة ) صالح .. أخو راشد .
سامى : ( بدهشة بالغة ) مين ؟! .. صالح مين ؟!
وفاء  : بقولك صالح أخو راشد .
سامى : انتى بتتكلمى جد ؟!.. راشد قالك كده ؟!
وفاء  : واتصل فعلا بالبوليس .
سامى : ( يستغرق فى ضحك هستيرى ) صالح ؟! .. أخوه .. مش ممكن .
وفاء  : انت بتضحك على ايه ؟! .. نعمل ايه فى الكارثة دى ؟!
سامى : ( مستمرا فى الضحك ) وعايز يبلغ البوليس ؟!!
وفاء  : أيوه .. بذمتك دى حاجة تضحك ؟!
سامى : أمال أعمل ايه بس .. مش بدل ما اتجنن ! .. انتى متأكدة انه قالك صالح ؟ ..  أخوه؟!
وفاء   : وبعدين معاك بأه!! .. أمال أنا ايه اللى تاعب أعصابى ..
سامى : لا .. دى الحكاية احلوت ع الاخر ..  احنا لازم نلاقى حل فى المصيبة دى ؟! ..
          دا شئ زاد عن حده ..
( يدخل راشد فى تلك اللحظة حاملا بعض الأوراق )
راشد : سامى ؟! .. كويس انك جيت .
سامى : عارف .. جيت فى وقتى ..
راشد : هيه وفاء قالتلك ؟!
سامى : (بتردد) أيوه .. قالتلى .. صحيح الكلام ده يا راشد ؟!
راشد : أيوه .. تصور يا سامى ؟! .. أخويا .. ابن أمى و أبويا ؟!
سامى : راشد ؟! .. انت بتتكلم جد واللا بتهزر ؟!
راشد : جرى ايه يا سامى .. ودى فيها هزار ؟! .. ما تفهميه يا وفاء .
وفاء : أفهمه ايه بس يا راشد ؟! 
راشد : بس الحمد لله  .. الأوارق كلها كاملة .. ما لحقوش ياخدوا حاجة مهمة ..
        الأوراق دى لازم أحفظها فى مكان أأمن من هنا .. أنا بافكر أحطها وديعة فى
        البنك .
سامى : راشد ؟! .. بقولك ايه 00الحكاية دى مش داخلة دماغى خالص .. قول انك
         بتهزر.. بتشتغلنا ؟! .. قول بس ( يضحك بتصنع ) بتهزر مش كدا ؟ .. لأ ..
          بس حلوة .. يا راجل ده احنا صدقنا .
راشد : (بغضب ) جرى ايه يا سامى ؟! .. فى ايه يا وفاء ؟! .. ما لكم .. تصرفاتكم
          كدا مش عاجبانى .. اوعوا تكونوا مش مصدقيني!!.. على العموم دلوقتي
          البوليس هايكشف كل حاجة ويأكد كلامى .
وفاء  : راشد ؟! .. أرجوك يا راشد .
راشد : ارجوك يا راشد .. ارجوك يا راشد !! .. عمالة تترجيني من الصبح عشان ايه ؟!
سامي : قلبها عليك يا أخى .. دا جزاتها !! .. ماتريحها بأه وقولها انك بتهزر0
راشد : انتوا فاكرينى مجنون؟! .. واللا عايزين تجننونى فعلا؟! .. بقولكم شوفته بعينى ..
         وشايل القناع من على وشه بايديا دول0
سامي : صالح ؟!
راشد : أيوه .. صالح أخويا .. وكان معاه مشيرة سكرتيرتى القديمة0
 سامي: بس ده مستحيل0
راشد : ليه ؟ .. اذا كان بيكرهني وعايز يورثني بالحيا؟!
سامي : باقولك مستحيل0
وفاء  : أرجوك يا سامي بلاش0
سامي : لأ يا وفاء .. لازم يعرف .. دا اذا كان فعلا بيتكلم جد0
راشد : قصدك ايه انا مش فاهم حاجة ‍‍‍‍‍‍.. في ايه يا وفاء؟‍‍‍
سامي : صالح مات .
راشد : ايه ؟‍
وفاء  : (بوجوم وحزن) ايوه يا راشد0
راشد : يعني ايه ؟‍
وفاء  : (تبكي) عرفت ليه ماكنتش عايزاك تتصل بالبوليس؟
سامي : صالح أخوك مات من سنتين يا راشد0
راشد : مستحيل .. واللي حصل امبارح ده ؟
سامي : كان وهم .. كابوس0
راشد  : كابوس؟
سامي : أيوه يا راشد0
راشد : ازاى؟.. يعني صالح أخويا .. اللى انا شوفته امبارح بعنية دول .. وحاول يقتلنى ..
وفاء  : (بصوت مختنق) ميت يا راشد0
سامي : والدليل ان ما فيش حاجة ناقصة من أوراقك0
وفاء  : وباب المكتب اللي ما اتفتحش0
راشد : (متمتما بدهشة) والخزنة .. أنا اللى لسه فاتحها دلوقتى  .. (في حيرة) طب
        ومشيرة ؟!!
سامي :عقلك الباطن صورلك كدا .. عشان عارف انك ظلمتها0
وفاء  : راشد .. أرجوك .. عشان خاطرى لازم دكتور0
راشد : (فى ألم ومعاناة) أرجوكى يا وفاء .. أرجوكى ..  سيبيني لواحدى ..
وفاء  : راشد !!
راشد : سيبيني أرجوكى.
(وفاء ذاهلة تنصرف بهدوء)
سامي : وانا كمان .. مش عايزنى امشى!! .. ساكت ليه ما ترد عليا!!
راشد : أرجوك يا سامى .. دماغى هاتنفجر .. مش قادر اتحمل0
سامي : يبقي لازم تساعدنا عشان نقدر نقف جنبك ونخرجك من الأزمة دى0
راشد : انت كمان يا سامى؟! .. انا مش مجنون 00 مش مجنون 00
سامي : ومين قال انك مجنون يا راشد؟
راشد : الهانم .. وتلاقيها مفهماك كدا انت كمان .. قوللي .. قالتلك ايه عنى بالظبط؟
سامي : (غاضبا) طول ما الشك ده مالي نفسك ، عمرك ما هاترتاح .. طول ما الكلام
         عندك بيتفسر بألف معني ، هاتفضل تعبان00 مش لازم كل كلمة يكون وراها
        معانى مستخبية .. أو أى تصرف برىء تكون وراه خيانة .. أو قصد خسيس
        .. فكر بعقلك يا راشد وحاول توزن الأمور صح0
راشد : قصدك ايه ؟! .. أنا شخص غير متزن؟!
سامي : وغير طبيعى كمان0
راشد :  (بحدة) سامى!!
سامي :  والكوابيس اللى بتشوفها دى وهم بتعذب بيه نفسك .. خيال نسجته بارادتك ..
        كدبة ضحكت بيها على نفسك وصدقتها .. لحد مل بقت حقيقة فى عقلك الباطن بتسيطر
       عليك .. لكن للأسف .. عقلك الواعى كمان مش قادر يفلت من جبروت الشك اللى جواك ..
        بدأ هو كمان يصدق أوهامك ويبروزها .. مش كدا وبس .. دا كمان عايز الناس اللى
       حواليك تصدق ‍‍‍‍.. وده مستحيل طبعا .. ما حدش هايعيش فى أوهامك دى غيرك .. لأن كل
      اللى حواليك متزنين .. عارفين الحد الفاصل بين الوهم والحقيقة0
راشد : (بمعاناة) أرجوك .. كفاية0
سامي : لأ.. مش كفاية.. لازم تسمعنى .. طول ما بترفض تسمع، عمرك ما هاتفوق .. انت مش
          سامع غير صوتك انت بس .. مش هاتفوق غير لما تسلم .. وتوافق تسمع وتشوف ..
           تسمع صوت اللي حواليك .. وتشوف بعيونهم جنب عنيك.
(يخرج سامي في هدوء راشد وحيدا لم ينتبه لخروج )
  راشد : حاولت .. حاولت كتير .. بس ما سمعتش .. ويوم ما سمعت ، ما سمعتش غير صريخ
          .. زن فى ودانى .. وش فظيع .. دق ع الحيطان .. وع البيبان .. فوقى وتحتى .. فى كل
          مكان .. ما قدرتش أقاوم .. سديت وداني .. وبحلقت عنيا .. حاولت أشوف .. مالقيتش  
         قدامي غير وشوش لابسه قناع فوق قناع 00 فوق قناع 00 وشوش عجيبة .. لأ .. 
       غريبة .. لأ .. رهيبة .. مرعبة .. دى مش وشوش .. دى وحوش .. جاية تنهش فى لحمى
        .. جاية .. تنتقم مني .. مع اني ما عملتلهاش حاجة.. كنت دايما باسمع صوت بيحذرنى ..
        صوت غريب، بس عارفه كويس .. مش شايفه .. بس حاسس بيه .. حاسس إن ملامحه   
         مش غريبة عني .. نفسه0كان بيخرج ممزوج بأنفاسي .. دقات قلبه بنفس إيقاع دقات  
        قلبي .. بعيد بس أقرب من روحى .. أناديه .. مايردش عليا .. أصرخ ..انت مين؟! ..  
        مايجاوبنيش ..أترجاه .. خد بايدي .. ساعدني .. يبعد بعيد ويسيبني ليهم .. اسد وداني
       وأقفل عنيا واصرخ .. اصرخ بعلو صوتي .. أقوم من نومي مفزوع .. أفتح عنيا .. ألاقيني
        لواحدي .. برضه لواحدي .. نفس الأصوات .. نفس الوشوش .. قصدي نفس الوحوش..
       ما بقيتش عارف أي حاجة .. غير انى لسه فى وحدتى .. تعبان .. غلبان .. عاجز ..  
       مغلوب علي أمرى.
(تتغير الاضاءة صوت المقنع)
ص0المقنع : مسكين .. مسكين يا راشد.
   راشد  : (صارخا) انت مين ؟‍
ص0المقنع : مسكين .. مسكين يا راشد.
  راشد  : انت فين ؟‍ .. رد عليا .. ساعدنى .. ما تسيبنيش لواحدى .
(يظهر المقنع - يقترب من راشد في جو أشبه بالحلم -  ينحني علي راشد ويحتويه بعطف)
المقنع : من هنا ورايح مش هاتكون لواحدك .. أنا  معاك يا مسكين0




ستار
                      





























الفصل الثانى













المشهد الأول

حجرة نوم راشد- الوقت ليلا ظلام دامس يعلو صوت شخير راشد و تقلبه فى فراشه كمن يحلم شبح شخص يتسلل على أطراف أصابعه داخل الغرفة يقترب من فراش راشد بحذر بالغ ينتبه اليه راشد فينتفض مفزعا من نومه ممسكا الرجل .
راشد : ايه دا ؟! .. انت مين ؟! .. وبتعمل ايه هنا ؟!
الرجل : أنا .. أنا .. ( مرتبكا )
( راشد يضئ الحجرة بغتة – يفاجأ بعوض )
راشد : مين ؟! .. عوض ؟!
عوض : أيوه يا سعادة البيه .. أنا عوض .
راشد : وبتعمل ايه في أوضتى فى ساعة زى دى ؟!
عوض : لأ أبدا .. مفيش حاجة .. أنا بس كنت ..
راشد : ( مقاطعا بحدة ) كنت ايه ؟! .. انطق ..
عوض : روق بس يا سعادة البيه و هدى أعصابك .. أنا هافهمك كل حاجة .
راشد : انطق ..
عوض : كنت باطمن عليك يا سعادة البيه .. بشوفك نايم واللا لأ .
راشد : نعم يا خويا ؟!
عوض : أى والله العظيم يا بيه .. قلقت عليك .. فحبيت أطمن علي سعادتك .
راشد : عايز تفهمنى انك سبت أوضتك ،و جاي  تتسحب في عز الليل عشان تطمن عليا؟!
عوض : بحبك يا سعادة البيه .. على العموم أنا راجع أوضتى .
راشد : (يوقفه) استنى هنا .. انت فاكرنى هاصدق الكلام الفارغ ده ؟! .. (بغضب )
         انت هنا بتعمل ايه ؟!
عوض : ما أنا قولت لحضرتك .
راشد : كنت بتقرب من سريرى .. وفى عز الضلمة زى اللى عايز يعمل عملة أو يرتكب جريمة
           ( صارخا ) كنت عايز تقتلنى يا عوض ؟
عوض : أنا ؟! .. ايه الكلام ده يا بيه ؟!
راشد : ( منقضا عليه ) آه يا خاين يا ندل .. ده جزات انى مآمن لك و مسكنك فى بيتى.. انطق
          مين اللى باعتك ؟!
عوض : ( يحاول الافلات ) ربنا يهديك يا سعاة البيه .. هيه النوبة جت تانى واللا ايه ؟!
راشد : اخرس يا حيوان .. أنا مش هاسيبك غير لما أعرف حكايتك ايه بالظبط ؟!
عوض : ( يفلت منه ) حكايتى ايه يا سعادة البيه .. والله العظيم أنا ما فاهم حاجة .
راشد : انطق .. قول حكايتك ايه بالظبط ؟!
عوض : وعايز حكايتى فى ايه ؟! .. هاتعملها فيلم ؟!
راشد : انت هاتستهبل ؟! ..أنا من زمان و أنا مش مرتاحلك ..
عوض : ليه يا سعادة البيه ؟! .. ده أنا حتى طيب و حبوب .
راشد : انت مين بالظبط ؟! .. و عايز ايه منى ؟!
عوض : أنا خدامك يا سعادة البيه .. و عايزك ترتاح .. ربنا يهديك يا سعادة البيه ..
          ارجع نام فى سريرك  واتغطى كويس .. اعتبر نفسك ما شوفتنيش .. اعتبرنى
         عفريت واللا أى حاجة ..( بشكل مسرحى ) انصرفى .. انصرفى يا روح عوض
         .. انصرفى بسلام .. خللي البيه ينام 00 حاضر .. حاضر .. هانصرف أهه .. أنا
         منصرف .. تصبح على خير يا سعادة البيه.. أنا منصرف أهه .
راشد : ( ينقض عليه بوحشية ) تعالى هنا .. أنا مش هاسيبك غير لما أعرف ايه اللى بيدور فى
          دماغك بالظبط .
عوض : (ممسكا رأسه بخوف ) ايه ؟‍ .. لأ يا بيه سيب دماغى فى حالها .. بعدين تتطرطش .
راشد : ( يتناول شمعدانا ذهبيا ينهال على رأس عوض به بوحشية ) أنا مش هارحمك يا مجرم
          .. مش هاسيبك يا خاين .
عوض : ( صارخا بألم ) آى .. ليه كده يا بيه مش قولت لك هاتتطرطش؟
( يسقط مغشيا عليه اظلام لحظات ثم يضاء المسرح علي نفس المنظر السابق راشد نائم فى فراشه يعلو شخيره لحظات ثم يستيقظ قلقا متلفتا يمينا و يسارا فى دهشة)
راشد : (مغادرا فراشه ) اللهم اجعله خير ... عوض ... يا عوض .
وفاء : ( قادمة من الخارج ) انت صحيت يا راشد ؟!
راشد : صباح الخير يا وفاء .. هيه الساعة كام دلوقتى ؟!
وفاء : واحدة ونص ..
راشد : ياه ... الظاهر انى نمت كتير النهاردة ... تصورى يا وفاء ! .. دى أول مرة أنام
        بالعمق ده من أكتر من أسبوعين ؟!
وفاء  : ده شئ كويس .. أفهم من كده ان ليلة امبارح ما كانش فيها كوابيس ؟!
راشد : الحمد لله .. أول مرة أتهنى بالنوم .. عشان تتطمنى يا ستى وتبطلى تكلمينى فى حكاية
           الدكتور دى تانى .
وفاء  : أنا مش فاهمة انت واخد الموضوع ده بحساسية ليه كده ؟! ..الناس كلها بتروح
           تعمل تشيك آب على صحتها كل فترة من باب الاطمئنان مش أكتر .
راشد : جرى ايه يا حبيبتى ! .. انتى ها تشككينى فى صحتى واللا ايه ؟!.. ما أنا قدامك أهو
         كويس و عال العال .. و ان كان على الكابوس اياه .. أهو بطل يجيلى .
وفاء  :  وحكاية صالح دى ؟!
راشد : انتى لسه فاكرة ؟! .. ما احنا اتفقنا .. كان كابوس.
وفاء : انت مش شايف انه كان غريب فعلا انك تنسى ان أخوك الوحيد ميت بقاله سنتين وتتكلم
        عنه كأنه فعلا لسه حى ؟!
راشد : ( بضيق ) وفاء .. قولنا كان كابوس .. مجرد كابوس وراح لحالو .
وفاء  : أنا باتكلم عن موقفك انت لما فقت منه ..انت فعلا عايشت الكابوس فى الواقع0
راشد : لسه مصرة يا وفاء انك تحسسينى دايما انى مجنون ؟!
وفاء  : ما تفهمنيش غلط يا راشد .. أرجوك .
راشد : أرجوكى انتى ؟! .. أنا ما صدقت يوم عدى من غير كابوس .
وفاء  : انت متأكد يا راشد ؟!
راشد : متأكد من ايه ؟!
وفاء  : انك ليلة امبارح نمت فعلا كويس ؟! .. متأكد انك فعلا ما حلمتش بأى كوابيس؟!
راشد : (متوترا) قصدك ايه ؟!
وفاء  : ( وكأنها تخترق فكره ) ليلة امبارح ..
راشد : (بعصبية ) أحلفك يا ستى انى امبارح نمت كويس ..مفيش غير ... (بتر جملته
         بحدة) .. أرجوكى .. أرجوكى بلاش يا وفاء .
وفاء : (مقاطعة بنفس الحدة) كمل .. سكت ليه ؟!..مفيش غير حلم واحد مش كده ؟!
راشد : حلم يا وفاء .. مش كابوس .. فيها ايه دى كمان؟! .. بلاش أحلم عشان خاطرك؟!
وفاء : أنا متأسفة يا راشد .. مش قصدى .. طب احكيلى .. شوفت ايه ؟! .. حلمت بايه ؟!
راشد : (متذكرا الحلم) حلم غريب .. حاجة كدة مالهاش لازمة.. لو قولتلك هاتضحكى.
وفاء  : قول يا راشد .. أنا فعلا عايزة أضحك .. احكيلى الحلم ..
راشد : (ضاحكا بتوتر) آل ايه .. عوض داخل أوضتى فى نص الليل يتسحب زى الحرامية..
         افتكرته جاى يموتنى .. فقمت من نومى مفزوع ومسكت فيه .. وهوه يصرخ00وفى
         الآخر رحت ضاربه على دماغه ..
وفاء : (بألم) كفاية .. كفاية يا راشد .
راشد : فى ايه يا وفاء .. أنا افتكرتك هاتضحكى !!
وفاء : راشد .. أرجوك يا راشد .. اسمع كلامى ولو مرة واحدة .. بلاش نروح للدكتور.. نطلبه
         هو اللى ييجى هنا .
راشد :(بثورة) فى ايه يا وفاء ؟! .. مالك ؟!.. انتى اليومين دول مش عاجبانى خالص ..
        وايه إلحاحك العجيب ده ؟!.. ليه مصره دايما تطلعينى مش طبيعى ؟.. ما هو مش
        معقول تكونى قاصدة تجنينى فعلا .
وفاء : أنا خايفة عليك يا راشد .
راشد : من ايه ؟!
وفاء : من نفسك .. خايفة عليك منك يا راشد0
راشد : (بحنان مشوب بالقلق) وفاء !! .. فى حاجة انت مخبياها عليا؟.. مش كدا؟!
        ايه هيه يا وفاء؟ .. صارحيني0
وفاء : حاضر يا راشد هاقولك .. (تتجه بصمت الي باب الحجرة تنادي) عوض .. يا عوض0
راشد : بتنادي عوض ليه؟
وفاء : دلوقتي هاتعرف00 (عوض بالقرب من الباب) تعالي يا عوض ادخل ما تخافش0
(يدخل عوض مترددا في خوف وقد ربط رأسه بضمادة تخفي اصابة بالغة)
راشد : (في دهشة) ايه ده ؟! .. ايه اللي في دماغك دا يا عوض؟!
عوض : (في ذعر) لا يا سعادة البيه .. مفيش حاجة فى دماغى .. دى وحمة .. وحمة طالعالى
          على كبر0
راشد : الجرح اللي في دماغك دا من ايه يا عوض؟! .. انطق .. قول!!
عوض : أقولك ايه بس يا سعادة البيه؟!.. دا انا صوتى اتنبح ليلة امبارح .. اقولك يا بيه
             بلاش ..  يا بيه هاتتطرتش .. وانت ولا هنا0
راشد : (صارخا) يعني ايه الكلام ده ؟!!
وفاء : انت اللي ضربت عوض امبارح بالشمعدان في راسه0
راشد : مستحيل .. دا كان حلم0
عوض : اللي غايظنى انك سيبتنى سايح في دمي ورجعت نمت فى سريرك وقعدت تشخر
         كمان ولا انت هنا.. لحد ما الست وفاء هانم الله يسترها مالحقتنى وقامت باللازم0
 راشد : انت بتخرف تقول ايه ؟! أكيد دى خدعة .. مؤامرة .. أنا لازم أشوف الجرح دا بنفسى0
عوض : (برعب) ايه؟! .. الحقينى يا وفاء هانم .. دا عايز يفتح دماغى تانى!!
وفاء : هيه دى الحقيقة يا راشد .. اللى شوفته ما كانش حلم .. كان حقيقة0
راشد : مش ممكن !! .. مستحيل!!.. طب ازاي ؟!!
وفاء : عرفت يا راشد انا ايه اللى معذبني ؟!.. حالتك دى ما يتسكتش عليها بعد كدا0
عوض : أي والله ياست هانم .. قوليله .. المرة دي فتح دماغي .. مين عارف المرة الجاية
           هايفتح ايه تاني؟!!
وفاء :  خلاص يا عوض .. روح انت دلوقتى0
عوض : حاضر يا هانم .. واحد غيرى ما كانش قعد في البيت ده دقيقة واحدة بعد كدا
        .. انما العشرة ما تهونش غير علي ولاد الحرام .. قلبي معاك يا سعادة البيه ..
        ربنا .. (راشد يزجره بغضب) .. ربنا يشفيني..                 (يخرج مسرعا)
وفاء : قولت ايه يا راشد ؟!
راشد : مش عارف يا وفاء0
وفاء : نطلب الدكتور يجيلك هنا.. وتكون الجلسات سرية .. كأنه صديق جاى يزورك فى البيت.
راشد : (يدفن رأسه بيديه) اللي تشوفيه يا وفاء .. أنا خلاص .. ما بقيتش عارف أي حاجة ..
        مش عارف اذا كنت دلوقتى صاحى واللا لسه نايم !!.. مش عارف حتى أنا قاعد معاكى
        واللا بيتهيألى ؟! .. حاسس كأنى تايه .. ضايع وسط أحلامى.



إظلام
   







المشهد الثاني

حجرة المكتب - مكتب ضخم في الصدارة - مكتبة انيقة تحوى عدد من الكتب والمراجع-خزنة صغيرة في أحد الأركان - تدخل وفاء ومعها الدكتور نافع0
وفاء : اتفضل يا دكتور.
نافع : متشكر يا هانم .. أمال فين المريض؟
وفاء : أرجوك وطى صوتك0
نافع : حاضر .. بس ليه؟
وفاء : لأنه مش مقتنع إنه مريض0
نافع : مفهوم .. مفهوم .. معظم المرضى النفسيين مش مقتنعين إنهم غير أسوياء.
وفاء : أرجوك يا دكتور نافع .. مش هاوصيك عليه0
نافع :  اطمنى يا هانم .. دا شغلي .. انا فهمت دلوقتى ليه حضرتك أصريتي ان الجلسة
        تكون هنا فى البيت، مش فى العيادة عندي 0
(يدخل راشد في ملابس رسمية)
راشد : صباح الخير0
وفاء  : صباح الخير يا راشد .. أعرفك بالدكتور نافع.
نافع  : دكتوراه في الأمراض النفسية والعصبية0
راشد : (بضيق بالغ) أهلا وسهلا0
وفاء  : طيب .. أسيبكم أنا عشان تاخدوا راحتكم0
نافع  : اتفضلى حضرتك .. وكونى مطمئنة تماما0
وفاء : يا ريت تتعاون مع الدكتور يا راشد.. عشان خاطري.           (تخرج)
راشد : (يتأمل نافع) أهلا وسهلا0
نافع  : (بابتسامة عريضة) أهلا بحضرتك.. أتفضل أقعد فين ؟!
راشد : (ببرود) فى أى حتة0
نافع  : (يجلس) مرسيه .. اتفضل استريح0
راشد : مش عايز اتهبب0
نافع  : اللي يريحك 0
راشد : انت بتبصلي كدا ليه ؟
نافع  : بلاش أبصلك خالص .. لو دا هايريحك .. تحب أودى وشى للحيطة؟!
راشد : انت بتهاودنى ؟! .. واللا بتاخدنى على قد عقلى؟!!
نافع  : ريلاكس .. هدى أعصابك يا راشد بيه عشان نعرف نتكلم0
راشد : أنا هادى جدا يا دكتور .. واللا انت فاكرنى مجنون؟
نافع  : مجنون؟! .. مين قال كدا؟!
راشد : امال انت هنا بتعمل ايه ؟.. مش حضرتك بتاع مجانين برضه؟!
نافع  : (بانفعال) لأ.. من فضلك .. لو سمحت .. أنا دكتوراة  فى الأمراض النفسية
        والعصبية .. مش بتاع دى اللى انت بتقولها .. يعنى ايه بتاع مجانين؟!!
راشد : خلاص يا دكتور أنا آسف .. ما أقصدش أضايقك.. بس انت فعلا تخصصك كده0
نافع  : فى تخصص فى الدنيا اسمه بتاع مجانين ؟! .. عيب يا أستاذ .. دا أنا دكتوراه  
         دكتوراه .. مش ماجستير واللا دبلومة .. ودكتوراه بطلوع الروح مش أى دكتوراة0
راشد : طب اهدى يا دكتور .. أنا آسف .. حقك عليا .. قولى بأه قالتلك ايه بالظبط؟
نافع  : هيه مين دى ؟
راشد : مراتى.
نافع  : وصفت لى حالتك بكل تفصيل .. لكن دا مايمنعش انى لازم أسمع منك انت شخصيا0
راشد : قالتلك انى مجنون ؟! .. مش كدا؟!
نافع  : ماتعقل بأه يا راشد بيه وخلينى أشوف شغلى.
راشد : أعقل!! .. أهو .. يبقي فعلا فهمتك إنى مجنون0
نافع  : يا سيدي كلنا مجانين .. إلى ان يثبت العكس .. اثبت لى بأه انك عاقل0
راشد : ما تثبت هيه إن أنا مجنون!!
نافع  : أحلفلك بايه إن المدام ما جابتش سيرة الجنان دى خالص .. كل اللى كلمتنى عنه
         الكوابيس اللى حضرتك بتشوفها .. و ..
راشد : سكت ليه؟! .. وايه يا دكتور؟! .. كمل أرجوك0
نافع : ومعايشتك لبعض الكوابيس دى فى حياتك الوقعية .. مثلا .. حكاية أخوك اللى مات من
        سنتين وافتكرته جاى يقتلك .. والخدام اللى انت ضربته وافتكرت إن ده كان مجرد حلم0
راشد : دي قالتلك كل حاجة ! .. وبالتفصيل كمان!!
نافع : ده ما يمنعش إنى لازم أسمعك .. وانك لازم تكلمنى بكل صراحة .. عشان أقدر أساعدك0
راشد : ومن قالك انى محتاج مساعدة؟!
نافع : ماتحاولش تخدع نفسك .. انت عارف كويس ان حالتك مش طبيعية .. وانها كل يوم
        بتزيد سوء .. وانك فى قرارة نفسك عايز حد يخرجك من الحالة دى0
راشد :انت بتكلمنى كأنى فعلا مريض!!
نافع : عشان هيه دى الحقيقة00 مهما حاولت تهرب منها0
راشد : أرجوك يا دكتور!!
نافع : أرجوك انت .. دى فرصتك الوحيدة .. ومفيش حد غيرى هايقدر يساعدك0
راشد : وانا ما طلبتش مساعدتك.
نافع : انت مش واعى لتصرفاتك .. فى قوة خفية كامنة جواك هيه اللى بتدفعك لأى
       تصرف .. قوة حكمت عقلك الباطن وقدرت تسيطر عليه ونفذت منه لعقلك الواعي 0
راشد : انت كلامك زيهم ! .. كلكم بتكلمونى بنفس المنطق .. عايزين تقنعونى بحاجة واحدة
         بس .. إن أنا مجنون0
نافع  : الشك اللى جواك دا هوه اللى هايقضى عليك0
راشد : من فضلك يا دكتور تنهى المهزلة دى حالا .. أنا وافقت أقابلك بس عشان اسكت وفاء  
         .. انما مش هاسمحلك بأى تجاوز.
نافع : التجاوز هو صميم شغلى يا راشد بيه .. لأنى باتعامل مع حالات تجاوزت كل حدود العقل
       والمنطق .. ولازم أخترق عقولها بكل تجاوز عشان أقدر أحط ايدى على الخلل .. واقدر
       أعالجه0
 راشد : من فضلك يا دكتور .. لتانى مرة تتعدى حدودك وتتهمنى بالخلل العقلى0
نافع  : ما تحاولش تهرب0
راشد : (صارخا) انت عايز منى ايه ؟ .. عايزين منى ايه ؟!
(تتغير الاضاءة فجأة بجو أشبه بالحلم - ترتفع الدقات و الصرخات المعتادة رويدا رويدا - يظهر مجموعة المقنعين فى حركات وحشية )
نافع  : ( بلهجة و صوت عميق ) عايزين نساعدك .
صوت المقنع : مسكين .. مسكين يا راشد .
راشد : انتوا مين ؟! .. أكيد دى مؤامرة .. أنا متأكد انها مؤامرة دنيئة ..
نافع  : وليه ما يكونش كابوس .
راشد : كابوس ؟! ..
نافع  : أو هو ده الواقع فعلا .. مين عارف .
راشد : انتوا عايزين تجننونى .. أيوه عايزين توصلونى للجنون .
نافع  : مسكين .. مش دارى باللى انت فيه .
راشد : كلكم خونة .. كلكم أندال ..
المقنع : مسكين .. مسكين يا راشد .
راشد : خونة .. أندال .
نافع  : اهدى يا راشد .. خلينا نشوف شغلنا .. امسكوه .
( المقنعون يحيطون براشد وهو يصرخ فى وحشية - يعد نافع حقنة خاصة يخرجها من حقيبته ويقترب من راشد )
راشد : ابعدوا عنى .. سيبونى .. يا وفاء .. الحقينى يا وفاء .. عوض .. يا عوض .
نافع : (يعد للحقن) ريلاكس ..ريلاكس.
راشد : خونة .. أندال .. خونة .
(يدفع نافع بالحقنة فى ذراعه -  يصرخ راشد بألم ، اظلام تدريجى)
نافع  : دلوقتى هاتبقى أفضل .. أفضل بكتير .
صوت المقنع : مسكين .. مسكين يا راشد .
 (إظلام للحظات خاطفة تتبعه إضاءة مباغتة -  راشد ملقى على أحد المقاعد فى حجرة المكتب -يصرخ بألم منتبها كمن استيقظ من حلم - لاوجود لنافع أو المقنعين )
راشد : عوض .. يا عوض .                                 ( يدخل عوض معصوب الرأس )
عوض : أيوه يا سعادة البيه .. انت صحيت ؟!
راشد : ( بدهشة و ألم ) هوه أنا كنت نمت ؟!
عوض : ده أنا كنت لسه هاشيلك أطلعك فوق .. ع العموم احنا لسه فيها .. حضرتك كمل نوم ..
           أو اعمل نفسك نايم كدة وكدة يعنى .. وأنا أشيلك على ضهرى لحد سريرك فوق .. احنا
            لنا كام سعادة البيه .. بس اوعى تعملها عليا .. مش عشان حاجة لا سمح الله ..
         (مشيرا لرأسه) ده بس عشان الجرح .. حضرتك عارف .. التلوث والماكروبات .
راشد : (طول حديث عوض يحاول الانتباه) أنا نمت امتى ؟ .. و ازاى ؟
عوض : نوم العوافى يا سعادة البيه .. حد بيعرف نام امتى واللا ازاى ؟!
راشد : والدكتور .. مش اسمه نافع برضه ؟! .. واللا ده كمان كان وهم .
عوض : نافع ايه يا سعادة البيه ؟! .. هو دخل هنا  نافع 00خرج من عند حضرتك مش نافع
           فى حاجة خالص ..
راشد : قوللى يا عوض .. إيه اللى حصل بالظبط .
عوض : الست وفاء سابتكم مع بعض جوه المكتب وفضلت قاعدة بره.. ساعة، ساعتين..وفجأة
راشد : ايه ؟! .. كمل .. سكت ليه ؟!
عوض : أنا بأقول ايه يا سعادة البيه .. ما تكمل نومك وأشيلك أنا وخلاص .
راشد : (مهددا) انت هاتكمل واللا لأ ؟! .. ايه اللى حصل ؟!
عوض : حاضر .. وفجأة .. سمعناك بتصرخ وتزعق .. اطلع بره .. طلعوا الراجل ده بره .. أنا
         مش مجنون يا ناس .. أنا أعقل منكم كلكم .. وكلام تانى كده ما يصحش أقوله .
راشد : ليه ؟! .. قولت ايه تانى ؟!
عوض : يعنى .. كلام قبيح .. لا ثقافتى ولا أخلاقى تسمح انى أقوله .. وبصراحة كده .. أنا
          ما فهمتوش .
راشد : وبعدين .. ايه اللى حصل .
عوض : ( كمن يسرد فيلما سينمائيا ) انفتح الباب .. وبصيت لقيت ..
راشد : لقيت ايه ؟!
عوض : ( يغنى ببلاهة ) بصيت .. ولأول مرة أنا بصيت .. ولأول مرة لقيتنى باشوف وبابص.
راشد : انت هاتغنيها .. شوفت ايه يا عوض .. أرجوك .
عوض : الله .. انت زعلت يا بيه .. ده كنت عايز أضحكك وأخفف عنك شوية .
راشد : ليه .. انت شوفت ايه يا عوض .. كلمنى بصراحة .
عوض : لا أبدا حضرتك ماسك فى خناق البيه الدكتور ومبهدله على الآخر .. ده انت عملت فيه
           عمايل .. ده حلف ميت يمين انه مش مهوب هنا تانى .
راشد : والكلام ده كان من امتى ؟!
عوض : من حوالى ساعتين تلاتة .. وبعدها حضرتك رحت فى النوم مكانك كدا .
راشد : والحقنة ؟! .. والناس اللى كانوا هنا ؟!
عوض : حقنة ايه يا سعادة البيه .. وناس مين ؟! ما كانش فى أى حد خالص غير الدكتور وأنا
            والهانم وحضرتك .
راشد : أنا .. أنا مش فاهم حاجة .. نص الكابوس حقيقي والنص التانى خيال .. أنا تعبان قوى
           يا عوض .. أنا ..        ( يبكى )
عوض : ( يربت عليه بحنان ) ألف سلامة عليك يا راشد بيه .. ان شالله العدوين0
راشد : عوض .
عوض : أمرك يا راشد بيه .
راشد : ( بحزن واستسلام ) ادعيلى بالشفا يا عوض .

إظلام

المشهد الثالث

حجرة الاستقبال- راشد ملقى على مقعد في شرود - يحدث نفسه0

راشد : يعنى إيه ؟! .. بقيت مجنون رسمى ؟! .. كلهم طلعوا صح ، وأنا الوحيد الغلطان ؟! 

        طب ليه ؟!00 كل دا بيحصل لى ليه ؟! .. وايشمعنى أنا بالذات؟! .. بس أنا مش مجنون

        مش مجنون .. وأنا متأكد من دا كويس .. أنا واعى لكل اللى بيحصل حواليا .. لأ .. أكيد

       فى حاجة غلط .. فى حلقة مفقودة مش قادر أوصل لها .. أكيد فى تفسير منطقى لكل اللى

       بيحصل دا .. بس أوصل له إزاى؟! .. وألقاه عند مين؟!

صوت المقنع : (كأنه يأتي من بئر سحيق) مسكين 00 مسكين يا راشد0

راشد : انت فين ؟ .. سيبتنى ورحت فين؟ .. انت مش قولت انك مش هاتسيبنى لواحدى تانى؟!

(يظهر المقنع بهدوء)

المقنع  : وانا فعلا جنبك دايما معاك0

راشد : انت ايه ؟! .. حلم ؟! .. علم ؟! .. خيال ؟! .. حقيقة ؟! .. كابوس؟!

          (بيأس) مش عارف .. ما بقيتش عارف حاجة خالص0

المقنع  : مش يمكن دا اللى عايزين يوصلوله؟

راشد  : هما مين ؟

المقنع : اللى عايزين يوهموك انك مجنون0

راشد : ازاى؟!

المقنع : لعبة بيلعبوها!!

راشد : لعبة ؟!

المقنع : عشان يقضوا عليك0

راشد : ليه ؟! .. دا أنا باحبهم0

المقنع : ويا ترى هما كمان بيحبوك ؟!

راشد : أكيد0

المقنع : عشان كدا عايزين يدمروك!!

راشد : يدمرونى؟!!

(يبتعد المقنع  فى هدوء عجيب حتى يختفى وهو يردد)

المقنع : مسكين .. مسكين يا راشد0

راشد : يدمرونى ؟! .. طب ليه ؟!

(تظهر وفاء فى تهيؤ للخروج)

وفاء : (تنادي) سعدية .. يا سعدية .. وبعدين بأه ؟! .. سعدية0

عوض : (قادما من الخارج) أيوه يا ست هانم .. حضرتك بتنادى على مين ؟! .. والله  لو

        فضلتى تنادى للسنة الجاية .. دى منفضة للدنيا كلها0 

وفاء  : امال هيه فين ؟
عوض : مع البيه الصغير في الجنينة .. تحبى أندهالك ؟
وفاء  : لأ .. روح أنت .. أنا كدا كدا خارجة0                          (يخرج عوض)
راشد : خارجة رايحة فين يا وفاء ؟!
وفاء  : ماما تعبانة قوى ولازم أروح أشوفها0
راشد : ألف سلامة عليها .. السكر برضه ؟
وفاء  : أكيد .. دى حتى كان نفسها تطمن عليك ما قدرتش تخرج0
راشد : (بضيق) ليه ؟! .. انتى قولتيلها اني عيان ؟!
وفاء  : يعنى ..
راشد : (غاضبا) يعنى ايه؟!!
وفاء  : اطمن يا راشد .. قولتلها تعب بسيط .. انا عارفة انك مش عايز حد يعرف حالتك0
راشد : ومالها حالتى ؟ .. ايه ؟! .. خاص بقيت مجنون رسمى؟!
وفاء : وبعدين معاك يا راشد .. أنت عارف انى ما أقصدش كدا 0
راشد : آسف يا مدام .. اصل أنا بقيت مختل عقليا .. مش قادر أوزن كلامى0
وفاء : لو مش عايزنى أروح لماما بلاش .. لو دا يريحك0
 راشد : لأ يا ستى روحى .. وابقى سلميلى عليها .. وياريت بلاش تجيبوا سيرتى.
(يدخل عوض حاملا صينية عليها كوب ماء وعلبة دواء)

 عوض : الدوا يا راشد بيه0

راشد  : (بضيق) يادى الدوا ؟!!
  وفاء : راشد .. أرجوك .. الدوا دا آخر أمل لينا0
راشد : (بشك) آخر أمل في ايه ؟!!
وفاء : في شفاك طبعا0
راشد : (بلهجة مريبة) اطمنى .. اطمنى خالص يا .. حبيبتى .. مع السلامة .. روحى انتى
         عشان ما تتأخريش على ماما.
وفاء : (في خروج) مش هاوصيك علي البيه يا عوض0
عوض : مع السلامة يا ست هانم .. البيه فى عنيا .. اتفضل الدوا يابيه0
راشد : حطه هنا .. انا هاخده براحتي .. وروح انت0
عوض : أمرك يا سعادة البيه0                    (يهم بالخروج يضرب جرس الباب)
راشد : شوف مين الأول0
عوض : حاضر .. (يتجه الي الباب) دا سامى بيه ..              (يدخل سامي)
راشد : سامى ؟.. أهلا وسهلا.
سامي : عارف .. عارف .. جيت فى وقتى .. ما لوش لزوم يا عوض0
عوض : هوه ايه دا؟
سامي : انك تعمل قهوة أو شاى .. عشان انا مستعجل جدا0
عوض : ليه بس كدا يابيه ؟! ..  كنا عايزين نعمل واجب.            ( يخرج )
سامي : طمني يا راشد .. أخبارك ايه؟!
 راشد :  الحمد لله .. النهاردة أفضل بكتير0
سامي : الحمد لله .. كدا أقدر أسافر وانا مطمن عليك0
راشد : تسافر؟!
سامي : سفرية سريعة كدا  .. بيزنس.
راشد : بيزنس واللا  .. ؟!
سامي : (ضاحكا) يعنى ..  من دا علي دا0
راشد : فين؟!
سامي : روما .. مش هاتأخر .. أسبوع بالكتير0
 راشد : كلمنى  أول ما ترجع.
سامي : دا أكيد .. اشوف وشك بخير .. أصل معاد الطيارة خلاص .. عايز حاجة من روما؟
 راشد : مرسيه  .. مع السلامة0
سامي : (كمن تذكر شيئا) آه.. مش هاوصيك يا راشد .. تاخد الدوا فى معاده.. دا آخر أمل  لينا.
(يخرج سامي تاركا راشد في ذهول أثر جملته الأخيرة)
راشد : آخر امل فى ايه ؟
صوت وفاء : فى شفاك طبعا0
(يتأمل راشد الدواء في شك وريبة- ينظر حيث مضي سامي)
صوت المقنع : (بسخرية) بيحبوك 00 يا مسكين0
( راشد يضع الدواء جانبا – يتناول هاتفه المحمول - يطلب رقما )
راشد : الو .. المطار؟ .. لو سمحتى من فضلك .. في رحلة طالعة روما النهاردة؟ .. طلعت من
         ساعة؟! ..  مافيش رحلة تانية؟ .. الفجر؟! .. طيب أنا عايز اتاكد من حجز باسمى ..   
         أيوه .. سامى عبد الرحمن حسن  (ينتظر لحظات) أيوه يا آنسة .. مفيش ؟! .. مفيش  
         أى اماكن .. مرسيه ..
(ينهى المكالمة - ويطلب رقما آخر بتوتر)
راشد : آلو .. أيوه يا حماتى .. أنا راشد .. ازيك وازاى صحتك؟ .. الحمد لله ..  وفاء عندك؟
         ايه ؟ .. اسبوعين؟ .. بقالك اسبوعن ما شوفتيهاش؟! .. لا أبدا .. أصلى باحاول اكلمها
         تليفونها مسقط شبكة .. افتكرتها عندك .. مع السلامة يا حماتى.
 (يضع السماعة في ذهول- يسمع صوت المقنع)
صوت المقنع : مش قولت لك .. لعبة0
راشد : ( صارخا فى غضب) خونة .. اندال .. خونة0



إظلام











المشهد الرابع


حديقة الفيلا- شرفة الى حجرة وفاء- شجرة ضخمة بجوار الشرفة - الوقت ليلا
سامى يتسلل فى حذر بالغ مقتربا من الشرفة - يطلق صفيرا مميزا أو يلقي بحجر صغير إلى الشرفة - تظهر وفاء في رداء نومها0
 وفاء  : سامى ؟ .. اتأخرت ليه؟
سامي : خفت آجى بدرى حد يلمحنى0
 وفاء  : اشمعني النهاردة ؟
سامي :  مش عارف .. قلبى مقبوض .. دا أنا حتى فكرت ما جيش0
وفاء  :   أخص عليك .. وأهون عليك؟!
سامي :  ما هو دا اللى خلانى آجى .. ما أقدرش أبعد عنك يوم0
 وفاء :   بجد يا سامي؟
سامي :  عندك شك فى كدا؟!
وفاء :    ما هو دا اللى مصبرنى .. دا الأمل اللى انا عايشة عليه0
سامي :  هانت يا وفاء .. فاضل عا الحلو دقة.
وفاء  :  امتى بأه يا سامى ؟ .. انا خلاص زهقت ..مش عارفة اعمل معاه ايه تاني!!
سامي :  هو فين دلوقتي ؟!
وفاء  :  نايم في أوضته0
سامي :  انتى متأكدة0
وفاء  :  طبعا .. دا أنا حاطاله الحباية بنفسي0
سامي :  انتى متأكة يا حبيبتي انه بياخد الحبوب بانتظام؟
وفاء  :  طبعا .. هوه بعد اللي وريناهوله دا يقدر يرفض أو يقاوح!
سامي :  عال .. عال .. فاضل خطوة واحدة .. ونوصل لهدفنا0
وفاء  :  المصحة ..
سامي : ودى مش سهلة يا حبيبتى .. خصوصا مع شخصية زى راشد 0
وفاء   : طب والعمل؟
سامي : نكمل اللعبة لآخرها0
وفاء  : ولو كشفنا؟!
سامي : ما حدش هايصدقه0
وفاء  : ربنا يستر0
سامي : أهم حاجة ياخد الحبوب بانتظام0
وفاء  :  باحاول معاه بكل جهدي0
سامي : لو قدرتى تحطيهاله فى الأكل .. فى الميه حتى ..  المهم انه ياخدها0
وفاء  : وعوض ؟!
سامي : ماله؟ .. إحنا مش مظبطينه !
وفاء  : خايفة يكشف سرنا0
سامي : ما تنسيش انه مشاركنا فى كل حاجة .. يعني اللى هايضرنا يضره .. وبعدين انتى
         بقيتى شكاكة كدا ليه؟ .. انتى اتعديتى من راشد واللا ايه؟
 وفاء  : اصل انت بعيد يا سامى .. انا اللى فى وشه ليل ونهار0
سامي : وصدق انى دلوقتى فى روما؟
وفاء  : أكيد صدق .. ايه اللى يخليه يشك!
سامي : عندك حق .. هامشي أنا بأه .. أشوفك بكرة؟
وفاء  :  لأ ..  بلاش أنا أخرج بكرة .. تعالى أنت أحسن0
سامي : أوكيه .. هاجيلك زي دلوقتى ..  اشوف وشك بخير0
وفاء  : خد بالك من نفسك يا سامي0
سامي : ما تقلقيش عليا .. ادخلى انتى أوضتك .. تصبحى على خير0
وفاء : وانت من أهله0
(تدخل وتغلق شرفتها- فور اختفائها يظهر راشد فجأة ليفاجئ سامي)
راشد : ما لسه بدرى .. مستعجل على إيه؟!
سامي : راشد 0
راشد : حمد الله ع السلامة .. رجعت من روما امتى؟!
سامي : ما أنا لسه كنت ها..
راشد : (مقاطعا) كفاية ..عايز تقول ايه تانى؟
سامي : راشد .. أنا ..
راشد : أنت ندل .. حقير .. خاين.
سامي : أنت فهمت ايه ؟!
راشد : دا أنا شوفت بعنيا .. وسمعت بودانى .. يا ريت كان حد قال لى ما كنتش هاصدق.
سامي : أنت أكيد فاهم غلط0
راشد : عايز تخدعنى تانى ؟ .. دا أنت الوحيد اللي عمرى ما شكيت فيك .. آخر واحد كنت
         أتخيل انه يخونى .. ومع مين ؟! .. وفاء ؟! .. مراتي ؟!!
سامي : راشد أنت بتقول ايه ؟
راشد : (صارخا) ليه ؟ ...عملت فيك ايه؟!
سامي : راشد .. ما تخليش الشك يسيطر عليك0
راشد : يا ريت كان فى مجال للشك .. كنت كدبت عنيا0
سامي : طب اهدا بس وأنا أفهمك كل حاجة0
راشد : ما أنا فهمت كل حاجة .. عايزين تجننونى وترمونى فى مصحة .. عشان تحجروا عليا
         وتورثونى بالحيا .. حرام عليكم دا أنا كنت فعلا قربت أصدق انى مجنون0
سامي : (يضحك بعصبية) أنت صدقت ؟ .. دا إحنا كنا بنهزر معاك يا راجل0
راشد : (يهجم عليه بوحشية) تانى ؟! .. عايز تخدعنى تانى؟ .. أنت ايه ؟ .. جنسك ايه ؟!
سامي : (في دفاع) راشد .. اعقل يا مجنون0
راشد : (يخنقه بوحشية) هوه في مجنون بيعقل يا غبي ؟
سامي : (يكاد يختنق) هاموت .. هاموت يا راشد  .. راشد0
راشد : دا أقل عقاب تستحقه يا كلب .. لازم تموت .. ومرة واحدة مش كفاية .. لو أقدر أموتك
        تانى وتالت وألف .. لكن للأسف .. هيه موتة واحدة بس0
سامي : (يتنفس بصعوبة) راشد0
راشد : مش عايز اسمع صوتك .. مش عايز اسمع اسمى على لسانك .. يا خاين .. يا ندل0
(يحشرج سامي ثم يسقط جثة هامدة 00 راشد يتركه يسقط في ذهول - ينظر إلى شرفة وفاء بألم وحسرة )
راشد : أما انتى يا خاينة .. حسابك هايكون أشد .. وأمرمن المرار اللى دوقتهولى .. على قد
          حبى ليكى هايكون انتقامى.



إظلام

المشهد الخامس

حجرة الاستقبال- عوض وقد أزال الضمادة من علي رأسه - يتجه إلى باب الفيلا اثر رنين الجرس- يدخل الدكتور نافع0
عوض : دكتور نافع ؟! .. انت ايه اللى جابك تانى ؟!
نافع   : و انت مالك انت يا بارد ؟!
عوض : اسمع نصحيتى وانفد بجلدك .
نافع   : (يدخل) ما تعطلنيش يا اسمك ايه انت .. راشد بيه موجود ؟!
عوض : انت مش كنت حالف انك ماتعبتش هنا تانى ؟!
نافع   : وانت مالك انت .. رجعت فى كلامى يا أخى .. بلغ البيه انى موجود .
عوض : ما بلاش .
نافع   : انت ايه حكايتك يا جدع انت ؟! .. عايز تمشينى ليه ؟!
عوض : قلبى عليك .. عايز أكسب فيك ثواب .
نافع   : كتر خيرك .. نادى راشد بيه بأه خلينى أمشى .. ورايا عيادة0
عوض : طب ما تمشى .. خير البر عاجله ..ويبقى قضا أخف من قضا .
نافع   : ( ينظر له بريبة ) ابقى فكرنى لما أخلص مع راشد بيه .. أبقى اكشف عليك .
عوض : ده فاكرنى مجنون .. انت حر .. أنا خلصت زمتى من ربنا .
( صوت راشد من الطابق العلوى )
راشد : مين يا عوض ؟
عوض : ده الدكتور .. بتاع المجانين .. استلقى وعدك يا حلو .                  (يفر خارجا)
نافع : ايه اللى حصل للجدع ده .. ما كان كويس المرة اللى فاتت .
( يفاجأ برشد نازلا من الطابق العلوى بملابس عجيبة كما يتراءى للمخرج وللممثل - ينزل فى حركات بهلوانية مبالغ فيها - يبدو أنه يتصنع الجنون )
راشد : (متصنعا الجنون) ايه ؟! .. مش عارفنى ؟! .. واللا بتشبه عليا ؟! .. أنا بقى عارفك
         كويس .. انت دكتوراه .. دكتوراه فى السايكولوبيا مش كده ؟!
نافع  : ايه اللى انت عامله فى نفسك ده يا راشد بيه ؟!
راشد : ده لبس الشغل .
نافع  : شغل ؟!
راشد : أيوه .. انت مش عارف انى بسبس مان .
نافع  : قصد حضرتك بيزنس مان ؟.
راشد : لأ يا غبى .. بسبس .. بسبس مان .. زى بات مان .. وسوبر مان .
نافع  : و إدمان .
راشد : غلط .. بقولك بسبس مان .
نافع  : خلاص فهمت .. يعنى رجل أعمال .. ما أنا عارف .
راشد : رجل أعمال ايه يا جاهل .. انت ما بتعرفش انجليزى ..
نافع  : كنا بناخده فى ثانوى .. بيزنس مان يعنى رجل أعمال .. أنا فاكرها .
راشد : بقولك بسبس مان .. يعنى راجل قطة .
نافع  : ما تبطل هزار بقه يا راشد بيه و خلينا فى الجد .
راشد : ما أنا باتكلم جد .. أنا دلوقتى قطة .. لأ أنا قط .. دكر .. ممكن أخربش وممكن أهبش
          وممكن أعور كمان . ( يموء بشراسة )
نافع  : يا حفيظ .. وليه الأذية بس يا راشد بيه ؟!‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
راشد : ما تخافش .. تعالى جنبى .. أنا مش هأذيك .. طول ما انت متعاون مش هأذيك.
نافع  : (محاولا تهدئته) ريلاكس .. ريلاكس ..
راشد : انت فاكرنى مجنون ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
نافع  : لا سمح الله .. ده انت راجل .. قصدى قط قد الدنيا .
راشد : مرسيه .. شكلك كده ناوى تتعاون معايا .
نافع  : نتعاون يا فندم .. أنا أفضل التعاون .. بس من غير نونوه من فضلك .
راشد : عايزك تجاوبنى .. وبكل صراحة .. ادوك كام ؟!‍‍‍‍‍‍‍
نافع  : هما مين دول ؟‍!
راشد : اللى جايبينك هنا .. دفعولك كام ؟!
نافع  : وليه الاحراج ده بس ..
راشد : انطق .. اتكلم .   ( يموء مهددا )
نافع  : حاضر .. حاضر .. هاقولك .. أنا فى الحقيقة لسه ما خدتش أتعابى .
راشد : يعنى بتعترف ؟‍‍‍!
نافع  : أعترف بايه ؟‍!
راشد : انك مشترك معاهم فى اللعبة ..
نافع  : مع مين ؟‍!
راشد : مع الفيران .. اللى فوق .. واللى تحت الحيطان .
نافع  : أنا مش فاهم حاجة .. فيران ايه ؟!‍ .. ولعبة ايه ؟!‍
راشد : لعبة القط و الفار .. انما لأ .. قولهم ان أنا قط .. مش قطة .. أنا قط دكر .
نافع  : الله !!00ايه الألفاظ دى ؟‍‍‍‍! .. انت جرى لعقلك ايه يا راشد بيه ؟‍!
راشد : مش هوه ده اللى انتوا عايزينه ؟!
نافع  : عايزين ايه ؟! .. أناجاى عشان أعالجك .
راشد : ليه .. هو انت دكتور بيطرى ؟!‍
نافع  : الله يسامحك .. بقولك أنا دكتوراه .
راشد : بصراحة كده .. أنا مش مقتنع انك دكتور .
نافع : (غاضبا) لأ .. اسحبها من فضلك .. الا كده .. بتشكك فى مهنتى ..اذا كنت مش مصدقنى  
         الكارنيه أهو .. وبطاقتى كمان . (يخرجها ويعطيهما لراشد) .. صدقت يا سيدى .
راشد : وايه اللى يضمن لى انها مش مزورة ؟‍!
نافع  : انت عايز تشككنى فى نفسى ؟‍‍!
راشد : اثبت لى انك فعلا دكتور .
نافع  : واثبت لك ليه ؟!‍ .. البينة على من ادعى .. اثبت انت العكس .
راشد : طيب .. هانفرض جدلا .. انك فعلا دكتور .. جاى عشان تعالجنى .
نافع  : ونفرض ليه .. هيه دى الحقيقة .
راشد : هل أنا فعلا مجنون ؟!
نافع  : ممكن توصل للجنون لو استمريت ع الحال ده.
راشد : بزمتك .. فى دكتور فى الدنيا يقول لمريضه الكلام ده كده فى وشه ؟!‍‍‍‍‍
نافع : في حالتك انت بالذات لازم أقول كدا فى وشك00 لأنك فعلا ممكن تتجنن لو فضلت
       مستسلم للوسواس اللى جواك دا .. مش كدا وبس .. دا في حاجة أخطر من كدا0
راشد : إنى أرتكب جريمة؟!
نافع  : غريبة .. عرفت ازاي اني هاقول كدا؟!
راشد : لأنى فعلا ارتكبت جريمة.
نافع  : (بسخرية) ايه ؟.. سرقت فار من على سطوح الجيران! .. واللا اتحرشت بقطة كانت
         ماشية فى الشارع ؟
راشد :  قتلت قتيل.
نافع  : بقول ايه يا راشد بيه .. بلاش هزار وخلينا فى شغلنا0
راشد : أنت مش مصدقنى ؟ .. أنا فعلا قتلت قتيل.
نافع  : يا راجل .. على كدا بأه انت سوبر كات!!
راشد : أنا ما باهزرش ..أنا قتلت راجل .. بنى آدم .. ودفنته فى الجنينة.
نافع  : يا نهار اسود .. أنا ايه اللى كان جابنى النهاردة؟
راشد : ها !! .. قولت ايه ؟
نافع  : فى ايه ؟!
راشد : فى القتيل؟! .. تفتكر هايعدمونى ؟!
نافع  : (في رعب) ها ؟!
راشد : واللا هاخد تأبيدة؟
نافع  : ريلاكس .. ريلاكس.                                     (يحاول الهرب)
راشد : أنت لسه مش مصدقنى ؟
نافع  : لأ .. ازاى يا حبيببى .. مصدقك طبعا .. أنا أقدر أكدبك ! .. ولما دبحت الخروف ..
راشد :  قصدك القتيل ..
نافع  : ولما دبحت القتيل ..عملت فيه ايه بعد كدا ؟!
راشد : ما انا قولت لك .. دفنته فى الجنينة .. ثم أنا ما دبحتوش .. أنا خنقته0
نافع  : يستاهل .. يخطف ليه العضمة بتاعتك ؟
راشد : عضمة ايه ؟! .. دا خطف حياتى.
نافع  : مفهوم .. مفهوم .. خطف حياتك .. يعنى موتك الأول ، وبعدين رحت انت مموته .. دى
         قصاد دى .. مش كدا ؟‍ ..  (خائفا) ريلاكس  ..ريلاكس.
راشد : ما قولتليش .. آخد فيها ايه دى ؟ .. إعدام واللا تأبيده ؟
نافع  : عايز رأيى ؟ .. تآخد حمام دافى ..  زى التلج .. وقرصين من العلاج اللى هاكتبهولك دا
         وتنام لك قيمة شهرين تلاتة .. ريلاكس .. ريلاكس.
(يخرج دفتر روشتات بيد مرتعدة ويكتب بعجلة)
راشد : انت برضه مش عايز تصدقنى ؟ ..  باقولك قتلت قتيل.
نافع  : ريلاكس .. ريلاكس..
راشد : دكتور؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
نافع : أنا من رأيى تشوفلك دكتور تانى أفضل .. واللا أقولك .. بلاش دكاترة خالص.. دول حتى
        يعيوا ويجيبوا المرض .. ريلاكس  .. ريلاكس.
راشد : (يهجم عليه) يعنى ايه ؟ .. أنا هوبليس كيس ؟
نافع : لايا بيه .. أنا اللى هوبليس .. انا اللى مش نافع .. هاشوف شغلانة تانية .. ريلاكس
   ..  ريلاكس ..  (ينسحب بهدوء خائفا ) ماتزعلش نفسك ابدا .. ولا تتعب أعصابك  .. ريلاكس   
     (يفر هاربا) إلحقونى.
راشد : (ينفجر ضاحكا فور خروج نافع) كدا انا بقيت مجنون رسمى .. بشهادة دكتور .. يعنى
         غير خاضع لقوانين العقلاء .. ايه يعنى كام شهر فى مصحة نفسية .. ما عادش عندى
       حاجة أبقى عليها .. عليا وعلى أعدائى .. دلوقتى الدور عليها .. الخاينة .. لازم أستدرجها
        للجنينة عشان أدفنها جنب عشيقها.
( يدخل عوض متسائلا )
عوض : هو راح فين ؟
راشد : مين ؟
عوض : الدكتور .. كان بيصرخ ليه؟
راشد : مسكين .. كان فاكرنى مجنون0
عوض : (متأملا ملابس راشد) معذور يا بيه .. ما عندوش نظر0
راشد : يعنى أنا كدا شكلى عاقل؟
عوض : قطع لسان اللى يقول غير كدا.. دا انت سيد العاقلين .. الجنان له ناسه يا بيه.
راشد : امال فين الهانم؟
عوض : فوق مع سى سامح بيه.. أصل سعدية مأجزة النهاردة0
راشد : ( فجأة )  فين الرباط اللى كان على دماغك0
عوض : خلاص يا بيه ما عدش له لزوم .. الجرح خف وبقى زى الفل .. بتسأل ليه يا سعادة
         البيه ؟!
راشد : باطمن عليك يا عوض .. انت عارف معزتك عندى .
عوض : عارف.. من غير ما تقول يا سعادة البيه .. خيرك سابق    (مشيرا لموضع  الجرح)
راشد : انت لسه شوفت حاجة ؟! .. أنا مش عارف أرد جمايلك عليا ازاى ؟!
عوض : عيب يا بيه .. ما تقولش كدا .. دا أنا أفديك برقبتى .
راشد : مش كفاية .
عوض : ( برعب ) رقبتى مش كفاية ؟!
راشد : لأ .. أنا قصدى .. مش كفاية أشكرك بالكلام .. لازم أكافئك .
عوض : ما تقولش كدا يا سعادة البيه .. ده لحم كتافى من خيرك انت و الست هانم ..والله يا بيه
          اللى عايز يتكأفأ بصحيح هيه وفاء هانم .
راشد : عندك حق .
عوض : لو تعرف يا سعادة البيه معزتك عندها ؟!
راشد : عارف .
عوض : يا سلام .. أنا ما شوفتش حب زى كدا .. دى بتحبك حب يا بيه !
راشد : ( متألما ) عارف .
عوض : واللا اخلاصها ووفاءها لجنابك .
راشد : ( صارخا ) عارف ..
عوض : واللا ..
راشد : (مقاطعا) كفاية بأه .. كفاية .
عوض : فى ايه يا راشد بيه ؟! .. أنا قولت حاجة غلط ؟!
راشد : لا يا عوض .. بس الحكاية انى تعبان شوية ..       
عوض : ألف سلامة يا بيه .
راشد : يا ريت تعمل فيا معروف وتوصل الصيدلية تجيب لى الدوا اللى كتبهولى الدكتور فى
          الروشتة دى .. بسرعة يا عوض أرجوك .
عوض : (يأخذ الروشتة ) حاضر يا بيه .. مسافة السكة ..                      (يخرج مسرعا )
راشد : عال عال .. لازم أنفذ الخطة دلوقتى .. قبل ما يرجع بالدوا.. وكأنى فعلا روحت فى
           غيبوبة .. لاشوفت وحسيت بحاجة ..
( يتجه الى أحد المقاعد ويلقى بجسده عليه كمن يحلم يتلوى ويتأوه بألم  صارخا )
راشد : لأ .. لأ .. سيبونى .. عايزين منى ايه .. يا خونة يا أندال ..عايزين منى ؟!.. وفاء ..
         الحقينى يا وفاء .. وفاء .. (صارخا بألم) وفاء .
وفاء : ( مسرعة من الطابق الثانى حاملة الطفل الرضيع ) راشد ؟.. مالك يا راشد ؟!
            فى ايه يا حبيبى؟!
راشد :  خونة .. أندال .. الحقينى يا وفاء .. وفاء .
( وفاء تهدهد طفلها وتضعه برفق على أحد المقاعد وتتجه بلهفة الى راشد )
وفاء  : مالك يا راشد .. كابوس تانى ؟! .. راشد .. فوق يا راشد .. أنا وفاء ..مراتك.
راشد : (كمن يفيق من كابوس ) وفاء ؟!
وفاء : أيوه يا راشد .. أنا مراتك حبيبتك .. امال فين الدكتور؟!
راشد : دكتور ايه ؟! .. أنا .. أنا .. شوفت .. (يبتر عبارته بألم ) فظيع ..مش قادر
        أوصف لك يا وفاء .. كابوس رهيب .
وفاء : بلاش تحكيه يا راشد .. انساه ..
راشد : ده ما يتنسيش أبدا يا وفاء .. لازم تعرفيه .
وفاء : لو كان ده يريحك .. قول .. شوفت ايه ؟!
راشد : (بلهجة رهيبة ) خيانة ..
وفاء  : خيانة ؟! .. من مين ؟!
راشد : مش ها تصدقى .. أشخاص عمرهم ما يخطروا على بالك .
وفاء  : اوعى تقول صالح تانى ؟!
راشد : لأ .. المرة دى مش أخويا .. ( متأثرا ) المرة دى نفسى .. روحى .. روحى هيه اللى
          بتخونى يا .. ( بصعوبة وحسرة ) وفاء !!
وفاء : خلاص .. ما تكملش يا راشد .. اذا كان ده هايتعبك .
راشد : لأ .. لازم أكمل .. لازم أكمل للنهاية ..
وفاء  : بلاش يا راشد .
راشد : خايفة ؟!
وفاء  : مش عارفة .. قلبى مقبوض .
راشد :  ( بلهجة رهيبة )  احساس طبيعى
وفاء : قصدك ايه ؟!
راشد :  قلبك عليا .. مش كدة ؟!
وفاء : طبعا يا راشد .
راشد : يبقى لازم تيجى معايا .
وفاء : آجى معاك فين ؟!
راشد : الجنينة .. فى حاجة لازم تشوفيها .
وفاء : ( فزعة ) سامح يا راشد .   (تندفع نحو المقعد حيث الطفل)
راشد : ( مباغتا ) أسامح ؟! .. أسامح مين واللا مين ؟! .. وأسامح ليه اذا كانوا ما رحمونيش
          .. أنا لا يمكن أسامح أو أغفر تانى .
وفاء  : ( تحمل الطفل بحنان ) سامح إبننا كان هايقع من ع الفوتيه .
راشد : ( مشيحا بوجهه ) إبننا ؟!
وفاء : شايف يا راشد ؟! .. شبهك الخالق الناطق .
راشد : ( بدهشة وشرود ) شبهى ؟!!
وفاء  : بس على صغير .
راشد : أنا مش فاكر شكلى كان ايه وأنا صغير .
وفاء  : تاخد تشيله شوية ؟! .. من يوم ما اتولد وانت دايما مشغول عنه .
راشد : بعدين .. بعدين .. بس المهم تيجى معايا الجنينة قبل ما عوض يرجع .
وفاء  : فى ايه يا راشد ؟!.. عوض فين ؟!
راشد : عايز أوريكى حاجة مش لازم يشوفها عوض .. حاجة تهمك وتهمنى .
وفاء  : انت بتخوفنى كدا يا راشد !!
راشد : لا .. لا ما تخافيش .. ده أنا هاوريكى حاجة عزيزة عليكى جدا .. بتحبيها أكتر منى كمان
        تعالى .. ياللا ما تضيعيش وقت . (مشيرا للطفل ) بلاش ييجى معانا .. أرجوكى سبيه هنا
وفاء  : أنا مش فاهمة حاجة خالص .. ( تضع الطفل برفق على المقعد ) بس لو ده حايريحك ..
         خلاص .. ياللا بينا .
راشد : يا للا .. يا وفاء .. يا .. حبيبتى .. ( يخرجان إلى الحديقة )
( نسمع بكاء الطفل فجأة صوت وفاء وراشد من الخارج - يفضل ان يتم تشخيص الحوار القادم خلف سلويت )
صوت وفاء : الولد يا راشد .
صوت راشد : سبيه يعيط .
صوت وفاء  : سامح يا راشد .
صوت راشد : أسامح يا خاينة .. أسامح يا مجرمة .. يمكن أسامح نفسى بعدين لما افتكرك ..
                وافتكر حبى اللى كان .. فاهمة .. اللى كان .
صوت وفاء : (متحشرجا ) بتعمل ايه يا راشد .. اعقل يا راشد .. هاموت يا راشد .. هاموت ..
صوت راشد : أنا كنت فعلا مجنون وعقلت .. أنا دلوقتى عرفت ووعيت لكل حاجة .. يا خاينة ..
                يا خاينة .
صوت وفاء : ( تلفظ أنفاسها )   ليه .. ليه يا راشد ؟!!00 ليه!!
( يعلو صوت بكاء الطفل لحظات ويظهر راشد أمام باب الفيلا يدخل بتخاذل يفاجأ بصوت الطفل يتأمله بحسرة و حزن )
راشد : (للطفل ) اسكت .. اسكت .. هاتفضل تصرخ لإمتى ؟! .. ايه ؟! زعلان عليها؟! .. دى
         كانت خاينة .. مجرمة .. ( الطفل يصرخ ) قلت لك اسكت .. قلبك عليها ؟ .. وأنا؟!  
         ما صعبتش عليك ؟! .. مش أنا أبوك برضه .. زى ماهيه أمك ؟! .. انطق .. اتكلم .. أنا
         أبوك واللا لأ؟! .. قول .. أبوك واللا لأ؟! .. قول حاجة بدل الصريخ ده .. طمنى .. طمنى
         ينوبك فيا ثواب ؟!
صوت المقنع : (فجأة ) مسكين .. مسكين يا راشد .
راشد  : (للطفل ) إنطق .. بطل عياط  وكلمنى .. أنا أقربلك ايه ؟! ..أبوك واللا مش ابوك؟!
( يظهر المقنع بهدوء رهيب يحمل راشد الطفل إلى مقدمة المسرح كمن يشيع جنازة المقنع فى همس كالفجيج - اضاءة الكابوس )
المقنع  : عايزه يقولك ايه يا مسكين ؟! .. ده زيك بالظبط .. مسكين .
راشد : ( متأملا الطفل ) ما هو لازم يتكلم .. لازم يدينى رد مفيد .. يا إما يسكت خالص .. لأنه
         لو عاش .. هايفضل صوته فى ودانى .. وصورته قدامى .. وطيفه بيطاردنى فى أحلامى
           .. لازم .. لازم .. ينطق .. يا إما يخرس للأبد ..
( يطبق على الطفل بيديه بين صدره بقسوة - يصمت الطفل بغتة )
راشد : ايه ؟! سكت ليه ؟! .. اتكلم .. قول .. انطق .. ما تسكتش كده.. لازم تقول حاجة .. لازم
          تطمنى .. طب اصرخ .. اصرخ تانى .. يمكن بعدين تعرف تتكلم .. اصرخ .. سكت ليه؟!
المقنع : إنت اللى خيرته .. وهوه اختار يسكت .. ويموت فى صمت .
راشد : ( يفحص الطفل بهلع ) مات ؟! .. لأ .. لأ .. أنا ما .. ما كانش قصدى كده.. لأ .. لأ .
المقنع : مسكين .. مسكين يا راشد ..   ( يختفى )
( إضاءة مباغتة راشد مطبق على الطفل بكلتا يديه )
عوض : ( قادما من الخارج ) مفيش فايدة ..
راشد : عوض ؟! .. إنت رجعت .
عوض : مفيش فايدة يا بيه .. مش لاقى الدوا ده أبدا .. لفيت أجزاخانات المنطقة كلها..
          ما لقتوش ..بيقولوا دى شخبطة .. أنا هاطلع أدى الروشتة لوفاء هانم .. يمكن تعرف
         هيه تتصرف .
راشد : لأ .. وفاء .. لأ .. هات الروشتة أنا هاجيبها بمعرفتى .
عوض : ( يلمح الطفل ) ايه ده ؟! .. إنت شايل البيه الصغير بنفسك .. هات يا بيه عنك0
راشد : لأ .. سبيه .. سبيه يا عوض .. روح إنت .. روح إعمل أى حاجة ..
عوض : هوه نايم واللا ايه ؟!
راشد : أيوه .. أيوه .. نايم .. نايم .. مش هايصحى دلوقتى .
عوض : طب عنك أنيمه .. هاتفضل حضرتك شايله كده لحد ما يقوم .. وبعدين
         لايعمل حاجة كدة واللا كدة .. يبهدل هدوم حضرتك .. أى نعم هيه مش
         ناقصة بهدلة بس الأصول برضه .
راشد : (بعصبية) إنت بتتكلم كتير ليه؟ .. قولتلك روح إنت شوف شغلك .
عوض : حاضر .. اللى تشوفه يا بيه .             (يهم بالخروج يسمع صوت جرس الباب )
عوض : مين ؟! .. أيوه جاى..                                      (يخرج)
راشد : ( بتوتر ) مين ؟! ..مين يا عوض ؟!..  مين اللى بره ؟!
( يفاجأ راشد بسامى داخلا من باب الفيلا )
راشد : ( لازال حاضنا الطفل بذهول ) مين ؟! ..
سامى : إوعى تقوللى جيت فى وقتك .. أنا جاى المرة دى بدرى ساعتين .
راشد : مستحيل .
سامى : إزيك يا راشد ؟! ..
راشد : ( يفر منه ) إنت مين ؟! .. سامى ؟!
سامى : لأ .. عفريته .
راشد : عفريته ؟!
سامى : أيوه .. إنت مش مصدقنى ؟! .. حتى أهه .. ( محاولا إخافته ) عو .
راشد : مش ممكن .. مستحيل .
سامى : للدرجة دى وحشتك ؟! .. مش مصدق إنى رجعت تانى ؟! عمر الشقى بقى .
راشد : رجعت إزاى ؟!
سامى : (ببساطة ) بالطيارة .
راشد : ( بدهشة ) طيارة ؟!
سامى : أيوه .. طيارة .. أول ما وصلت جيت لك على طول .. أمال فين مراتك ؟! ..
          ( يمد يده للطفل ) شيلتك الواد وراحت فين ؟
راشد : ( خائفا ) إبعد عنى .
سامى : جرى إيه يا راشد ؟! .. إنت صدقت بجد إنى عفريت ؟!
راشد : يعنى إيه ؟! .. إنت سامى بجد ؟!
سامى : وبعدين معاك بأه ؟! .. هى دى كمان فيها شك! .. انت هاتشككن فى نفسى واللا ايه؟
راشد :  (يقترب منه بحذر يلمسه فى خوف) مستحيل0
سامي : صدقت يا سيدي؟!
راشد : يعنى ايه ؟! .. انت لسه عايش؟
سامي : جرى ايه يا ابنى انت .. ماتفولش فى وشى .. كل دا عشان غبت عنك يومين!00 كان
         نفسى تكون معايا فى روما كنت هاتنبسط أوى0
راشد : مستحيل 00 مستحيل0
سامي : مالك يا راشد؟
راشد : ابعد عنى0
سامي : دا بدل ما تاخدنى بالحضن0
راشد : (مناديا بهلع) عوض .. يا عوض0
سامي : بعته يجيب سجاير.. دا بعد اذنك طبعا.. (بدهشة) الله!!.. مالك يا راشد ؟! ..انت خايف
        منى واللا ايه ؟ .. دا أنا سامى .. صاحبك .
راشد : (صارخا) سامي مات وشبع موت .. انا دفنته امبارح بايديا دول.
سامي : وهونت عليك يا مفترى ؟
راشد  : ابعد عنى.
سامي  : راشد بلاش هزار0
راشد : (باكيا) كفاية .. حرام عليكم .. كفاية بأه .. عايزين منى ايه؟ .. خدوا فلوسى اذا كان دا
          يريحكم .. خدوا ثروتى كلها اذا كان دا هدفكم .. ارمونى مطرح ما ترمونى بس قولولى
           .. ريحوني .. رسونى علي بر ..  قولولى جملة واحدة مفيدة .. أنا صاحى ولا نايم؟!
سامي : لأ بأه ..  دا انت باينك فايق .. بقولك ايه ؟ أنا تعبان ومش فايق لحركاتك دى .. أنا
             هاروح أناملى شوية .. وهارجع لك بعدين .. قال دفنتنى قال.
         (يخرج سامى )
راشد : (وحيدا) يعنى ايه؟! .. اللى فات دا كله كان كابوس؟! .. ووفاء؟ .. دا أنا لسه دافنها
          بايديا فى الجنينة ؟! ..  (متأملا الطفل) وسامح ؟ .. ابنى؟!  .. مش معقول دا يكون
         كابوس ! .. دا بشحمه ولحمه بين ايديا !!  (برجاء للطفل) قول .. قول حاجة .. لأ ..
         بلاش .. عيط  .. صرخ ..  أو حتى اتنفس .. ادينى أى إشارة للحياة .. إصحى .. إصحى
         يا سامح00 إصحى يا ابنى 00 يا ضنايا0
(تتغير الاضاءة فى جو الكابوس يظهر المقنع يقترب من راشد يأخذ منه الطفل ويعطيه للمقنعين معه)
المقنع : مسكين 00 مسكين يا راشد0
راشد : (بهيستيرية) انتوا واخدين ابنى على فين؟!
المقنع : ماتضحكش على نفسك .
راشد : يعنى ايه؟ .. قول لى .. لازم تفهمنى .. أنا فى كابوس ، مش كدا؟! .. انت دايما ما
       بتظهرش ليا غير فى الكوابيس .. أنا متأكد.
المقنع : مسكين .. مسكين يا راشد.
راشد : أنا مش ممكن أسيبك قبل ما اعرف الحقيقة .. انت مين ؟ .. وليه ؟ .. وازاى؟.. وامتى؟  
         لازم أكشف القناع دا عن وشك .. لازم أعرف .. لازم أفهم .. يا إما هاتجنن فعلا .. دا إذا
       كنت لسه ما اتجننتش .. (فى ألم) أنا حاسس بصداع رهيب .. دماغى هاتنفجر .. حاسس
       إنى تايه .. إنى بالف وأدور حوالين نفسى .. وخيوط حواليا كتير فى نسيج عجيب .. عمال
       يزيد .. ويزيد .. خيوط أشكال وألوان .. طالعة .. نازلة .. رايحة جاية .. دواير دواير ..
       مثلثات .. مربعات .. خطوط عمالة بتضيق .. نقط سودة عمالة تحجب عن عينى النور ..
       شرنقة .. أيوه .. شرنقة حواليا بتضيق .. هاتخنقنى .. هاتخنق .. حد يطلعنى منها .. حد
       ينقذنى .. حد يمدلى ايده .. حد ينور لى .. شوية نور .. شوية هوا..
 المقنع : مسكين .. مسكين يا راشد.
راشد : (يتشبث به) لأ .. ما تسبنيش لواحدى .. وتهرب انت .. ماتسبنيش أغرق وانت تنفد
          بجلدك0
المقنع : دلوقتى بعد ما ضيعت نفسك؟
راشد : انت اللى ضيعتنى.
المقنع : أنا كنت دايما باحذرك .. عمرى ما اتخليت عنك.
راشد : كنت بتخوفنى مش بتحذرنى.
المقنع : شوفت ؟! .. انت اللى كنت دايما تفهمنى غلط0
راشد : انت اللى كنت دايما تسيبنى فى الحظة الحاسمة .. أدور عليك ألاقيك سراب .. ولو كلمت
          حد عنك يضحكوا عليا ويتهمونى بالجنون.
المقنع : وتقولهم ليه ؟ ..  دى حاجة بينى وبينك أنا وانت وبس.
راشد : يعنى ايه؟! .. انت ايه بالظبط؟!
المقنع : أقرب واحد ليك .. انت فاكرنى هاهرب يا مسكين ؟ ..  لأ .. دا انت بقيت غبى .. أنا 
          عمرى ما هاقدر أسيبك .. أنا وانت فى شرنقة واحدة .. انا وانت كيان واحد .. عمرنا ما
          نقدر ننفصل.
راشد : ما حدش هايصدق الكلام دا.
المقنع : اذا كنت انت شاكك فيه .. شكيت فى كل اللى حواليك .. ودلوقتى بتشك فى نفسك.
راشد  : قصدك تقول إن أنا دلوقتى باكلم نفسى؟! .. يبقى أنا فعلا اتجننت .. لأ .. دا كابوس ..
          كابوس زى اللى قبله .. انت وهم .. انت حلم .. انت كابوس .. ما هو مش معقول تكون
         وفاء ماتت ! .. مش معقول أكون دفنتها بايدى! ..  لأ .. سامى طلع عايش .. طلع برىء
         .. وهيه كمان بريئة .. يبقى لازم تعيش .. هيه دى النهاية المنطقية .. إن دا كله يطلع
             كابوس .. وسامح ابنى ..
                          (يندفع نحو الطفل يحمله في رجاء)
راشد : سامح نايم .. دلوقتى هايصحى .. هايعيط زى عوايده .. وأنا هاصحى من الكابوس على  
          صوته  .. لأ .. على صوت وفاء ..  هاتقولى .. مالك يا حبيبى؟! .. وعوض هايدعيلى
         بالشفا ..  (صارخا برجاء)  يارب .. يارب .. يارب يطلع كابوس .. يارب يطلع كابوس ..
                         
(يحتضن ابنه فى رجاء بينما تنـزل)


الستار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق