أرض الملايكة
مـســـرحــية
تأليف
السيد فهيم
مع
إننا
عايشين
هنا
بين
البشر
دايما
بنحلم
بالملايكة
!!
رغم
الشرور
رغم
الصراع
اللى
انتشر
برضه
بنحلم
بالملايكة !!
مع
إن دى
أرضنا
أرض
البشر
مش
أرض الملايكة
السيد فهيم
الشخصيات
حسب الظهور :-
-
حسن
-
بشير
-
معترض
-
شاب1
-
شاب2
-
الملتحي
-
الفلاح
-
التاجر
-
جساس
رئيس العسكر
-
نور الدين
-
ضياء الدين
-
جابر شيخ المنسر
-
بهلول
-
حجاب شيخ الجامع
-
فرج تاجر
-
صباح
-
الأم
-
جندي
-
عطيات
-
الوزير تمام
-
الأميرة بدور
-
الأمير تيمور
-
الحاجب
الفصل الأول
المشهد الأول
( مجموعة شباب في اجتماع سري للغاية .. ظلام
دامس إلا من بؤرة إضاءة علي حسن ورفاقه من الثوار .. نلمح بشير يتخذ ركنا قريبا
يسجل كل ما يحدث بتركيز بالغ وآلية وهو يتلفت يمنة ويسرة في حذر الغادرين )
حسن : ( يتلفت بحذر يشير بسبابته إلى فمه.. يتأبط
كتابا بحرص شديد ) شوووش .. شوش .
( يتلفت الجميع بحذر بالغ ثم ينصتون بتركيز إلى حديث حسن الهامس )
حسن : إحنا مش لازم نسكت .. لازم نتحرك ..
لازم نعمل حاجة .
( ينتبه لبشير المنشغل في كتابة التقرير )
حسن : معانا يا بشير؟
بشير : أيوه طبعا .. معاكم .
معترض : (هاتفا فجأة) أعترض .
حسن : إحنا لسه قولنا حاجة ؟
معترض : من غير ما تقولوا .. أنا معترض .
حسن : كده م الباب للطاقة ؟
معترض : أيوه .. أنا معترض وخلاص .. ده واجب
وطنى ولازم أقوم بيه .. أنا اتولدت معترض
وهاعيش معترض .. وإن شاء الله بعد عمر طويل هاموت معترض .. وكله من أجل
الوطن .
شاب 1: (صارخا)
كفاية ..
حسن : كفايه إيه بالظبط ؟
شاب1: كفاية ظلم ، كفاية افتري، كفاية فساد
وإفساد ، كفاية فقر وجوع وقهر .. كفاية جهل .
حسن : كفاية رغي .. إيه ؟ .. كلام ، كلام .. كله كلام .. مفيش فعل ؟
معترض : أعترض .
حسن : علي إيه تاني ؟
معترض : مش عارف .. بس لازم اعترض .. أمال
انا هنا باهبب إيه ؟
شاب 2: التغيير .. مفيش حل غير التغيير .
حسن : صح .. تغيير إيه بأه ؟
شاب2 : ( في ارتباك ) أكيد في حاجات كتير لازم
تتغير .
الملتحي : إن الله لا يغير ما بقوم حتي
يغيروا ما بأنفسهم .
الفلاح : الله يفتح عليك يا مولانا .. إيوه كده
يا عم الشيخ .. أهو ده الكلام .
معترض : أعترض .
الملتحي : استغفر الله ... حد يعترض علي كلام
ربنا ؟
معترض : اعترض على المتاجرة باسم الدين ..
اعترض على استغلال البسطاء والكادحين
والمقهورين .. اعترض على تلبيس
الحق بالباطل .
شاب2 : عندك حق .
معترض: أعترض .
شاب2 : يابنى أنا معاك .
معترض
: برضه معترض .. لازم يكون لك شخصية .. لازم تعترض انت كمان .. لازم كلنا
نعترض .
شاب1: كفاية .. هانفضل نتخانق مع بعض لحد امتي ؟ .. البلد بتتنهب .. ومستقبلنا بيضيع
.
التاجر : وآخرة ده كله إيه ؟! بقالنا ساعة بنلت ونعجن .. وده يسلمنا لده .. وده يسلمنا لدوكها
وأنا بصراحة كدة ، مش فاهم حاجة .. أنا كل اللى يهمنى الجباية .. التجارة بارت
والجباية كل يوم
بتزيد .
الفلاح : وأنى لامؤاخذة يعنى .. عامل زى تور الله فى برسيمه .. جيت من
بلدنا عشان أشكى
وجيعتى ووجيعة
الفلاحين فى الكفر .. لاقيت الحال في البندر لا يسر عدو ولا
حبيب ..
آل جبتك يا عبد
المعين ..
حسن : يا جماعة عشان كده لازم
نتكلم بموضوعية .. اللي
عنده حل يقوله .
شاب2:
التغيير .
معترض : أعترض .
شاب1 :
التعددية .
الفلاح : يعني نقعد نعدد زي الولايا ؟ .. يا خوانا قولوا كلام يتفهم .
معترض : أعترض .
الملتحي : الإيمان .
فلاح
: يعني هو احنا كنا كفرنا ؟!
الملتحي : لازم نرجع نتمسك بأصل الدين ..
حسن : معانا يا بشير ؟!!
بشير : أيوه طبعا معاكم .
حسن : طب إيه رأيك ؟!
بشير : ما قولت معاكوا .. كمل بس يا حسن .. وأنا معاكم .
(يدخل
بعض العسكر متخفين .. ينتشرون وسط الحضور .. يبتر بشير جملته وقد انتبه للعسكر وعلي
رأسهم جساس . يشير بشير إليه انه ليس ضمن الثوار .. بينما حسن تأخذه الجلالة
ويتقدم إلي مقدمة المسرح يهتف في حماسة )
حسن : لازم نعمل حاجة يا جماعة .. ما ينفعش كل ليلة نتجمع ونفضل نتكلم وخلاص .. لازم
نعمل
حاجة .
التاجر : يعني إحنا مطلوب مننا إيه بالظبط ؟!
حسن : موقف .. لازم يكون لينا موقف .
الفلاح : نقدم شكوى .
(يتقدم أحد الجنود فور سماعه الكلمة ويقبض علي الفلاح
ويسحبه إلي الخارج)
الملتحي : الشكوى لغير الله مذلة .
التاجر : نعمل مظاهرة .
(يتقدم جندي آخر فور سماعه الكلمة ويقبض علي التاجر
ويسحبه إلي الخارج)
حسن : لأ .. المظاهرات دي بقت موضة قديمة .. دلوقتي في
مليونيات .
شاب1 : اعتصام ..
(يدخل جندي آخر ويفعل معه مثل الفلاح والتاجر)
حسن : لأ.. ده مشروع فاشل .. ما هاينوبنا غير الجوع
والبهدلة والنوم ع الارصفة .. وفى
الآخر
هاننضرب على قفانا .. ده لو حد عبرنا ، واللا سأل فينا .
شاب2: تبقى وقفة صامتة .
(يتقدم أحد الجنود فور سماعه الكلمة ويقبض علي شاب2
ويسحبه إلي الخارج)
حسن : يعنى الكلام كان نفع ، عشان السكوت يجيب نتيجة ؟
الملتحي: يبقى
ندعى عليهم ونخلص .
(يتقدم أحد الجنود ويسحب الملتحي إلي الخارج)
حسن: وهو احنا بطلنا دٌعى ؟
( يقترب جندى من معترض ويقبض عليه فيهتف معترضا )
معترض : أعترض .
(يبقي حسن وحده في حماسته محاطا بالعسكر وبشير لازال
يكتب بهمة وإخلاص .. يقترب جساس بهدوء من حسن الذي يهتف بانفعال )
حسن : إحنا عايزين
نعمل حاجة كبيرة .. حاجة تهز البلد ..
جساس : إرهاب يعنى !!!
حسن : (فزعا) إرهاب !! .. حد جاب سيرة الإرهاب ؟
جساس : عامل فيها زعيم بسلامتك ؟!
حسن : (مرتعدا ) جساس ؟!
جساس : أيوه جساس .. رئيس العسكر .
حسن : (متلفتا برعب ) أمال فين بقية الزملا ؟!
جساس : سبقوك ع الخازوق يا حلو .
حسن : خازوق ؟!
جساس : امال فاكر إيه ؟!.. مش عامل فيها الشاطر حسن ..
وبتحرض على التظاهر والشغب
والاعتصامات
.. وفى الآخر بتخطط لعمل إرهابى ؟!
حسن : أنا ؟!
جساس : أمال أمى .. و إيه اللى معاك ده ؟!
حسن : ده .. ده .. ده كتاب .
جساس : وكمان عامل مثقف .. خدوه .
( يتسلل بشير منسحبا من المشهد فى جبن الخائنين )
حسن : بشير ؟ .. انت مش معانا واللا إيه ؟!
بشير: لأ طبعا .. ما هو لازم حد يبلغ .
حسن : إيه ؟
بشير: يبلغ أهلكم .. عشان يعرفوا مكانكم .
حسن : وده عشمى فيك يا بشير .. طول عمرك مثال للصاحب
الوفى .. خد بالك من
اختى صباح .
بشير : صباح .. دى فى عنيا يا حسن ..
حسن : تسلم عنيك ... يا .... صاحبي .
إظلام
المشهد الثاني
على مشارف المدينة .. يبدو الطريق إلي المدينة خاليا شبه
مقطوع ... نلمح جبالا عالية في الخلفية تتخللها كهوف ومغارات
نسمع صوت نور
الدين وضياء الدين من الخارج قبل ظهورهما علي خشبة المسرح .
ص نور : ارجع
يا ضياء .
ص ضياء : مش راجع .
ص نور : يا ضياء
قولت لك ارجع ..
ص ضياء : أنا عايز آجي معاك يا سيدي .
ص نور : يعني
مفيش فايدة فيك ؟!
( يدخل نور الدين
ويتبعه ضياء الدين في إلحاح الخادم المطيع لسيده .. نور يرتدي ثيابا فخمة
تدل علي الثراء )
ضياء : سيدي نور الدين .. استني بس .. أنا مش عايزك تزعل
منى .
نور : أنا مش
قلت لك ارجع .. ماشي ورايا ليه ؟
ضياء : مش قادر يا سيدي .. أنا مليش في الدنيا دي غيرك
.. أروح لمين بعدك .
نور : يا بني
أنا مش عتقتك قبل كده مرتين ؟
ضياء : أنا عايز أفضل طول عمري خدامك المطيع .
نور : بس انت
خلاص ، بقيت حر .
ضياء : وأهون عليك يا مولاي ؟!
نور : حد يكره
الحرية ؟!
ضياء: ما أعرفهاش .. أنا اتولدت خدام .. وهاموت خدام .
نور : صحيح فقري .
ضياء : فقري فقري .. بس أفضل في خدمتك .
نور : يا بني
أنا عايز مصلحتك .
ضياء: ماهو أنا مش قادر أسيبك .. أنا وعيت عالدنيا
لقيتني خدامك .
نور : إنت عارف
إني مكتوب عليا الشتات والطرد في بلاد
الله .
ضياء : ما انت اللي عملت كده في نفسك يا سيدي .
نور : أعمل إيه ؟! .. نقطة ضعفى هيه الستات .
ضياء : ده انت لو شوفت سحلية ماشية عالحيطة بتعاكسها .
نور : مش للدرجة دى يا ضياء .. الحلوين بس .
ضياء : هوه انت عاتق !! .. ده حتى حريم السلطان ما سلموش
منك .
نور : اسكت يا
ضياء ، ما تقلبش عليا المواجع .
ضياء : نفسى أعرف بس ،
مين اللى فتن عليك ؟!
نور : أحلى حاجة
إن اللي حذرنا وسهل لنا الهرب كان واحدة ست .
ضياء : واحدة ست واحدة راجل .. المهم إننا نفدنا بجلدنا
.
نور : لسه عندك فرصة ترجع تانى ، وسيبنى أنا لمصيرى .
ضياء : مصيرى هو مصيرك .. مطرح ماتروح رجلى على رجلك .
نور : لكن أنا مش عارف أنا رايح فين .. أنا هربت منهم
بأعجوبة .. ولو حد شافك معايا
هاتتاخد
بذنبى .
ضياء : أنا مش ناكر للجميل ، ولا خاين زيهم .. أنا هافضل
معاك .. إن شالله نموت سوا .
نور : طب وطى صوتك .. الظاهر فى حد جاى .
(يسرعان بالاختباء خلف تل قريب . يظهر جابر شيخ المنسر وهو ضخم الجثة ذو شارب كث مفتول يتدلى على
خصره سيف فى غمده وتتدلى على ساقيه مجموعة خناجر وأسلحة مختلفة ويتبعه بعض معاونيه
من اللصوص .. يظهر خلفه جساس رئيس العسكر ملثما . نسمع ضحكات جابر مجلجلة )
جابر : ما تكشف وشك يا جساس .. خايف من إيه ؟!
جساس : الحظر واجب برضه .. الأمر ما يسلمش .
جابر : مش عيب لما رئيس العسكر يتلتم ، امال شيخ المنسر يعمل إيه ؟
جساس : طول ما انت بتدفع المعلوم .. ما تخافش .. انت ورجالتك فى أمان .
جابر : أمان ازاى والعساكر بتوعك
قابضين على خمسة من رجالتى الأسبوع اللى فات .
جساس : دواعى أمنية يا جابر .. عشان ريحتنا ما تفوحش والمستور ينكشف وبعدين يا سيدى
اعتبرهم فى أجازة .. وكلها يوم واللا اتنين
ويرجعوا بالسلامة .
جابر : بس أنا محتاج لكل راجل من رجالتى .. الشغل كتير وانت سيد العارفين .
جساس : الشغل كتير ؟.. حيث كده .. نزود المعلوم .
جابر : تانى؟.. الشغل كتير آه .. بس الحصيلة قليلة .. الناس دمها نشف وحالتها بقت بالبلا
ما تقللوا الجباية شوية ينوبكم فينا
ثواب .. سيبولنا حاجة نسرقها .
جساس : انت
فاكرنى نايم على ودانى يا جابر .. وقوافل التجار اللى رايحة جاية عليك؟!
ده قصر مولانا نفسه ما سلمش من
رجالتك .
جابر : وطى حسك .. أنت عايز تفضحنا .. يعنى ما شافوهمش وهما بيسرقوا، هايشوفوهم
وهما بيتحاسبوا .
جساس : ما انت
اللى بتفاصل يا جابر .
جابر : اللى انت عايزة هاتاخده بس بالهداوة .. أنا ليا بركة إلا العسكر
وقائد العسكر؟
ربنا يخليكو لينا ، وما يحرمناش من
خدماتكم .. والله ما أنا عارف ، من غيركم كنا عملنا
إيه ؟
جساس : ما تقولش
كده يا راجل .. ما هو لولا المنسر ماكنش يبقي فيه عسكر .
جابر : (يضحك بشدة) والنبي كلامك مسكر.
يضحكان فى ود
وحميمية .
إظلام
المشهد الثالث
ساحة سوق أو
ميدان عام في وسط المدينة .. حوانيت ، باعة جائلين .. جامع عتيق في صدارة المسرح .. الخ .
صوت أطفال يصيحون في مرح وهم يطاردون بهلول الذي
يدخل ممتطيا عود قصب كما الحصان .
الأطفال : العبيط أهو .. العبيط أهو .
بهلول : (في غضب يقذفهم بالطوب ) امشى ياواد منك له .. امشى يا وله .. امشى يا بت
أناعبيط يا ولا د الـ .. واللا بلاش ..عمى الشيخ حجاب قالى .. لو حد شتمك قوله
الله يسامحك .
الأطفال : (من
الخارج) العبيط أهو .. العبيط أهو .
بهلول : الله يسامحكم .. يا ولاد الكلب .
(يظهر حجاب خارجا من الجامع )
حجاب : كده برضه يا بهلول .. أنا علمتك كده.
بهلول : ما أنا قولت الله يسامحكم .. وبعدين مرة من نفسى يا شيخ حجاب
.. هو أنا مش بنى
آدم ، واللا أنا مش بنى آدم ؟!
حجاب : وهو البني آدمين لازم يشتموا بعض ؟
بهلول : (يضحك بشدة)
حجاب : بتضحك علي إيه يا بهلول .
بهلول : أمال يعنى البهايم هيه اللى بتشتم فى بعضها ؟! .. دا
الخلق طول ما هى رايحة
وجاية
عمالة تسب وتلعن فى
سلسفيل بعضها .. وإلا ما شوفت بنى آدم واحد قال للتانى الله
يسامحك !
حجاب: والله عندك حق يا بهلول .. وأنا اللى كنت فاكرك عبيط .
بهلول : الله يسامحك .
حجاب : مش قصدى يا بهلول ، حقك عليا .
بهلول : إلا ، ما حدش بقى طايق التانى ليه يا عم الشيخ حجاب ؟
حجاب : من الهم اللى هما فيه يا بنى .. كل واحد بقى يشطر ع التانى .. قال ما قدروش ع
الحمار .
بهلول : يادى الحمار اللى شايل بلاوينا .. ما تسيبوا الحمار فى حاله
.. مايروحوا يشطروا
ع العسكر ورئيس العسكر .
حجاب : اسكت يا بهلول ، ما توديناش فى داهية .. اعمل معروف يا بنى دول
بييجوا ع السيرة.
(يظهر فرج خارجا من دكانه ممسكا بمنشته )
فرج : سلاموا عليكم ..
حجاب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ازيك يا فرج .. كيف الحال ؟
فرج: زفت .
حجاب : يا راجل احمد ربنا .
فرج : الحمد لله ، زفت
..
حجاب : ليه بس كده ؟!
فرج : الدكان فاضى والحال نايم .. بعنا البضاعة كلها شكك ، والحمد
لله .
بهلول : مش أحسن ما تبوظ م الركنة يا عم فرج .
فرج : عندك حق يا بهلول .. مش فاضل غير المنشة .. تاخدها ؟
بهلول : لأ خليهالك .. أنا معايا الحصان بتاعى .. درجن .. درجن ..
(
مشيرا لعود القصب الذى يمتطيه ثم يتهيأ للرمح به مكملا طريقه فى طفولية )
فرج : يا بختك يا بهلول .. لا شايل هم تجارة
بايرة .. ولا ضرايب تقطم الوسط .
حجاب : فرجه قريب يا فرج .. بس شوية صبر .
فرج : يا سيدى عليا بشوالين صبر .. بس أعرف سى
فرج ده طريقه منين .
بهلول
: هههههههههه ... عمي فرج مستني الفرج .. والنبي تنفع غنيوة .
فرج : والله أنا مش فايق لك يا بهلول ..
بهلول : ما أنا بقولك .. جوزني بنتك عطيات ، وربنا هايكرمك آخر كرم .
فرج : والله لو هاتقدر تأكلها ، خدها .. أهو
أبقي خلصت من همها .
بهلول : بجد يا عم فرج ؟ .. خليك شاهد يا شيخ
حجاب .. لأ .. شاهد إيه؟ ... ده انت اللى
هاتكتب الكتاب وتعلى الجواب ..
أقولك ، خليك ماسك لسانه أحسن يرجع فى كلامه
درجن .. درجن .. درجن ..
حجاب : وانت رايح فين يا بهلول ؟
بهلول : هاروح أقول لأمى .. عشان تبل الشربات
وتزفنى على عطيات .. هيصوا يا ولاد ،
زغرطوا يا بنات .
( تدخل صباح نائحة باكية وخلفها بشير يحمل دفتره وقلمه ولازال يمارس مهمته فى كتابة كل ما يحدث )
صباح :
يالهوى .. يا خرابى ..
بهلول : إيه الفال ده ؟! .. أنا بقول زغرطوا
.. تقوموا ترقعوا بالصوت ؟!
صباح : آه يا زينة الشباب يا حسن .. أعمل إيه من بعدك يا خويا ؟
فرج
: خير اللهم اجعله خير .
حجاب : سترك يارب .. في إيه يا صباح ؟!
صباح : إلحقني يا شيخ حجاب .. أنا في عرضك يا عم فرج .
فرج : مالك يا بنتي ، في إيه ؟
صباح : حسن .. أخويا
.. قبضوا عليه .
حجاب : ليه ؟!
بشير : ماسكينه متلبس .
فرج : متلبس بإيه ؟ ده حسن طول عمره دوغرى ،
لا له فى الكيف ولا فى المسخرة .
بشير : له فى السياسه .
صباح : ياما حذرته .. ما سمعش كلامى .. عمل
فيها زعيم لحد ما راح فى داهية .
حجاب : لا حول ولا قوة إلا بالله .
فرج
: كله الا المدعوقة السياسة ... يجعل كلامنا خفيف عليهم .
صباح : أهو فاتنى لواحدى فى الدنيا .. أعمل
إيه من بعدك يا حسن ؟
بشير : ماتقوليش كده يا صباح .. أمال أنا
روحت فين ؟
صباح : طول عمرك أصيل يا بشير .
فرج
: وانت كنت فين ساعتها يا بشير؟
بشير : معاهم طبعا .. انت عارف إن حسن ده
صديق عمرى.
حجاب : امال سبتهم ياخدوه ليه ؟
بهلول : وما رحتش معاه ليه ؟
بشير : بس يا أهبل أنت ..
بهلول : الله يسامحك .
صباح : بشير قدر يزوغ منهم .. وكتر خيره ..
لولاه ما كنتش عرفت طريق حسن .
فرج
: وهو فين دلوقتى ؟
بشير : حاجة من اتنين .. مالهومش تالت .. يا
إما ع الخازوق ..
حجاب : يا ساتر .
بهلول : أى .. كله إلا الخازوق .. يخلى المسطول يفوق ..
والتعبان يروق .. والواطي يبقى
فوق ... فوق .. فوق .
بشير : يا إما بعتوه ع الجبهة .
فرج
: يعنى فى الحالتين مفقود .
صباح : وهو فى حد رجع من اللى راحوا .. اللى
بيقع فى ايديهم عليه العوض فيه.
حجاب : العوض على الله .. العوض على الله .
( تدخل الأم تتبع مجموعة من العسكر يقيدون
مجموعة شباب منهم يوسف والتاجر والفلاح )
الأم
: يا يوسف .. رايح فين يا بنى .. واخدينك على فين يا ضنايا ؟
جندى : ارجعى يا ولية انتى .. ما تجيبلناش
الكلام .
الأم
: سيبولى ابنى .. ده هوه اللى طلعت بيه من الدنيا .
جندى : ما انتى هايتصرفلك معاش .. حد لاقى .
الأم
: معاش إيه .. أنا عايزة ابنى .. ضنايا ..
جندي : يا وليه ابنك بطل .. رايح يستشهد ..
المفروض تزغرتى .. وسعى بأه خلينا نشوف
شغلنا .
الأم
: يوسف .. رايح فين يا ضنايا ؟
الفلاح : وأنى مليش غير فى الزرع والقلع ..
لا ليا فى الكر ولا فى الفر .. جبهة إيه اللى
هاروحها ؟!
جندي : بطل لماضة وامشى من سكات .
فلاح
: يا خوانا أنى فلاح بن فلاح ، عمرى ما شيلت سلاح . أنى ما أعرفش غير
الفاس
والمحرات والشادوف .
جندي : هاتمشى ساكت ، واللا نرجعك للخازوق .
فلاح : ما اسخم من ستى إلا سيدى .. أني إيه
بس اللى كان طلعنى م الكفر ؟ .. صحيح .. من
خرج من داره .. اتقل مقداره .
التاجر : يعني نسيب مالنا وعيالنا ونروح نقتل
فى خلق الله .
جندي : دفاعا عن الوطن .
التاجر : لما احنا اللي هاندافع عن الوطن ..
انتوا لازمتكو إيه ؟!
جندي : ( ينهال
عليه بالسوط ) لازمتنا نطهر البلد من أمثالكم .. امشى وانت ساكت منك له ،
له ، له.
التاجر : أى.. أى .. حسبى الله ونعم الوكيل
..
فلاح
: آآآه ... ما نابنا من غربتنا غير عوجة ضبطنا .
صباح : حرام عليكم يا ظلمة .. بتضربوهم ليه
..
بشير : ملناش دعوة يا صباح .. خلينا فى حالنا
.
الأم
: يوسف .. حبيبى يا ضنايا .
جندي : قولنا ارجعى يا ولية .. ما تجيبلناش
الكلام .
( يخرج الموكب وخلفهم الأم في بكاء وتمسك
بوليدها )
الأم
: يوسف .. هاتفوتنى لمين يا يوسف ؟!
حجاب : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
فرج
: حرب لا لنا فيها ولا لنا بيها
عوزة ... ياخدوا ولادنا يموتوا فطيس ليه ؟
حجاب : الأمير عامل نفسه أبو الفوارس ..
ورايح يجير على الممالك وينهب أراضيهم .
فرج : ما كفهوش اللى عمله فى شعبه .. رايح
يرمى بلاه على بقيت خلق الله .
( نلاحظ أن بشير لازال يكتب كل ما يدور )
صباح : أنا مش عارفة ربنا ما يخسفش بيه الأرض
ليه الظالم ده ؟!
بشير : مالناش احنا دعوة يا صباح .. الحيطان
لها ودان ؟
فرج : واللا يبتليه بطوفان يخلصنا منه ومن
بلاويه .
حجاب : الطوفان يلزم له سفينة .. والسفينة ..
عايزة نوح .. فيكم نوح ؟!
صباح : مفيش بإيدنا غير البكا والنوح .
بشير : أيه اللى بتقوليه ده يا صباح ؟
بهلول : انت بتكتب إيه يا بشير ؟
بشير : وانت مالك انت يا رخم ؟!
بهلول : الله يسامحك .. (ثم في سره) أهو إنت .
صباح : صحيح .. بتكتب إيه يا بشير ؟!
بشير : دى .. دى قصيدة نقحت عليا .. قولت
اكتبها قبل ما تطير .
صباح : قصيدة عشان حسن ؟ .. مش كده ؟!
بشير : هه .. آه .. أيوه .
صباح : طب سمعهالي كده .
بشير : لأ .. ماهي أصلها طارت ..
( يدخل أحد العسكر معلنا دخول جساس )
جندي : رئيس العسكر .. جساس ... وسع السكة
منك ليه ، ليها ، له .. وسع السكة
يا جدع انت وهوه .
(يدخل مجموعة العسكر يضربون من يقابلوه
بسياطهم في قسوة )
فرج
: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم .
حجاب : يا خفى الألطاف .. نجنا مما نخاف .
جساس : جرى إيه يا شيخ حجاب ... مش قولنا
توفر خطبك جوه الجامع وبس ؟.. لزمتها ايه
الرطرطة فى الكلام ؟
حجاب : انا اتكلمت واللا فتحت بقى! .. وبعدين
الخطبة انتوا اللى بتكتبوهالى كل أسبوع .. وأنا
من ايدكم دى لإيدكم دى .. لا بازود حرف ولا بانقص حرف .
جساس : الجمعة اللى فاتت زودتها حبتين يا شيخ
حجاب .. والكلام وصل لمولانا الأمير ، وكان
عايز يجيبك ، بس أنا اللى اتشفعتلك عنده .
حجاب : ربنا يخليك لنا .. ويقدرنا على رد
جمايلك يا رئيس العسكر .
جساس : وانت يا سى فرج .. متأخر فى سداد اللى
عليك ليه ؟
فرج : منين ؟ .. هوه احنا لاقيين ناكل .
جساس : عليا أنا الكلام ده ؟!
فرج
: فتشونى .. وان لقيتوا معايا حاجة خدوها .
جساس : يبقي هانحجز عالدكان .
فرج
: احجزوا .. ع الأقل تفكوا الرهنية .
جساس : ونصادر البضاعة .
فرج
: شى الله يا بضاعة .. الدكان فاضى .. والبركة فى معاليكم .
جساس : يبقى ناخد عيل من عيالك نبعته عالجبهة
.
فرج : الحمد لله .. ما عنديش عيال صبيان .
بهلول
: ما عندوش غير ست البنات .. زينة الصبايا .. عطيات .
جساس : خلاص .. هاناخد عطيات ..
فرج
: عطيات !! .. لأ .. كله إلا عطيات .
بهلول : إيييييه .. عطيات دى بتاعتى ... عروستى
..
جساس : ابعدوا الأهبل ده من هنا .
بهلول
: الله يسامحك .
فرج
: وبنتى دخلها إيه بالجباية يا عالم ؟!
جساس : هاتفضل عندنا أمانة ، ضمن حريم مولانا .. لحد ما تسدد اللى عليك .
بهلول
: ( في محاولة للنيل من جساس دون خوف ) تاخدوا مين ؟! .. هيه سايبة ؟
جساس
: فين بنتك .. خلصنى .. هيه دى ؟! (مشيرا لصباح)
بشير
: لا .. لأ .. دى صباح .
جساس :
مش هاتفرق معانا .. صباح .. عطيات .. مفيش حاجة بتخسر .
صباح : مش كفاية خدتوا أخويا .. عايزين إيه
تانى ؟!
جساس : خلصونا .. فين عطيات ؟!
بهلول : ده بعينك يا جساس .. ده أنا ما صدقت
أبوها وافق .
(
يضرب جساس في شجاعة بعود القصب )
جساس : أى .. هاتوا ابن العبيطة ده .
بهلول : (فى مراوغة ومطاردة مع العسكر) الله يسامحك .
جساس : هاتوه .. لازم يبات ع الخازوق .
بهلول
: خازوق ؟ .. واتجوز ازاى يا ولاد المؤذية .. آل خازوق آل ..
جساس : امسكوه .
بهلول : يافكيك ..
( يفر خارجا )
أصوات معترضة : بس ده حرام ..
ظلم ..
ما يرضيش ربنا ..
لا حول الله ..
حرام عليكم .
جساس : (صارخا) .. بس .. اخرسوا .. مش عايز اسمع ولا كلمة ،
اللى هاينطق بحرف واحد
اقطعوا لسانه .
( يندفع العسكر فى ضرب الجميع بسياطهم فى وحشية ، بينما ينفش جساس ريشه
ويكشر عن أنيابه ويصرخ فى الجميع الذين يرتعدون فى خوف )
جساس : آه يا حوش .. عالم تخاف ما تختشيش .. لازم تشوف
العين الحمرا عشان تعيش ،
لازم
تموتوا في جلدكم .. تبلعوا خوفكم وترضوا بذلكم .. ها تشتكوا ، أحسن لكم ،
خلوا
صوتكم في سركم .. واستمتعوا بصمتكم وضعفكم .. واياكي أسمع حسكم .. ولازم
كل
واحد قبل ما يفكر .. يعرف كويس يعني إيه عسكر ، ومين هوه رئيس العسكر .
(يدفعون بحجاب الذي يتقدم مرتعدا ويتحدث في
خوف شديد )
حجاب
: يا رئيس العسكر .. نستسمحك تصبر علينا شوية .
جساس : صبرت عليكم كتير .. وصبرى نفد .
حجاب
: احنا طمعانين فى .. كرمك ، و.. و شهامتك ، و.. ومروءتك .
بهلول : ( يطل برأسه من الخارج مغافلا العسكر) بتكدب
يا شيخ حجاب ؟!
جساس : دايما بتحرجنى يا مولانا ..
حجاب
: و.. و ده عشمنا فيك .. وأملنا فى سعة صدرك و.. حلمك علينا.
بهلول
: و دى مش تبقى موالسة ؟!
جساس : بس دى آخر مهلة .. هو سواد الليل ..
وأول ما النهار يطلع .. لو المتأخر ما اندفعش
ما حدش يلومنى .. وأبقى كده عدانى العيب ..
حجاب : معلوم .. معلوم .
جساس : هناخد الدكان ، باللى فيها .. وعطيات
، وصباح .. أما انت يا شيخ حجاب ..
حجاب : أنا ؟! .. ده أنا واسطة خير .
جساس : هاحلق لك دقنك .
حجاب
: دقنى .. ده أنا ما حلتيش غيرها .
جساس : عشان تحرم تحرجنى قدام الأوباش
دول يا .. يا مولانا .
إظلام
المشهد الرابع
على مشارف المدينة ، نفس المنظر كما فى المشهد الثاني .. الوقت ليلا ..
القمر يضيء مساحة التشخيص على الخشبة .. يظهر جابر وبعض أعوانه .
جابر : هوه ده اللى قدرتوا عليه ؟ .. يا خبيتكو القوية .. شوية هلاهيل وكام
حتة خردة ؟! ..
فين الدهب ؟ .. فين
الجواهر ؟ .. فين الصُرر ؟
لص1 : كنسنا المدينة كلها يا ريس ، إلا ما فيها درهم واحد .
لص2 : حتى التجار ، فلسوا ..
لص3 : ومافيش ولا قافلة عدت علينا من جمعتين ، زى ما يكون التجار قرشوا
ملحتنا .
جابر : ابن المفترية جساس .. لهف الليلة كلها لواحده .. ما فاتلناش غير
العضم .
لص1: ياريت .. ده لا عضم ولا شغت حتى .
لص2 : منهم لله .. ده احنا حرامية
على باب الله .
لص3 : يعنى نروح نشحت ؟.. واللا نمد إيدينا ؟
جابر : انتوا هاتندبوا زى النسوان ؟ .. ده بدل ما تتلحلحوا وتشوفولكم مصلحة
.
لص1: أنا عندى فكرة يا ريس ...
جابر : اتحفنى يا بو الأفكار ..
لص1 : مين دلوقتى أغنى واحد فى البلد ؟!
جابر : انت هاتشتغلى فوازير ؟! .. ما تخش فى الموضوع دوغرى ..
لص1 : نسرق قصر جساس .
جابر : جساس ؟.. رئيس العسكر .. انت اتهبلت ؟
لص2 : انت نسيت إن فى بينا وبينه عهد ؟
لص3: آه .. والحرامى الشريف .. لا يمكن يغدر بصاحبه .
جابر : جتكوا خيبة انتوا التلاتة .. شرف إيه وعهد إيه ؟ .. أنا لو أقدر
أسرق أمى ما كنتش
اترددت .
لص1: أمال إيه المشكلة يا ريس ؟
جابر : المشكلة إن العسكر كلهم بيحرسوا قصر جساس .. وعشان ندخل نسرق القصرعايزين
جيش بترسانة أسلحة ..
انتوا فاكرين جساس ده سهل ؟ ..هو ممكن يسهل لنا سرقة
قصر الأمير آه .. عشان
يقسم معانا ، وكله بحسابه وتحت عينه .
لص2 : والعمل يا ريس جابر؟
جابر : العمل عمل ربنا .. بس انتو شغلوا مخكم ، والرزق يحب الخفية .
لص3: الظاهر فى رجل غريبة عالطريق
.
( يسرعون بتلثيم وجوههم ويختبئون
خلف التلال ، يظهر نور الدين وضياء الدين )
نور : يبقى هانبات هنا الليلادى يا ضياء .
ضياء : فى الحتة المقطوعة دى ؟ .. طب ما نجرب ندخل البلد يمكن نلاقى حد
يضايفنا .
نور : لأ .. اللى سمعناه وشوفناه طول النهار ما يطمنش أبدا .. البلد دى
الداخل ليها مفقود
والخارج منها ، مفقود برضه .
ضياء : يبقى الحل لا ندخل ولا نخرج .. نبات فى الطل يمكن عقربة تلدعنا ..
واللا ديب ينهشنا
.. مش كدة يا سيدى ؟!
نور : ما أنا قولت لك ارجع من الأول .. انت اللى ركبت دماغك .
ضياء : اللى تشوفه يا سيدى .. بس خد بالك اللصوص كتير والسكة مقطوعة .. حرص
على
مالك وشوية الجواهر اللى
طلعنا بيهم .
لص 1: جواهر ؟!
لص2 : فلوس وجواهر .
لص3 : رزقنا وجالنا لحد عندنا . .. يللا نهجم عليهم .
( يظهر اللصوص الثلاثة ومعهم جابر ملثمين ، يهجمون عليهما )
جابر : مكانك انت وهوه ..
ضياء : بسم الله الرحمن الرحيم .. انس واللا بنى آدمين ؟
لص1 : بطل لماضة وهاتوا الفلوس اللى معاكم .
ضياء : تبقوا بنى آدمين ... الحمد لله افتكرتكم عفاريت .. إديهم يا مولاى
الفلوس اللى معاك .
نور : الله يخرب بيتك .
ضياء : مش أحسن ما يدبحونا .. واللا يخطفونا .. إديهم يا مولاى .. إديهم .
لص2 : هات .. وفين المجوهرات .
نور : مجوهرات ايه ؟
ضياء : يا ولاد اللئيمة .. دول عارفين إن معاك جواهر كمان .. صحيح إدى
العيش لخبازه .
نور : أعمل فيك ايه ؟
لص3 : المجوهرات ؟
ضياء : إديهم .. إديهم .. مادام عرفوا مش هايسيبونا .
نور : انت ايه اللى جابك ورايا ؟
جابر: فتشوهم كويس ..
ضياء : لأ .. هو ده كل اللى معانا ..
لص1: مفيش معاهم حاجة تانى يا ريس .
جابر : متأكد ؟
لص2: مفيش يا ريس ..
ضياء : ماقالك مفيش واللا تكون طمعان فى التوب الفاخر بتاع سيدى نور الدين
!!
نور : ممكن تخرس يا ضياء ؟!
ضياء : أصلهم ما يعرفوش التوب ده يسوى كام دلوقتى .
جابر : قلعوهم .
نور : إيه ؟!
ضياء : ياولاد الإيه .. مفيش حاجة تستخبى في البلد دى ؟!
نور : ( يخلع ملابسه) بس كده ما يصحش يا جماعة .. هانروح من غير هدوم إزاى ؟
جابر : اقلع من سكات .. وانت كمان .
ضياء : أنا إيه .. لأ .. د ه انا حيا الله خدام .
لص2 : اقلع ..
ضياء : طب مش قدام الناس ..
جابر : خدوهم ورا التل .. عايزهم ملط ..
نور : عاجبك كده ..
ضياء : مش أحسن ما يموتونا .
نور : ما احنا كده كده هانموت م البرد .
جابر : اتلحلح منك ليه .. مش هانقضيها كلام .
نور : منك لله يا ضياء .
جابر : (يضحك متأملا الغنيمة)
نور ، وضياء .. نورتوا الجبل .
( يختفي الجميع ، بينما يظهر فرج وعطيات فى تلصص يحملان متاعهما )
فرج : مدى يا بت يا عطيات .. خلينا
نلحق قبل طلوع النهار .
عطيات : مش نعرف الأول رايحين فين يا با ؟
فرج : أرض الله واسعة .. وربنا ما
بينساش حد .
عطيات : ونسيب بيتنا ودكانتنا ، ونهج كده فى انصاص الليالى زى اللى عاملين
عاملة ؟
فرج : ما احنا لو فضلنا لحد الصبح
ما تعرفيش إيه اللي مستنينا !!
عطيات : بس أنا خايفة يا با .
فرج : أنا فى عرضك ما تلبشيش جتتى
اكتر ماهى متلبشة .. ربنا يعدى الليلادى على خير .
عطيات : بس السكة ضلمة والطريق مقطوع .
فرج : الحمد لله ، القمر منور اهه .. هانمشى على ضيه لحد أول مدينة .
عطيات : بس أنا حاسة إن فى حد قاطرنا .
فرج : دى تهيؤات .. تهيؤات .. امشى
من سكات وما تبصيش وراكي .
عطيات : ما هو ممكن يطلع من قدامنا .
فرج : هو مين ده يابت سيبتى مفاصلى
.
عطيات : ديب واللا عفريت .. واللا أى حاجة من سكان الخلا .. يجعل كلامنا
خفيف عليهم .
فرج : سلام قولا من رب رحيم .. أنا إيه اللي كان خلاني أجيبك معايا .. ما
كنت سيبتك ليهم
وخلصت من وجع القلب ده كله .
عطيات : وأهون عليك يا آبا ؟
فرج : وأهون عليكي أنا تموتيني م الرعب .. مش كفاية الشحططة اللي احنا فيها
؟
(يظهر بهلول يتبعهما )
بهلول : قفشتك .
فرج : بسم الله الرحمن الرحيم ... مين ؟!
بهلول : بأه دى عاملة تعملها فيا يا راجل يا عيل ؟
عطيات : ما تخافش يا با ده بهلول ..
فرج : هيه ناقصاك انت كمان ..
عطيات : يخيبك ياد يا بهلول .. ايه اللي ممشيك ورانا في ساعة زي دي .
بهلول : كده يا عم فرج .. تاخد العروسة وتهرب ليلة دخلتها .. هيه دي الأصول
برضه ؟
فرج : عروسة إيه ودخلة إيه ؟! .. وسع يا بهلول خلينا نشوف حالنا .
بهلول : عاجبك كده يا عطيات .. أبوكي خلي بيا وعايز يرجع في كلامه .
عطيات : ماله ده يا با ؟ .. انت مزعله في حاجة ؟!
بهلول : هو انت كمان ما قولتلهاش .. وساحبها وراك زي العامية .
عطيات : عما الدبب .. ما تحترم نفسك يا بهلول .
بهلول : اصل أنا خطبتك منه النهاردة .. وعم الشيخ حجاب كان هايكتب كتابنا
.. والليلادي
كانت دخلتنا .
عطيات : دخلتنا ؟.. صحيح الكلام ده
يابا ؟ّ .. كنت عايز تجوزني لبهلول ؟
بهلول : وماله بهلول ؟!
فرج : سيبك منه وخلينا احنا في سكتنا .. ده واد مهفوف في عقله .
بهلول : الله يسامحك .. طب حتي اسألي الشيخ حجاب .
فرج : يابني الله لا يسيئك .. سيبنا في حالنا خلينا نطفش قبل ما حد ياخد
باله .
بهلول : تطفشوا ؟! .. ليه يا عطيات ؟.. حد زعلكوا في حاجة.. ده انا كنت
اكله بسناني .
عطيات : بجد يا بهلول ؟!
بهلول : حتي لو كان رئيس العسكر نفسه .
فرج : خلاص يا بهلول .. مابقالناش عيش فيها .. يللا يا عطيات .
بهلول : يبقي خدوني معاكوا .
عطيات : وتسيب أمك لمين يا فالح ؟
بهلول : آه صحيح .. د ه أنا كنت ناسي أمي ، طب استنوني هنا لحد ما أروح
أجيبها وآجي .
فرج : طيب .. بس ما تتأخرش .
بهلول : حاضر.
عطيات : احنا هانستناه بجد يا ابا ؟
فرج : نستنى مين يا بت .. انا باهاوده عشان يحل عننا .
بهلول : الله .. ده عم الشيخ حجاب كمان أهه .. وصباح وبشير . الله .. هيه الناس
كلها طفشانة
واللا ايه ؟! .. امال
هتسيبوا البلد لمين ؟
فرج : آه صحيح .. ده الشيخ حجاب .
( يدخل حجاب وبشير وصباح والأم يحملون متاعهم )
حجاب : سلامو عليكم .
عطيات : صباح ؟! .. انتي كمان طفشانة ؟
صباح : لولا بشير هربنى من عيون جساس و رجالته .. كان زمانى دلوقتى فى قصر
الأمير .
بشير : أنا لا يمكن أخلى حد يمس شعرة منك يا صباح .
صباح : مش هانسالك الجميل ده أبدا يا بشير .
فرج : وانت إيه اللي خلاك تهرب في انصاص الليالي يا شيخ حجاب .. لا عليك
دين، ولا رهنية
ولا بتدفع جباية .. ده انت حتى ، حبيب العسكر
وطوع أمرهم .
حجاب : انت نسيت انه حالف يحلق لى دقني لو مادفعتوش اللي عليكم ؟
عطيات : يعني خفت علي دقنك يا شيخ حجاب ؟
حجاب : خفت على هيبتي .. و بعدين أقابل ربنا ازاي من غيرها ؟
بهلول : من غير ايه بالظبط ؟!..
هيبتك ، واللا دقنك ؟!
حجاب : بتتريق يا بهلول ؟ .. أنا عارف انك زعلان مني .. ما انت كمان قولت
عليا كداب
وموالس ، بس كنت هاعمل إيه
غير كده ؟! .. كان لازم أطاطى للريح .. عشان تعدي .
صباح : لولا وقفتك معانا يا شيخ حجاب كان زمانا كلنا في قصر مولانا .
عطيات : وانتي رايحة فين انتي كمان يا أم يوسف ؟!
الأم : هادور علي ضنايا .. يمكن
اعتر فيه .
صباح : اللي بيروح مابيرجعش يا أم يوسف .
حجاب : اللي رجع يوسف ليعقوب ، قادر يرجع لها ضناها .
الأم : بس دول أنبيا يا شيخ حجاب
.. ايش جاب لجاب ؟!
حجاب : قادر علي كل شيء .. كله بأوانه .
فرج : طب يللا بينا قبل النهار ما يشقشق .. وحد يلمحنا .
بهلول : مش تصبروا لما أروح اجيب امي ؟
عطيات : ابقي حصلنا انت .
بهلول : يعني مش هاتستنوني ؟!
حجاب : لأ يا بهلول .. مسافة الليل قصيرة .. والنهار له عنين .. ولو حد
شافنا ، كلنا هانروح
في داهية .
بهلول : ما أنا كمان ما أقدرش أسيب أمي .. ما ينفعش تفضلوا لبكره ؟
صباح : ما ينفعش يا بهلول .. دي فرصتنا الوحيدة .
بهلول : وحسن يا صباح .. ها تسبيه للخازوق ؟
صباح : ما باليد حيلة .. أنا هربت عشان أصون عرضي .. عشان حسن يموت مرفوع
الراس .
بهلول : وانت يا شيخ حجاب ..
هاتسيب الجامع لمين ؟!
حجاب : يووه يا بهلول .. ما تقلبش علينا المواجع .
بهلول : طب .. ما ينفعش ترجعوا
ونشوف حل تاني ؟!
فرج : إحنا لسه هانعيده ؟! .. سايبينهالهم يشبعوا بيها .
صباح : دول مش بني آدمين .. دول وحوش .
حجاب : ياريت .. دول شياطين .
بهلول : ندق لهم زار .. نحرق لهم بخور .. نتقب لهم ميت عروسة .. يمكن هما
اللى يغوروا .
عطيات : صحيح .. عقلك مريحك يا بهلول .
حجاب : دول شياطين الإنس يا بهلول ... ما لهمش غير حل واحد .
بهلول : أهو .. يعنى فى حل .. إيه هوه بأه يا شيخ حجاب ؟!!
حجاب : الحل مش بإدينا .. الحل فوق .. في السما .
بهلول : فى السما ؟! .. وهيه السما فيها غير ملايكة ؟!
فرج : يللا يا جماعة .. ما تضيعوش وقتنا ؟
بهلول : وهما الملايكة هايرضوا ينزلوا يا شيخ حجاب ؟
حجاب : لما ربنا يأذن لهم يا بهلول ..
بهلول : طب ما تدعى لنا ربنا ، يبعت لنا ملاكين من السما يخلصونا من ولاد
الأبالسة دول ..
انت راجل بركة وربنا
هايستجاب دعاك .
حجاب : انت اللي بركة يا بهلول .. ادعي لنا يا بني ، يمكن ربنا ينجينا .. يللا
بينا يا جماعة .
(فجأة يظهر جساس ورجاله من العسكر يحاصرون المكان )
جساس : على فين العزم يا مولانا ؟!
حجاب : جساس ؟
فرج : روحنا بلاش .
بهلول : يا فكيك . (يسرع بالاختباء كعادته)
جساس : مش عيب يا شيخ حجاب ، تخلف وعدك ، وتهرب مع النسوان فى انصاص الليالى
.
حجاب : ما هو .. أصل ..
جساس : لا أصل ولا فصل .. مهلتكم انتهت .. زي ما حياتكم كمان انتهت .خدوهم
.. الرجالة ع
الخازوق ... والحريم ..
ع القصر .
فرج : عطيات ..
عطيات : آبا ..
جساس : أما انت ياشيخ حجاب .. مش هاحلق لك دقنك بس .. انا هنتفهالك شعراية شعراية .
حجاب : يعني مفيش خازوق ؟
جساس : ما تستعجلش على رزقك .. الخازوق ده في الآخر .. هاتتمناه من العذاب
اللي
هاتشوفه قبل ما توصل له
.
حجاب : الرحمة يا رئيس العسكر .. العفو يا حامي الديار .
جساس : مبقتش آكل م الكلام ده .. خدوهم .
بشير : وأنا ؟
جساس : انت مين ؟
بشير : أنا محسوبك .. بشير .. خدامك .
جساس : آه .. ليك عندى مكافأة عظيمة .. لولاك كان زمانهم هربوا مننا ..
بشير : واتفاقنا ؟! .. وعدتنى انك تسيب صباح !!
جساس: لأ .. أنا وعدتك إنى ما أوديهاش قصر الأمير .. وأنا عند وعدي ..
هاخدها القصر
عندى .. مكافأتك يا بطل .
(يلقي إليه بصُرة من المال ، يتلقفها بشير في ذل وحسرة .. بينما يساق الباقين
إلي مصيرهم ينظرون إليه فى عتاب وغضب )
حجاب : انت يا بشير ؟
فرج : اخص .
عطيات : اتفو .
الأم : ليه يا بنى كده ؟!
صباح : ( تتأمله فى صمت )
بشير : سامحيني يا صباح .
صباح : مش ممكن .. أنا مش مصدقة !!
بشير : أنا عملت كده عشانك ..
صباح : خاين .
بشير : انا بحبك يا صباح .
صباح : اللي بيحب .. عمره ما يخون .. واللي بيخون .. عمره ما يحب .
(يخرجون جميعا و يبقي بشير وحيدا)
بشير : صباح .. لأ يا صباح .. أنا عملت كده عشانك ، عشان بحبك .. عشان ماتروحيش
قصر
مولانا .. جساس ضحك عليا
.. ضحك عليا بشوية فلوس .. أنا مش عايز فلوس .. أنا
خنت صاحبي عشان أعيش .. بدل
ما نموت كلنا .. حسن كان كده كده رايح ..
لو ما
بلغتش أنا .. كان حد تانى
هيبلغ عنه وعني .. ماهو لازم حد يبلغ .. خنت أهلى عشان
أفوز بحبك .. ماهم كده كده كان هايتقبض عليهم
.. إنما انتي لأ .. انتى لأ .. لأ يا صباح
.. صباح .
(يخرج كالمجنون.. يظهر بهلول حذرا )
بهلول : بشير بيكلم نفسه .. باينه اتهبل هوه راخر .. والعمل يا بهلول ؟..
عم الشيخ حجاب
قبضوا عليه ، يعنى مش
هايفضى يدعيلنا .. زمانه ملهى فى الخازوق .. وعطيات
خدوها علي قصر اللى مايتسمي
.. ما كانوش خدوا عمي فرج بدالها وسابولي أنا
عطيات ؟! يارب .. الشياطين
كتروا أوي .. ابعت ملايكة بأه .. فين
الملايكة يا رب ؟
فين الملايكة يا رب ؟!
( فجأة يتم إلقاء كل من نور وضياء شبه عرايا وقد جردهما اللصوص من ملابسهما
ليظلا بسراوليهما الأبيضان فقط ، يستقران أمام بهلول الذي يقف مشدوها )
نور : عاجبك كده يا سى ضياء ؟! .. أدينا بقينا ملط .
ضياء : حقك عليا أنا يا سيدى نور . ( يتأمل سرواله ) بس
الحمد لله سابونا مستورين .
بهلول : بسم الله الرحمن الرحيم .. انتوا مين ؟!
نور : انت اللى مين ؟
بهلول : ملايكة واللا شياطين ؟
ضياء : شياطين إيه يا عم ؟
نور : أنا نور .. نور الدين .
ضياء : وأنا ضياء الدين .
بهلول : نور ؟! .. وضياء ؟! .. تبقوا ملايكة .. أيوه . . انتوا ملايكة .
ضياء : الله يكرمك ..
نور : ده بس من زوقك .
بهلول : ( يهتف في سرور ويهلل )
الملايكة جم يا شيخ حجاب
.. الملايكة جم يا شيخ حجاب . ربنا استجاب دعوتى ..
والملايكة نزلوا من السما
، الملايكة نزلوا من السما .
ستار
الفصل الثانى
المشهد الأول
قصر
الأمير .. قاعة العرش .. جساس جيئة وذهابا فى قلق بالغ .. الوزير تمام فى اضطراب
شديد .
جساس : وبعدين يا وزير .. الأمير لسه ما صحيش ؟
الوزير : إحنا بلغناه بالخبر .. زمانه علي وصول .
(يهمس
بحذر وقلق ) بس انت متأكد من الكلام ده يا جساس ؟
جساس : إلا متأكد .. ده الكلام مالي البلد .
الوزير : كلام ؟! .. إنت رئيس العسكر ، يعنى مصادرك لازم يكون موثوق
منها .
جساس : قصدك إيه يا وزير ؟!
الوزير : يعني مش معقول هانقلق منام مولانا الأمير عشان مجرد إشاعة .
جساس : إشاعة ؟! .. البلد مقلوبة بره ، وتقول لى إشاعة ؟
الوزير : يا خوفى ، ليطلع ملعوب من ملاعيبك زى كل مرة .
جساس : ملاعيب إيه يا تمام ؟! .. با قولك ملايكة .. ملايكة .
الوزير : قديمة .. شبعنا من حواديتك يا جساس .. لحد ما دماغنا ورمت .
جساس : لأ .. ما اسمحلكش يا وزير .. أنا ما احبش حد يشكك فى وطنيتى
وولائى
لمولانا الأمير .
الوزير : وهيه دى أول مرة !! .. واللا تحب أفكرك ؟.. مؤامرة يا مولانا
.. إحذر يا
مولانا ، خد بالك
يا مولانا .. تنظيم سري يا مولانا .. عمل إرهابي يا مولانا
، حياتك في خطر يا مولانا ، ولما تتزنق
تفرقعلك جامع واللا كنيسة ..
وتقبض لك على كام
عيل تحطهم ع الخازوق .
جساس : ده معناه اني شايف شغلى كويس جدا يا وزير ... واللا أنا غلطان
إنى باحبط المحاولة
وهيه لسه فى مهدها
؟!
الوزير : بس المرة دى وسعت منك أوى يا جساس .. بتقول ملايكة ؟!
جساس : أيوه .. والناس كلهم شافوهم .
الوزير : إنت .. شوفتهم بعينك ؟!
جساس : لأ .. بس عندى شهود .
الوزير : شهود بحق وحقيقى ، واللا زي كل مرة ؟!
جساس : لأ .. دول شهود من الشعب نفسه .
الوزير : عارف لو طلعت إشاعة .. مولانا ممكن يعمل فينا إيه ؟!
جساس : باقولك عندى شهود .. انت هاتوجع بطنى ليه ؟
الوزير : لو ما طلعش فيه ملايكة بصحيح .. أنا وانت هانتحط ع الخازوق .
جساس : تف من بقك يا تمام .. هوه اللى بنعمله فى الناس هايطلع علينا
؟!
الوزير : أنا حذرتك وخلاص .
جساس : يعني رأيك إننا ما كناش بلغنا الأمير ؟!
الوزير : قبل ما نتأكد بنفسنا .. ونشوف بعنينا .
جساس : والعمل إيه دلوقتى ؟!
الوزير : عمل إيه بأه .. ما الفاس وقعت فى الراس .
( الحاجب يعلن قدوم الأميرة )
الحاجب : مولاتي الأميرة بدور .
(يسرع جساس والوزير في استقبالها بحفاوة مبالغ فيها )
الوزير : يا دي النور يادي النور .
جساس : لولا اني عارف إن البدر منور في السما ، كنت افتكرته مولاتي .
الأميرة : هما فين ؟! ..
الوزير : هما مين يا مولاتي ؟
الأميرة : الملايكة .. مش بتقولوا الملايكة جايين يزورونا !!
جساس : هوه مش كده بالظبط يا مولاتي ..
الأميرة : انت مين أذن لك بالكلام ؟!
جساس : ما تآخذنيش يا مولاتي .
الوزير : أصل الحكاية يا مولاتي الأميرة ..
الأميرة : جري إيه يا تمام ؟!... إنت لسه هاترغي .. عايزة أشوفهم ..
هما فين ؟!
الوزير : الخبر عند رئيس العسكر يا مولاتي .
جساس : لو مولاتي تأذن لي بالكلام ..
الأميرة : اخلص يا جساس .. هما فين ؟!
جساس : في المدينة يا مولاتي ؟!
الأميرة : إيه الكلام ده يا وزير؟! .. في المدينة ؟! .. وسط
الرعاع والشحاتين ؟! إزاي ما
ينزلوش على قصر
الأمير ؟! .. ده تهريج .. انتوا مش شايفين شغلكم .
الوزير : نبعت نجيبهم يا مولاتي ..
جساس : نجيب مين ؟! .. دول ملايكة .
الوزير : مش دي شورتك .. اسكت بأه خلي ليلتك تعدي .
الأميرة : المفروض كانو نزلوا على قصر الأمير .. قبل ما حد يشوه
صورتنا قدامهم .
جساس : (بلهجة
عسكرية مبالغ فيها ) كل
شيء تحت السيطرة يا مولاتي .
الأميرة : (
باستخفاف شديد يظهر سلاطة لسانها وابتذالها ) وحياة أمك ؟!
( الوزير يكتم ضحكته ، بينما جساس يكاد يموت من الغيظ .. يدخل الحاجب
)
الحاجب : مولاي الأمير تيمور .
( نسمع صوت زئير
مخيف .. ثم مارشات وموسيقي عسكرية تليق بقائد عظيم .. يسبق الأمير مجموعة من الحرس
والخدم والحشم .. يدخل الأمير محمولا في أبههة أسطورية .. نفاجأ أنه قزم بالغ
القصر لكن يمتد ثوبه الفضفاض عدة أمتار خلفه كالطاووس قد يساعده بعض الحاشية في
حمله .. بينما يرتفع فوق رأسه تاج ملكي تقريبا بطول الأمير نفسه .. الجميع يرتجف
أمام الأمير)
الأمير : إيه
القلق اللي أنا فيه ده ؟! .. ملايكة إيه اللي جايين يزورونا في ساعة زى دى ؟!
طب مش يخلوا عندهم ذوق ويدونا خبر
قبلها عشان نعمل حسابنا ونصحالهم بدرى .
الوزير : الأمر ما كانش يحتمل التأخير يا مولانا .. البلد مقلوبة ،
والناس ملهاش كلام غير عن
الملايكة اللي
نزلوا عندنا .
الأمير : دخلوهم .. خلونا نخلص .
الوزير : ندخل مين يا مولانا ؟!
الأمير : الملايكة ..
الوزير : رد يا جساس .
جساس : ما هو .. أصل يا مولانا ..
الأميرة : هاقولك أنا يا تيمور .. البهوات بيهزروا .. سايبين الملايكة
فى وسط الشعب .
الأمير : إيه ؟! .. إزاي الكلام ده ؟! .. طب صحيتوني ليه من أحلى نومة .
الأميرة : رجالتك مش شايفين شغلهم كويس .
الأمير : عاجبكم كده .. جبتولنا الكلام .. (للأميرة بخشية) وانتي
رأيك إيه يا بدور؟
الأميرة : تيمور ؟!
الأمير : قصدي .. يا مولاتي الأميرة بدور .
الأميرة : الملايكة لازم ييجوا هنا .. حالا .
الأمير : جساس ..
جساس : أمر مولاي .
الأمير : نفذ أوامر الأميرة فورا .
جساس : يعني أقبض عليهم يا مولاي ؟! .. دول ملايكة !! .. مش بني آدمين
زينا هاروح
أجيبهم من قفاهم .
الأمير : انت شوفتهم يا جساس ؟!
جساس : لأ .. آه .. طبعا . هه ؟!
الأميرة : يعني إيه ؟! .. شوفتهم واللا لأ ؟!
جساس : بس عندى اللى شافهم .. شاهد عيان .
الأمير : هاته .. ما كل شهودك عيانين .
الوزير : دخلوا الشاهد .. دخلوا الشاهد بسرعة .
( يدخل بشير فى خوف مرتعدا )
جساس : تعالي يا بشير، قرب يا حبيبي .. واحكي لمولانا ع اللى شوفته
بعنيك .
الأميرة : إنت شوفت الملايكة ؟!
بشير : اللى تشوفيه يا مولاتى .
الأمير : شكلهم إيه ؟!
بشير : اللى تشوفه يا مولاى .
الأميرة : مش مهم اللي إحنا نشوفه .. المهم اللي انت شوفته .
جساس : ما تنطق يا بشير .. مش انت اللي جاي بتقول شوفتهم بعنيك ..
دلوقتي الخرس لجم
لسانك ؟!
الوزير : انطق يا بني آدم .
الأمير : ما تتكلم .
بشير : أصل مولا ومولاتي لهم هيبة عقدت لسانى .
الأميرة : جساس .. فك له عقدة لسانه خلينا نخلص .
جساس : (
يهمس لبشير بغيظ ) ما
تنطق .. انطق بأه ، أبوس إيدك انطق .. انطق
وهاجوزك
صباح .
بشير : (
بطلاقة لسان ) شوفتهم يا
مولايا .. شوفتهم بعنيا دول .. ملكين نازلين من السما ..
فاردين جناحهم بين السما والأرض.
الأمير : الاتنين بجناح واحد ؟!
الوزير : معجزة يا مولاى .. معجزة .
الأميرة : شوش .. كمل يا زفت .
بشير : نزلوا لحد السما الأولى .. بصوا يمين وشمال .. زي ما يكونوا
تايهين .
جساس : هيه الملايكة بتوه يا غشيم .
بشير : لأ .. كانوا بيدوروا على حتة أمان ينزلوا فيها .
الوزير : وطبعا ما لقوش أأمن ولا أكرم من مملكة مولانا .
جساس : يا بن اللئيمة .
الاميرة : وما جبتهمش وجيت ع القصر دوغرى ليه ؟!
بشير : دول ملايكة يا مولاتى .. يعنى كلامهم نافد .. ورغباتهم أوامر .
الأمير : وهما فين دلوقتي ؟!
بشير : في الميدان يا مولاى .
الأمير: إيه ؟! ..
الأميرة : وسط الرعاع والأوباش .
الأمير : لأ .. كله إلا الميدان .. روح يا وزير .. انت ورئيس العسكر
.. هاتوهم هنا
بسرعة .. بأي طريقة
.. قولولهم القصر في خدمتكم .. ينزلوا فيه
ضيوف
معززين مكرمين ..
المهم يبعدوا عن الميدان .. آل ميدان آل .. هوه أنا حمل
الميدان .. ربنا
يكفينا شر الميدان ، واللي فى الميدان .
إظلام
المشهد الثانى
المنظر كما في
المشهد الثالث من الفصل الأول، الميدان العام أو ساحة السوق . حجاب وبهلول وفرج
وصباح وعطيات والأم بينهم جساس والوزير
يرتدون طواقي بيضاء ويمسكون مسبحة بصورة مبالغة .. الجو العام فيه احتفال وسعادة
وارتياح عام بمقدم الملاكين .
صباح : شوفتيهم
يا عطيات ؟!
عطيات : لسه يا
صباح .. دلوقتى يخرجوا من الجامع .
بهلول : هما
اتاخروا ليه كده ؟!
صباح : بقالهم
ساعة مع الشيخ حجاب .
فرج : الظاهر
بيبلغوه رسالة .
الأم : عايزة
أقولهم يرجعولى يوسف .
فرج : إن شاء
الله يا ام يوسف .. و الله دي أمارة .. دي
علامة إن السما راضية عننا .
بهلول : شوفتوا
بأه .. وانتوا كنتوا عايزين تطفشوا ..
صباح : الملايكة
دول .. جم لنا نجدة من السما .
عطيات : يا
عالِم ، كان زمانا فين دلوقتي .. واللا ايه اللي بيجرالنا .
فرج : لولا
الشيخ حجاب كان معانا .. وانه راجل بتاع ربنا ما كانش حد سأل فينا .
بهلول : دي
دعوتي اللي جابتهم .. عمي الشيخ حجاب اللي قال كده .
صباح : دعوة كل
مظلوم يا بهلول .
الأم : كل أم وكل أب اتحرق قلبه علي ضناه .
الوزير : شايف
يا جساس .. الناس فرحانة إزاي ؟
جساس : زي ما
يكونوا شامتانين فينا .
الوزير : هما
اتأخروا كده ليه ؟! .. ما يخلصونا بأه .
جساس : علي آخر
الزمن .. أقف انتظر وسط الرعاع والحرافيش .
الوزير : معلش
.. الإيد اللي ما تقدر تقطعها .. بوسها .
بهلول : بس ..
بس .. الملايكة أهم ... الملايكة خارجين .
( يظهر حجاب ومن
خلفه نور الدين وضياء الدين في ملابس ناصعة البياض وعلي رأس كل منهما شال أبيض
يخفي جزءا كبيرا من الوجه ويتدلي علي الكتفين والصدر والذراعين إن أمكن .. شهقات
إعجاب واستحسان وانبهار )
صباح : سبحان
الخلاق ..
عطيات : شوفوا
جمالهم ..
فرج : نور ..
نور بيشع من جبينهم .
أم يوسف : آمنت
بيك يا رب ..
صباح : سبحان الله .. فعلا ملايكة .
نور : عاجبك
اللي احنا فيه ده ؟!
ضياء : الحمد
لله إنهم افتكرونا ملايكة ..
نور : ولو
كشفونا يا حلو ؟!
ضياء : ربنا
يستر .. بس باين عليهم ناس طيبين .
نور : قصدك ناس
مطحونين ..
ضياء : دول زي
مايكونوا ما صدقوا .
نور : الغرقان
يتعلق بقشاية .
أصوات : أنا
عندي شكوة
وأنا ليا دعوة
وأنا معايا مظلمة
وأنا .. وأنا كمان .
حجاب : بهدوء ..
بهدوء .. انتو عافين إن الملايكة مخلوقات حساسه .. ما تحبش الفوضى ولا
الدوشة .. بهدوء .. ونظام .. وكل واحد
هايقول شكوته .
جساس : هوه احنا
لسه هانستنى ؟!
بهلول : قالك
بالدور يا جساس .. فيه نظام .. مش فوضى .
جساس : آه يا
بهلول الـ ..
بهلول : الله لا
يسامحك .. حاكم دعوتى بقت مستجابة .
الوزير : امسك
نفسك شوية يا جساس ..
( ثم للجميع في رياء متعمدا إظهار المسبحة )
الوزير : لو يسمحولنا إخواننا المواطنين .. أنا أخوكم
الوزير تمام .. وده أخوكم وخدامكم
جساس .. رئيس العسكر .
جساس : خدامهم
كمان ؟! .. آه يا بهلوان !!
فرج : قصره ..
عايزين إيه ؟!
الوزير
:عايزينكم تسمحولنا بكرمكم ، ونبل أخلاقكم وشهامة طباعكم ، ناخد ضيوفنا الملايكة
ينزلوا معززين مكرمين فى ضيافة مولانا
الأمير تيمور وزوجته الأميرة بدور ، فى مقام
يليق بضيوفنا الكرام ، وده بعد إذنكم
طبعا .
بهلول :
إييييييه .. الملايكة جايين عشانا .. مش عشان الأمير تيمور .
فرج : انتوا
فاكرينهم هايفرحوا بدعوتكم الفالصو دى !!
عطيات : دول
ملايكة .. عارفين .. يعنى إيه ملايكة ؟!
صباح : يعني لا
يهمهم البذخ ولا البهرجة .
بهلول : دول
نازلين عشان الغلابة .
ضياء : غلابة إيه
يا ولاد الفقرية .. ده أنا على لحم بطنى من امبارح .
نور : مين سمعك
؟!
الأم : ده إحنا ما صدقنا ربنا استجاب لدعانا .
فرج : دول جايين
عشان يسمعوا شكوتنا .. و يداووا أوجاعنا .
جساس : إحنا
وقعنا فى ملقف يا وزير .
الوزير : ( للناس بنعومة ) ومين
قال غير كده ؟! .. ما احنا هاناخد شكاويكم ومظالمكم
وهاندرسها ونناقشها مع ضيوفنا الكرام
.
فرج : قديمة .
بهلول :
الملايكة هاتفضل معانا .. اللي هايمد إيده عليهم هاكله بسناني أنا اللي جايبهم ..
والله
العظيم أرجعهم تاني .
نور : هايودينا
فى داهية ابن العبيطة .
صباح : وإذا كان
الأمير عايز يقابلهم .. ييجي بنفسه ..
فرج : ينور ..
ما هى برضه مملكته .
جساس : ييجي فين
؟! انتوا اتهبلتوا ؟!
عطيات : ليه ؟!
.. ما نشبهش ؟!
صباح : وينفذ
مطالبنا الأول .
اصوات : آه ..
أيوه .. مظبوط .
جساس : آه يا
حوش.
الوزير : أعصابك يا جساس .. ما تقول حاجة يا شيخ حجاب .
حجاب : الكلمة
كلمتهم .. والأمر أمرهم ... قولتوا إيه يا سيادنا ؟!
ضياء : ( هامسا في رجاء )
والنبي وافق يا سيدى .. البراغيت هرت جتتى .
نور : وافرض
الأمير فقسنا .
ضياء : ما احنا
هاناخد معانا الشيخ حجاب .
نور : والله ما
أنا عارف آخرة افكارك دى إيه ؟!
ضياء : اقله ..
ها نلاقى نومة نضيفة .. ولقمة نبر بيها نفسنا .
نور : انت شايف
كده ؟!
ضياء : مش أحسن
م البهدلة اللى احنا فيها دي ؟!
( يعودان إلي
الشيخ حجاب ويسران إليه ببضع كلمات )
الوزير : ها ..
طمنا يا مولانا .
حجاب : أسيادنا
وافقوا ينزلوا ضيوف على قصر الأمير .. بس بشرطين .
جساس : يووه
..مش هانخلص .
الوزير : دول
يؤمروا .. شروطهم مجابة .
جساس : مش نسمع
الأول يا تمام .
الوزير : مولانا
قال جيبوهم بأي تمن .. أؤمر يا شيخ حجاب .
حجاب : رجلي علي
رجلهم .. ده الشرط الأول .
الوزير : ودى
عايزة كلام .. ده انت الخير والبركة يا مولانا .. والشرط التاني ؟
حجاب : أى حد
عنده شكوى أو مظلمة .. تتفتح له كل الأبواب .. وطلبه لازم يجاب وإلا هايحل
على القصر الخراب .
الوزير : شرطهم
مجاب يا شيخ حجاب .
حجاب : يبقى على
بركة الله .
جساس : وسع يا
خويا انت وهوه مش عايزين زحام .. خلوا الموكب يسير بسلام .
الوزير :
اتفضلوا يا سيادنا .. مولانا الأمير في انتظاركم .
( يتحرك الموكب
وخلفه تتحرك الجماهير المحتشدة )
جساس : إييه ده
كله ؟! ... رايحين فين ؟!
بهلول : رايحين
القصر .
جساس : قصر ؟!
.. قصر إيه يا غجر ؟! .. انتوا عايزين قبر يلمكم .
حجاب : جساس !!
الوزير : ما
تلايمها بأه يا جساس ، واسمع كلام مولانا
. ( مشيرا لحجاب )
جساس : ( بغيظ ) أمرك يا مولانا .. أمرك .. أمرك يا صاحب الأمر
.
إظلام
المشهد الثالث
قصر
الأمير .. قاعة العرش .. نور الدين وضياء الدين يجلسان فى صمت على يمين كرسى العرش
وبصحبتهم الشيخ حجاب الذى يقف فى إجلال .. الأمير والأميرة فى ترحاب .. بينما يقف
جساس والوزير في الجهة الأخرى فى انتظار
الأوامر .
الأمير
: يا مرحب بيكم .. انتوا نورتونا .. ( يتأملهما عن بعد في إجلال ) الله !! .. حاجة حلوة
خالص .. ملايكة .. ملايكة بحق وحقيقى..
أمال ما بيطيروش ليه يا شيخ حجاب ؟!
حجاب
: أصلهم فضّلوا يظهروا علي هيئة بشر ،
عشان ما يثيروش الرعب والفزع في البلاد .
الأمير
: حد يتفزع م الملايكة ؟! ... دول ملايكة .
حجاب
: ربنا يكفيك شر غضبهم يا مولاى ..
الأميرة
: يشرفنا طبعا إنكم تنزلوا ضيوف عندنا في الجناح الملكي .
حجاب
: السادة شاكرين كرمك يا مولاتى .. بس
عايزين الأول ينظروا فى مطالب الشعب .
الأمير
: (مندفعا) شعب ؟!
الأميرة
: مبقاش إلا الحوش والرعـاع .
الوزير
: (مقاطعا) مولاتى ..
الأميرة
: فى إيه يا وزير ؟
حجاب
: الملايكة نازلين مخصوص عشان يلبوا دعوات الشعب .. ويحققوا أحلامهم .
الأمير
: أكيد الشعب بيدعيلنا .. وبيحلم ينول رضانا .
الأميرة
: طبعا .. هوه يطول .
ضياء
: ده إيه الولية دى ؟
نور
: اخرس يا ضياء .. خللي ليلتك تعدى .
حجاب
: ده كان زمان .. دلوقتى الملايكة نزلوا .. وعايزين يسمعوا مطالب الشعب بنفسهم .
الأمير
: بس الشعب مطالبه ما بتخلصش .
حجاب
: أسيادنا كان شرطهم إن المطالب تجاب .. وإلا هايحل على القصر الخراب .
الأمير
: بصراحة .. أنا خايف أفوت لهم مرة ، يقوموا يتجرؤوا علينا .. وسقف المطالب يعلى .
جساس
: هما يستجروا يا مولانا ؟!
حجاب
: وأول المطالب .. إن رئيس العسكر يتفضل من غير مطرود ..
جساس
: يعني إيه ؟!
الوزير
: بيقولك من غير مطرود .. دى عايزة نباهة ؟ .. يعنى تطلع برة .
جساس
: أنا ؟!
الوزير
: خليك حسيس .. ده المثل بيقول .. إذا حضرت الملايكة ذهبت الشياطين .
جساس
: كدة يا تمام .. الحساب بعدين .
حجاب
: ومعالى الوزير كمان .
الأمير
: انتو الاتنين استنوا بره لحد ما نحتاج لكم .
جساس
: أمر مولاى .. (
لتمام فى سخرية )
يللا يا .. شيطان .
الوزير
: بعد إذن مولاى .. بعد اذن اسيادنا .
(
يخرج منحنيا في إجلال مبالغ فيه ، يتبعه جساس حانقا )
حجاب
: ولو يسمح لنا مولاى الأمير .. اسيادنا عايزين ينفردوا بالرعية من غير حضور
معاليكم .
الأميرة
: لأ بأه .. ده كتير .
الأمير
: ليه بس يا مولانا ؟!
حجاب
: عشان الشفافية .
الأمير
: ( بدون فهم ) آه .. ( ثم
يميل على حجاب هامسا ) طب
ابقي وصيهم عليا أنا ليا مطلب
صغير قد كدهو .. يشوفولى حل فى القُصر
اللى أنا فيه ده .. مش هايجرى حاجة لما
أطول كام شبر . شكلى بأه وحش قدام
الأميرة .
حجاب
: هانشوف يا مولانا .
(
الأميرة تتأمل نور وضياء في تدقيق يجمع بين الانبهار والشك )
الأمير
: يللا يا أميرة عشان ما نعطلهمش .. بعد
اذنكم يا سيادنا .. القصر قصركم .. خدوا
راحتكم .. خدوا راحتكم ع الآخر ..
ماتنساش يا شيخ حجاب .
حجاب
: اطمن يا مولانا .
(
يخرج الأمير والأميرة ، فور خروجهما ينتفض ضياء فى غيظ )
ضياء
: أنا خلاص .. مش قادر .. مش قادر استحمل يا سيدى .. هاموت م الجوع .
نور
: اصبر شوية يا ضياء .. اما نشوف الشيخ حجاب هايقول إيه ؟
حجاب
: الحمد لله .. كل شىء ماشى زى ما خططناله .
ضياء
: هوه احنا خططنا واللا اتنيلنا ..
نور
: الواد المجنون بتاعكم ده هو اللى ورطنا التوريطة السودة دي .
حجاب
: بهلول ؟! .. والله فيه شىء لله .. لولاه كان زمانى على الخازوق .
نور
: وآخرة ده كله إيه ؟!
ضياء
: لو انكشفنا مش هايكفيهم فينا خوازيق الدنيا لها .
حجاب
: اللى سترها فى أولها .. قادر يتمها على خير .. بس انتوا جمدوا قلبكم .
نور
: والخطوة الجاية إيه بالظبط ؟!
حجاب
: هانقابل وفود من الشعب ، نسمع مطالبهم ونرفعها للأمير مع المطالب العامة طبعا ..
وأولها قطع راس الحية .. جساس ورجالته
.
ضياء
: قبل أى حاجة لازم أسد الجوع اللى هايفرتك مصارينى .. ياناس حرام عليكم بقالى
يومين على لحم بطنى .
حجاب
: وطى حسك ، هاتفضحنا .
ضياء
: أنا مش قادر أصبر أكتر من كده .. هاروح أدور على أى حاجة أسد بيها بقى .
(
يخرج )
نور
: استنى يا مجنون .. رايح فين هاتودينا فى داهية .
حجاب
: هالحقة قبل ما يعمل حاجة تفضحنا .. وانت إوعى تتنقل من هنا .
(
يخرج حجاب بينما تدخل صباح ليفاجأ بها نور )
صباح
: عم حجاب .. يا شيخ حجاب ... يا عم حجاب .
نور
: ( فى أعجاب ) ما شاء الله .. تبارك الخلاق .
صباح
: ( فى خفر ) قالولى عم الشيخ حجاب هنا .
نور
: ( فى وله ) حجاب .. أيوه .. كان هنا .
صباح
: امال هوه فين ؟!
نور
: زمانه جاى .
صباح
: مش انت الملاك ؟!
نور
: أنا .. نور .
صباح
: طبعا نور .. وهما الملايكة إيه غير نور !!
نور
: وانتى ؟!
صباح
: أنا صباح .
نور
: ست الملاح .. واسمك صباح !!
صباح
: ايه ده .. هما الملايكة بيعرفوا يجاملوا ؟!
نور
: الملايكة ما بيعرفوش يكدبوا .. خصوصا مع الحلوين .
صباح
: ( فى خفر) دول بيغازلوا كمان !!
نور : حد يشوف الجمال ده كله ، وما يتفتنش بيه ؟!
صباح
: (فى هروب من
نظراته) أمال فين عمى
الشيخ حجاب ؟!
نور
: وعايزة الشيخ حجاب ليه ؟!
صباح
: عشان يتوسط لى عندكم .
نور
: ولازم واسطة ؟ .. الجمال والحسن ده كله مش محتاج وسيط .
صباح
: كلامك حلو .. آه لو ماكنتش ملاك !!
نور
: كنتى عملتى إيه ؟!
صباح
: يووه .. أحلام .. إيش جاب لجاب .. انتوا ملايكة .. عايشين في السما .. إنما أحنا
،
خلونا هنا ، فى أرضنا نزرع ونحصد فى
همومنا .. ننام ونصحى فى غلبنا .
نور
: إيه شكوتك يا صباح ؟
صباح
: أخويا حسن .. هوه اللى كان ليا فى دنيتى .. قبضوا عليه من يومين .. نفسي يرجع لى
تانى .
نور
: الليلادى هايرجعلك .
صباح
: مش لو كان لسه حى .
نور
: هو ممكن يكون .. ؟!
صباح
: مش عارفة .. بس اللى بيروح ما بيرجعش ..
نور
: أوعدك .. لو كان لسه حى هاخليهم يرجعوه .
صباح
: ولو كان مات ؟!
نور
: ده مش بإيدينا .. الموت والحيا بإيد ربنا .
صباح
: يعنى مفيش فايدة ؟! .. انكتب عليا أعيش حزينة فى وحدتى !!
(
تتحرك خارجة بانكسار )
نور
: سامحينى ..
صباح
: وانت ذنبك إيه ؟!
نور
: بس الأمل لسه موجود .
صباح
: هوه احنا عايشين غير بالأمل .
(
تخرج صباح ويدخل ضياء ممسكا بسباطة موز أو طبق فاكهة يتبعه حجاب )
ضياء
: معقول قصر الأمير مافيهوش لا محمر ولامشمر ، أمال فين الهُبر !!
حجاب
: أكيد مجهزين لكم وليمة كبيرة .. بس انت اللى ما عندكش صبر .
ضياء
: هما بلوا ريقنا حتى بكباية مية ؟!
نور
: تعالى يا ضياء انتو روحتوا فين .. أما أنا قابلت حتة بنوتة .
ضياء
: تانى يا سيدى ؟! .. هو ودانا فى داهية غير النسوان ؟!
نور
: لأ .. بس دى حاجة تانية .
ضياء
: ما انت كل مرة بتقول كده .. وتطلع وقعتنا سودة .
(
يدخل الحاجب )
الحاجب
: الوليمة جاهزة لضيوفنا الكرام .. مولاى الأمير والأميرة فى انتظاركم .
حجاب
: مش قولت لكم ؟ .. أكيد مجهزين لنا حاجة معتبرة .
(
يشمر عن ساعده ويتقدم إلي الخارج في عجلة )
ضياء
: صحيح .. الفقى .. فقى .
( ثم
يسرع للحاق بحجاب يتبعهما نور .. يدخل جساس والوزير تمام الذي يداعب مسبحته في ورع
مبالغ فيه )
جساس
: باينها قلبت فوق دماغنا يا وزير .
الوزير
: فوق دماغك إنت لواحدك .. إنما أنا ، فى
السليم .
جساس
: يعنى إيه ؟! .. هاشربها لواحدى ؟ .. ده أنا أهد المعبد ع اللى فيه .
الوزير
: هد يا خويا .. ورينا شطارتك .. عشان الملايكة يخسفوا بيك الأرض .
جساس
: إوعى تفكر إنى هاكون كبش الفدا .. لا .. لو وقعت مش هابقى لواحدى .
الوزير
: ما أنكرش إنى كنت حرامى .. وتوبت . ( يداعب حبات المسبحة فى مبالغة )
جساس
: امال هما فين دلوقتى ؟!
الوزير
: بيتغدوا .
جساس
: هما مين دول ؟!
الوزير
: أسيادنا الملايكة .
جساس
: وهما الملايكة بياكلوا ؟!
الوزير
: لأ طبعا .. تلاقيهم ما رضيوش يكسفوا مولانا الأمير ويرفضوا عزومته .. أكيد
هايمدوا
إيديهم بس والأكل هايزيد مش هاينقص .
( يدخل
الحاجب )
الحاجب
: مولانا الأمير تيمور والأميرة بدور .
(
يدخل الأمير والأميرة يتبعهما حجاب )
الأمير
: ياه للدرجة دى كانوا جعانين ؟!
حجاب
: مش جايين من سفر طويل يا مولاى !! .. دول نازليين من السما الرابعة .
الأميرة
: ( فى دهشة
بالغة ) دول مسحوا
السفرة !!
الأمير
: بالهنا والشفا .. ده شرف لينا .
جساس
: مسحوا السفرة ؟َ!
الوزير
: يعنى الأكل نقص ما زادش ؟!
الأمير
: و زمانهم دلوقتى بيحلوا ..
جساس
والوزير : بيحلوا ؟!!
حجاب
: ولو تكرم مولانا .. كبايتين شاى عشان يحبسوا .
جساس
والوزير : يحبسوا ؟!!
الأمير
: معلوم .. عشان الأكل يتهضم .
الأميرة
: بصراحة .. أنا عمري ما شوفت كده !!
الأمير
: هوه احنا كنا شوفنا ملايكة قبل كده فين يا بدور ؟!
الأميرة
: تيمور ؟!!
الأمير
؟! عفوا .. قصدى يا مولاتى الأميرة بدور .
(
يدخل نور الدين وضياء الدين )
ضياء
: يا سلااااام .. الأكل على بطن خاوية له
طعم تانى خالص .
نور
: كان لازم تمسك نفسك شوية .
ضياء
: حد يشوف الخير ده كله ويمسك نفسه ؟ .. آه .
( تظهر عليه
المعاناة )
نور
: مالك ؟!
ضياء
: مش قادر أمسك نفسى .. الحمام ؟! .. فين الحمام ؟
الأمير
: الحمامات الملكية تحت أمركم .. ده شرف لينا .
(
يشير باتجاه يسرع إليه ضياء الدين وقد اشتدت به الحاجة )
نور
: وأنا كمان .
(
يلحق بضياء الدين .. أصوات عالية مقززة ودربكة .. ثم صوت سيفون )
الأمير
: يادى البركة .
الأميرة
: يادى القرف .
الوزير
: مولاتى الأميرة ، مولاى الأمير .. عايزكم فى شىء خطير .
الأمير
: دلوقتى يا وزير ؟!
الوزير
: الأمر ما يحتملش التأخير .
(
يسر إليهما ببضع كلمات .. بينما ينفرد جساس بالشيخ حجاب )
جساس
: منور يا .. مولانا .
حجاب
: ده نورك يا رئيس العسكر .
جساس
: من السما السابعة ، مش كدة ؟
حجاب
: لأ .. الرابعة .. من السما الرابعة .
جساس
: نازلين على لحم بطنهم !!
حجاب
: المشوار بعيد .
جساس
: ومزنوقين فى الحمام ؟!!
حجاب
: هه ؟!!!
جساس
: هما الملايكة بيجوعوا ، ويتزنقوا زينا يا شيخ حجاب ؟!
حجاب
: قصدك إيه يا جساس ؟!
جساس
: إسمى رئيس العسكر .. واللا لحقت تنسى نفسك ؟!
الأمير
: الكلام اللى بتقوله ده خطير يا وزير .
جساس
: زى ما بقولك يا مولاى .. حتى اسأل جساس .
الأميرة
: أنا مش مرتاحالهم من الأول .. خصوصا اللى اسمه نور .. نظراته مش مريحة ..
وإحساس الست فى الحاجات دى عمره ما
يخيب .
الأمير
: ( فى غضب شديد ) جساس .
جساس
: أمر مولاى ؟
الأمير
: اقبض على الشيخ المحتال ده .. وهات
الاتنين المزنوقين فى الحمام .
جساس
: أمر مولاى .
(
يطبق على الشيخ حجاب فى شراسة وتشفى )
إظلام
المشهد الرابع
قصر الأمير .
جساس والوزير يستجوبان بشير الملقي علي ظهره وقدماه معلقتان في فلقة
يحملها جنديان . يضربه جساس بشدة وهو يصرخ من الألم .. الأمير والأميرة يشهدان
الموقف .
بشير : آآآه .. حرمت .. حرمت .
جساس : بتكدب عليا أنا يا بشير .
بشير : حرمت .. مش هاعمل كده تانى .
الوزير : تانى ؟! .. انت فاكر لسه فى عمرك بقية .. عشان تعمل حاجة تانى
؟!
بشير : حرمت .. آه .. مش هاكدب تانى .
جساس : شوفتهم يا بشير ؟ ... نازلين من السما .. بأه انت شوفتهم ؟! ..
بتضحك عليا أنا
يا بشير الكلب ؟
الأمير : انطق .. قول .. شغال لحساب مين ؟!
الأميرة : ودفعولك كام ؟!
بشير : والله ما خدت حاجة .. ده كله لله فى لله .
الوزير : يعنى انت اللى خططت ونفذت المؤامرة لوحدك ؟!
بشير : مؤامرة إيه ؟ .. ده الواد بهلول المهبول هوه اللى شافهم وجابهم
ع الجامع الكبير ، قلت
آجى أبلغ على طول .
الأميرة : انت قولت انك شوفتهم بعنيك !!
الأمير : يا كداب .
جساس : أول مرة تكدب عليا يا بشير
، انطق .. عملت كده ليه ؟!
بشير : عشان صباح .. خوفت عليها ..
الوزير : تقوم تكدب على جساس ؟!
الأمير : تودى نفسك فى داهية عشان مرة ؟! هيه فين صباح دى عشان أشوفها
؟
الأميرة : تيمور !!
الأمير : قصدى عشان تنول عقابها .. أشد عقاب .
بشير : لأ .. بلاش صباح .. اعملوا فيا اللى انتوا عايزينه .. إنما
صباح لأ .
جساس : وانت فاكر انك هاتفلت بعملتك دى ؟!
الوزير : ده لازم ينقطع لسانه .
بشير : لسانى ؟
الأميرة : مش كفاية .
الأمير : وإيديه الاتنين .
الأميرة : برضه مش كفاية .
جساس : ورجليه كمان .. عشان يبقى عبرة .
الأميرة : قلت لكم مش كفاية .
بشير : امال هاتقطعوا إيه تانى .. حرام عليكم .. سيبولى حاجة .
الأمير : ( بتساؤل ) نقطع ودانه ؟!
الأميرة : انتوا إيه ، ما بتفهموش ؟ .. ده لازم يتقطع رقبته .
الأمير : آه .
الوزير : أيوه صح .
جساس : مظبوط .
بشير : الحمد لله إنها جت على قد رقبتى .
جساس : خدوه .. وهاتوا أبو دقن عشان ننتفهاله .
( يسحب الجنود بشير متألما لا يكاد يستطيع السير علي قدميه من الضرب ،
ثم يدخل حجاب مقيد اليدين يبدو عليه أثر التعذيب )
حجاب : الرحمة .. العفو يا مولانا .. أنا كان غرضى المصلحة والله .
الأمير : اخرس يا راجل يا محتال .
الوزير : بأه تلبسنا العمة وتضحك علينا كلنا يا راجل يا ضلالى .
جساس : ملايكة ؟ .. ملايكة يا
حجاب ؟!
الأميرة : جتكوا خيبة .. ما انتوا اللى صدقتوه .
الأمير : هوه احنا بس .. الناس كلها صدقته .
الوزير : ولسه مصدقاه .. المظاهرات فى كل حتة .. ده غير اللى واقفين
على باب القصر ..
عمالين يهتفوا ..
عايزين يقابلوا الملايكة .
جساس : هانقولهم مفيش ملايكة .
الوزير : وهما هايصدقونا ؟!
جساس : لو حكمت نضربهم بالبارود .
الأمير : هوه ده اللى عندك يا جساس ؟!
الأميرة : مش انت اللى ورطنا الورطة دى ؟!
جساس : أنا يا مولاتى ؟!
الأميرة : أمال مين اللى جاب النصابين دول لحد القصر ؟!
جساس : مش أنا لواحدى .. الوزير تمام كان معايا وشاف وسمع كل حاجة
بنفسه .
الوزير : ماهو انت لو كنت شايف شغلك كويس .. ما كانوش قدروا يدخلوا
البلد من أساسه .
جساس : خليك محضر خير يا تمام .
الأميرة : بس انت وهوه .. زى ما وقعتونا في الورطة دى لازم تطلعونا
منها .
( يدخل الحاجب )
الحاجب : مولاي .. إلحق يا مولاى .. الناس عايزين يقتحموا القصر ...
الظاهر فى حد سرب
لهم خبر القبض على
أسيادنا الملايكة .
الأميرة : دى تبقي مصيبة .
( أصوات هتافات من الخارج تعلوا شيئا فشيئا )
الأمير : (
لحجاب بغيظ ) عاجبك كده ؟!
.. دول لسه فاكرين إنهم ملايكة !!
جساس : نضربهم ونخلص يا مولانا ؟!
الأميرة : ممكن تنقطنا بسكاتك ؟
جساس : أمر مولاتي .
الأمير :
(يتأمل من الشرفة برعب )
هاتضرب مين واللا مين ؟ .. ده الشعب كله على
باب
القصر .
الوزير : (
مشيرا لحجاب ) مفيش غير
الداهية ده هوه اللى يقدر ينقذنا من الورطة اللى إحنا
فيها دى .
حجاب : أنا خدامكم .. بس بلاش الخازوق .
الأميرة : عندك خطة يا وزير ؟!
الوزير : خطة بسيطة .. ومضمونة ..
الأمير : الحقنا بيها يا تمام .
الوزير : الأول لازم نهدِّى الناس اللى برة دى .
جساس : كل محاولاتنا فشلت يا وزير .. ما باقوش يخافوا من العسكر .
الوزير : لكن لسه بيحبوا الملايكة .. مش هايسكتوا غير لما يشوفوا
الملايكة ، ويطمنوا إنهم
بخير .. طلعولهم
الملايكة فى شرفة القصر .
الأميرة : والله فكرة .
الوزير : وبكده الناس تصدق إن كله تمام .
الأمير : عفارم عليك يا
تمَّام .
الأميرة : انت لسه واقف يا جساس ؟! .. طلع الملايكة من سجن القصر
وخليهم يخرجوا للناس
جساس : أمر مولاتي ..
الوزير : بس حسك عينك ينطقوا بكلمة ، ولا يلمحوا بإشارة .. يقفوا فى
الشرفة ساكتين .
جساس : (
بحنق ) حاضر .. حاضر
يا وزير .
( يخرج جساس.. يرتفع صوت الهتاف حتي يبدو مدويا )
الأمير : تفتكروا هاتجيب نتيجة ؟!
الأميرة : عندك حل تانى ؟!
الوزير : سامعين ؟.. سامع يا مولانا ؟ .. الناس هديت .. دول سكتوا
خالص .
الأمير : أيوه صحيح .. الحيلة جابت نتيجة .
الأميرة : المهم فى اللى بعد كدة .
الأمير : إيه خطتك يا وزير ؟!
الوزير : نقلب السحر على الساحر .
الأميرة : إزاى ؟!
الوزير : زي الناس ما صدقت إن الملايكة نزلوا من السما ، ممكن يصدقوا
إنهم طلعوا السما
تانى .
الأمير : هايصدقوا مين ؟!
الوزير : اللى ضحك عليهم فى الأول ... الشيخ حجاب .
حجاب : أنا ؟!
الأميرة : ومين غيرك يقدر يقنعهم بكده ؟!
الأمير : زى ما أقنعتهم وأقنعتنا إن دول ملايكة .. تقدر تقنعهم إنهم
رجعوا من مطرح ما جم .
الأميرة : مش كدة وبس .. وإنهم ماشيين مبسوطين .. وراضيين عن مولانا
الأمير.
حجاب : أهو ده اللى مش ممكن أبدا .
الأمير : هوه إيه اللى مش ممكن يا راجل انت ؟!
حجاب : إذا كان الناس فاكرة إن الملايكة جاية تنصرهم وتزيح الظلم عنهم
.
الأميرة : قصدك إيه يا راجل يا مهفوف ؟!
الأمير : إن أنا ظالم ومفترى ؟!
الوزير : حرص فى كلامك يا حجاب .
حجاب : ما أنا لا يمكن أكدب أبدا .
الوزير : أمال اللى عملته ده إيه ؟! .. انت فاكر الناس هاترحمك لما
يكتشفوا انك ضحكت
عليهم ؟!
الأمير : وهيه الناس هاتطوله فين ؟! .. مش هايلاقوا منه غير جتة متعلقة على خازوق ؟!
حجاب : لأ .. خازوق لأ .. كله إلا الخازوق .
الأميرة : يبقى تسمع الكلام .
الأمير : وتفهم الناس أن الملايكة مشيوا من عندنا بسلام ..
الوزير : وإننا ما اتعرضناش لهم بأى سوء .
الأميرة : وإنهم مشيوا وهما راضيين عن مولانا .. وحكم مولانا .
الأمير : وبيباركو حكومتنا الرشيدة .. ورؤيتنا السديدة .
الثلاثة : ها .. قولت إيه ؟!
حجاب : هاقول إيه ؟! ..
الثلاثة : هانسيبك تفكر ..
الأمير : يا إما الخازوق ..
حجاب : لأ ..
الأميرة : يا إما تعقل
الوزير : وتفوق ..
حجاب : ودى عايزة تفكير ؟!
الثلاثة : هااا ؟!
حجاب : (
بانكسار ) أنا تحت أمركم
.. اللى تشوفوه ..
إظلام
المشهد الخامس
فى
الميدان العام .. حجاب يحمل متاعه فى استعداد للرحيل يبدو مكسورا مهموما .. الأم
متكومة بجسدها فى ركن بجوار باب الجامع .. عطيات وصباح تجلسان فى حزن بجوار فرج
أمام باب الدكان .
صباح : على فين يا شيخ حجاب ؟!
حجاب : أرض الله الواسعة .
عطيات : يعنى خلاص ؟! .. داقت علينا تانى ؟!
فرج : دى بقت أسخم م الأول .
صباح : يعنى ما كانوش فضلوا معانا شوية لغاية ما الحال يتعدل ؟!
عطيات : ما تدعى تانى يا شيخ
حجاب .
الأم : إدعى ينوبك فينا ثواب
.
فرج : ادعيلنا يا مولانا يمكن ينظرولنا تانى .
حجاب : هما مين دول ؟!
الجميع : الملايكة .
حجاب : خلاص .. المولد انفض
وكل خلق راح لحاله .
صباح : يعنى إيه ؟!
حجاب : يعنى مفيش فايدة .. مفيش فايدة .
فرج : انت اللى بتقول الكلام ده يا شيخ حجاب ؟!
عطيات : امال كانوا نزلوا ليه من أساسه .. لما هو مفيش فايدة ؟!
صباح : خلونا ليه نتعلق بأمل كداب ؟!
حجاب : يمكن ملقوش فيكم رجا .
الأم : الله جاب ، الله خد ..
الله عليه العوض .
صباح : كان حلم جميل وصدقناه .
الأم : الله جاب ، الله خد
الله ، عليه العوض .
عطيات : يا فرحة ما تمت .. خدها الغراب وطار .
الأم : الله جاب ، الله خد ،
الله عليه العوض .
فرج : ما تجرب تاني يا شيخ حجاب ... ادعى لنا .. ده انت راجل بركة .
عطيات : أيوه يا شيخ حجاب .
صباح : ادعى يا شيخ حجاب .
الأم : ادعى ينوبك فينا ثواب
.
الجميع : ادعى يا شيخ حجاب .. ده انت دعاك مستجاب .
حجاب : (
بانفعال ) تانى ؟! ..
انتوا إيه ؟ .. مابتفهموش ؟! مفيش ملايكة .. مفيش ملايكة ..
الملايكة فوق .. فى
السما .
فرج : ادعيلنا ينزلوا تانى ؟!
حجاب : ينزلوا يعملولكم إيه ؟! .. دى أرضكم .. وده همكم .. فوقوا بأه وجعتوا
قلبى وقلبكم .
صباح : اجبر خاطرنا ؟!
عطيات : ارحم دموعنا .
الأم : طمن قلوبنا .
فرج : ( يكاد يبكى ) انت إيه ؟! .. قلبك حجر ؟
حجاب : انتوا اللى عقولكم اتحجرت .. والأمل فيكوا اتعدم .
( تكشف الأم رأسها وتجثو علي ركبتيها وتبتهل في خشوع )
الأم : يا رب .. يا عالم بالخفايا ..
دعوة ولية من الولايا
..
كشفت راسى على بابك
يارب ما تخيب رجايا .
( تفعل صباح وعطيات مثل الأم )
صباح : يارب ما تخيب رجانا .
عطيات : يارب ما تخيب رجانا .
فرج : (
يجثو مثلهم ) يا رب ماتخيب
رجانا .
الجميع : يارب ما تخيب رجانا .
( يرددون في رجاء وحجاب يتأملهم بحزن بالغ . فجأة يدخل بهلول ممتطيا حصانه
الوهمي وهو يصرخ في سعادة وانفعال )
بهلول : إلحق يا شيخ حجاب .. إلحقوا يا جماعة .. الملايكة نزلت تانى
.. الملايكة نزلت تانى .
( الجميع يندفع في اتجاه بهلول بينما يهتف حجاب في استنكار )
حجاب : تانى ؟!
ستار الختام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق